نهضة طنجة لكرة القدم من أبرز الجمعيات الرياضية النشيطة بطنجة والجهة. وتعتمد في استراتيجيتها مجموعة من الأهداف النبيلة المتمثلة في المشاركات الرسمية والتكوين والتأطير وتنظيم مبادرات وأنشطة دولية كبرى، مما يجعلها واحدة من الجمعيات الهادفة والفاعلة في الحقل الرياضي والطفولي محليا، جهويا ووطنيا. هدفها من خلال أنشطتها التربوية والثقافة الرياضية داخل الوطن وخارجه إلى بعث روح جديدة (تجديد الفعل الرياضي) وتفعيل الدبلوماسية الموازية والتعرف بالثوابت الوطنية ومرتكزات الوحدة الوطنية.
عبد الرحيم الكمراوي عراب الجمعية، نظير ما يقوم به من مجهودات في سبيل إعلاء شأن الجمعية وشان الرياضة المحلية والوطنية وتوفير مساحات تنشيطية وطنية ودولية موجهة إلى الطفولة المحلية والوطنية، يقربنا أكثر من النهضة، برامجها ومعاناتها كذلك من خلال (حوار السبت).
بداية، ماذا عن برنامج نهضة طنجة لكرة القدم هذا الموسم؟
قبل بداية أي موسم رياضي، ومباشر بعد عقد الجمع العام السنوي الذي يتم فيه تدارس البرنامج السنوي للجمعية والاعتمادات المالية لترجمة هذا البرنامج على أرض الواقع، نشرع في تنزيل خطوطه العريضة. وحتى نعطي لكل ذي حق حقه، فالبرنامج يساهم في تفعيله جيش من المنخرطين وأعضاء المكتب المسير والمتطوعون، نظرا لغنى محاوره والأنشطة والمحطات المتواجدة به. هذا يحسب للجمعية أنها تسير بنهج ديمقراطي حضاري رغم شح الامكانيات المالية وغياب الداعمون والمانحون بشكل شبه نهائي.
هل من توضيح مفصل حول المشاكل المادية، أو تفسير مدقق حول كلمة شح الإمكانيات؟
بكل صراحة، نعاني من انعدام الإمكانيات. فمنذ مجيء هذا المجلس الجماعي، عرفت الرياضة موتا سريريا. ولولا القليل من الأكسجين الذي يضخه بعض المتطوعين من أعضاء ومنخرطين لكانت الرياضة بطنجة في خبر كان.
مجلس هو الجماعة المعني الاول بتأهيل ودعم الرياضة بالمدينة تغيب عن موعد الدعم لمدة فاقت 3 سنوات وبمبررات واهية. تارة يدعون أن المصالح الولائية أو وزارة الداخلية رفضت مشروع الميزانية، وهذا مبرر لا أساس له من الصحة، بل نجد السادة الولاة المتعاقبون على المدينة وبدون استثناء يولون أهمية قصوى للرياضة، في وقت يعتبر المكتب المسير للجماعة أن الرياضة هي بمثابة الحائط القصير الذي يمكنه القفز عليه. ما يؤكد جهلهم لما تشكله الرياضة من وسيلة تنمية شاملة بالمدينة، اقتصاديا اجتماعيا وتربويا. لكنهم يرونه وسيلة ابتزاز ومساومات بغية خدمة أجندات سياسية وايديولوجية مقيتة. وما يزيد الطين بلة ، أن مناوراتهم أصبحت مكشوفة مع الفاعلين والجمعيات الرياضية. فمقابل اعتماد سياسة التقشف بداية من المحيط القريب، أو من أنفسهم، فإننا نرى الاسراف في استعمال أموال الجماعة عبر اقتناء الهواتف الذكية والسيارات الفاخرة والحفلات الباذخة.
ما يفهم من كلامكم أن الحالة في وقت ما كانت تسير في الاتجاه الصحيح عكس اليوم، أليس كذلك؟
بكل تأكيد. الأندية والجمعيات الكروية بالمدينة كانت تتوصل بمنح محترمة وفي وقتها المحدد ومن مختلف الجماعات الترابية (الجهة، المقاطعات عبر منح التجهيزات). منح كانت تغطي آنذاك ما يناهز 70 في المئة من ميزانيات تسيير هذه النوادي والجمعيات. أما الآن ومنذ مجيء هذا المجلس، تقلصت في السنتين الاوليتين إلى أكثر من النصف، بعدها انعدمت وأقبرت و اصبحنا لا نرى الا الوعود الفارغة والمظلومية، من رفض هذه الميزانيات التي نراها نحن كمجتمع مدني رفض منطقي نظرا لما يشوبها من اختلالات، يلخصها هذا المجلس في اعدام المنح الرياضية. وفي الحقيقة، كل المجالس، ومنذ إحداث الجماعات المحلية التي أصبحت تسمى الجماعات الترابية، لم يتخلف أي مجلس عن تقديم الدعم المباشر للرياضة بشتى أصنافها ،بل حتى القوانين التنظيمية لهذه الجماعات وكذلك الدستور الجديد وتوجيهات الرياضي الاول جلالة الملك محمد السادس نصره الله، في مختلف المحطات تشير إلى هذا الامر، فأي قانون وأي منطق ترى به هذه الجماعة القطاع الرياضي، وهل تعتبر الجماعة في خدمة الرياضة كما ينبغي أن يكون أم العكس.. الرياضة في خدمة الجماعات الترابية، فهل هناك تهميش رياضي أكثر من هذا؟ وهل يعلم المسؤولون ماذا تمثل الرياضة في طنجة؟ وما توفره للشباب.
