لا يخفى على المتتبع للشأن السياسي بالمغرب، ان معظم قادات الاحزاب السياسية ما فتئت تتغنى و تصدر خطابات التغيير و منح الفرص للشباب و الكفاءات من اجل الانخراط الفعلي في العملية السياسية بكل مكوناتها التنظيمية،التأطيرية و الانتخابية.
اسطوانة رددها و مازال ابرز القادة، لكن هل تُفعل؟ هل توجد لها مساحة للنقاش داخل الاجهزة التقريرية؟ الجواب واضح و لا يخفى على أحد.
فعلى سبيل المثال، لا الحصر، سمعنا و رأينا ما مرة، الأمين العام لحزب الاصالة والمعاصرة عبداللطيف وهبي، يصرح و يطالب بضرورة منح الكفاءات الوطنية الفرصة لولوج المؤسسات المنتخبة، حيث ذهب الى ابعد من ذلك و طالب بلائحة وطنية للكفاءات خلال الاستحقاقات التشريعية المقبلة بدل لائحة الشباب، لكن هل لدى وهبي الجرأة لتفعيل ذلك و إرغام اللجنة الوطنية للإنتخابات التي يترأسها الحموتي بحزبه، إلى تنزيل هذا المعطى و تغيير منهجية الانتقاء التي تقوم على الأعيان و أصحاب الشكارة بالدرجة الأول؟.
اما عزيز اخنوش زعيم الاحرار، فموقفه في هذا الصدد واضح و صادق و كل خرجاته و خطابته و برامج حزبه (مسار الثقة، “100 يوم 100 مدينة” ” الجامعة الوطنية للشباب بأكادير”، تفعيل دور المنظمات الموازية ..) تقوم على حث المسؤولين الترابيين على دعم الشباب و الكفاءات التي يمكن ان تقدم الاضافة للوطن اولا و للحزب ثانيا.
اذا كانت هذه هي رؤية اخنوش المعروف بوضوحه السياسي في هذا الجانب، فهل يمثثل مسؤولو حزبه بطنجة لهذه القاعدة، و يقدمو شباب ذو كفاءة و امتداد شعبي لقيادة لوائحه على مستوى المقاطعات.
فالأكيد ان العديد من الشباب و الكفاءات التي يزخر بها حزب اخنوش بطنجة و ضواحيها تنتظر الفرصة لتكون نبض و صمام أمان مستقبل الحزب بعمالة طنجة أصيلة، يلزمها فقط الضوء الأخضر لتكشر عن انيابها وتبرز كفاءتها.
لكن الواقع الذي يعرفه المشهد السياسي بطنجة يخالف هاته التوقعات، ليس فقط داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، و انما لدى معظم الاحزاب التي تبحث فقط عن اسماء (تعودت الترحال في كل مناسبة) تمنى النفس من خلالها الظفر بأكبر عدد من المقاعد داخل المؤسسات المنتخبة.
فإقصاء بعض الاسماء الشابة و أخرى لها من المصداقية و السمعة الطيبة داخل المجتمع، و تجسد لحيوية المؤسسات المنتخبة و لها من الكفاءة ما يمكن ان تنفع بها المدينة في مجالات مختلفة على حساب كائنات اكل عليها الدهر و شرب، و اصبحت معظم الساكنة تمقتها و تطالبها بالتنحي، هي جريمة في حق ذات البحرين التي تستحق الافضل و الاصلح…
نصرو العبدلاوي