هل من اقتراحات للخروج من هذا الوضع الصعب الذي يميز علاقتكم بالجماعة؟
بداية، لا بد أن أذكر أن أبواب الحوار مسدودة وجبل الود منقطع الى ابعد الحدود، بحكم التهميش والتقصير في حق مكاتب هذه الجمعيات. والكل يعرف خطورة غياب الحوار والنتائج الكارثية التي تؤدي إليه. وقد قدمنا عبر مجموعة من الوسائل مجموعة من المقترحات سنعيد ذكرها.
إن المكتب المسير للمجلس عندما رفضت ميزانيته للسنوات الأخيرة، كان ينبغي أن يفتح حوارا مع المجتمع الرياضي وتمكينه من القرارات المزعومة بخصوص حذف ميزانية الرياضة من طرف الولاية ووزارة الداخلية حتى تنقشع الرؤى إن كان الأمر حقيقة. فالأندية والجمعيات الرياضية بالمدينة تساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في حماية الطفولة والشباب في المدينة من مختلف المطبات الخطيرة والدخيلة على مجتمعنا، وتساهم في تحريك عجلة التنمية البشرية عبر الأنشطة المختلفة، وبالتالي فأي ضرر يمكن أن يعرقل مسيرتها لا يجب أن يكون مصدره مجلس الجماعة، بل وجب و بإلحاح البحث عن بدائل إضافية لتأمين استمرارية تواجدها، والحلول البديلة كثيرة و متوفرة.. الضغط على كل شركات التذبير المفوض لتفعيل بنود هذه الصفقات المتعلقة بدعم الشق الاجتماعي والجمعوي بالمدينة
ماذا تعد النهضة من برامج هذه السنة؟
تنظيم النسخة الثامنة بعد استئناف النسخة السابعة من الدوري الدولي “ولي العهد الأمير الجليل مولاي الحسن”، الذي أصبحت إدارته مستقلة ويترأسها السيد سيف الدين النائب بصفته مدير الدوري. وللأمانة فنحن نعاني الأمرين بتجاهل الجماعة لهذا الدوري، بل هناك من يريد تصفيته عبر سياسة الانتقام التي أصبح يتبناها بعضهم، و وصل الامر الى حد الانتقام مني شخصيا عبر إيدائي باقصائي من مصدر رزقي وقوت ابنائي ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هذا أمر خطير ، هل من مزيد من التوضيحات؟
بحكم انتماء هذا الشخص لمجموعة تنظم دوري تجاري بالمدينة، ويساهم في دعمهم ومنحهم كل الإمكانيات عكس الدوري الذي تحتفل فيه الطفولة المحلية والوطنية والدولية بذكرى ميلاد رمز من الرموز الوطنية، ولي العهد الأمير الجليل مولاي الحسن، ونجاح الدوري الدولي والاجماع المحلي والوطني والدولي بالإشادة به ربما يسبب له إحراجا كبيرا.
هل من كلمة أخيرة؟
كل المبررات لإقبار وإعدام منح الفرق الرياضية واهية وغير منطقية، وتبين عن جهل كبير للواقع الرياضي في طنجة، ومن هذا المعطى نناشد السيد والي صاحب الجلالة بالتدخل لإعادة الأمور إلى مسارها الطبيعي. وهذا أمر مشهود له به ، كما نتمنى أن تسرع باقي الجماعات الترابية ( جهة طنجة تطوان الحسيمة ، مجلس عمالة طنجة ، المقاطعات ) إلى دعم المكونات الرياضية دعما محترما يليق بكرامة ومكانة الرياضة بالمدينة. كما نكرر وبإلحاح تذكير جماعة طنجة بأن الرياضة تعتبر أوكسجين الحقيقي الذي يتنفس من خلاله شباب وأطفال المدينة. و يجب التفكير وبجدية في اعطائها ما تستحقه من اهتمام بتفعيل النصوص التنظيمية الخاصة بالرياضة والتعامل بمسؤولية مع التوجيهات الملكية والنصوص الدستورية، وكذلك فتح حوار جدي وهادف مع المجتمع الرياضي وخلق بدائل تمويل تليق به لترجمة أهداف الجمعيات الرياضية الفاعلة.