منذ فترة طويلة و حزب الإتحاد الدستوري الذي يقوده “محمد الزموري” المعروف ب”جنونه السياسي” يعمل على ترميم بيته الداخلي و تقوية بنيانه و في نفس الوقت تحصينه من مبارزة الخصوم له في أجنحة الليل، و خلف كواليس قاتمة، يشوبها الغدر و يغلب عليها طابع “عطيني نعطيك”.
فرغم شدة التطاحنات، و كثرة الإنتدابات الخفية، التي تطغى على أغلب الاحزاب السياسية بطنجة خلال هاته الفترة، إلا أن حصان ساجد بطنجة، يعد من الأحزاب التي أظهرت أبرز ملامح عمداء لوائحه بالمقاطعات الأربع خلال استحقاقات يونيو 2021 .
فبعد أن حسم بشكل شبه نهائي في قيادة التجمعي السابق يونس الشرقاوي للائحة مقاطعة المدينة، و عبدالسلام العيدوني للائحة بني مكادة، و بديهية ترأس عبدالحميد أبرشان لكتيبة لائحة مقاطعة السواني، حسم الزموري أيضا في شأن تقديم حسن بلخيضر كوكيل للائحة الحزب بمقاطعة امغوغة و هي مفاجأة لم يكون ينتظرها الكثيرون، خاصة و أن بلخيضر يعد من الوجوه البارزة داخل تراكتور وهبي بطنجة.
قد لا يعرف العديد من متتبّعي الشأن العام المحلّي بطنجة، أن عقدة حزب الاتحاد الدّستوري خلال كل محطة انتخابية هي مقاطعة امغوغة، لكنها حقيقة، بدليل أنّ رغم احتلال الحصان مرتبة متقدّمة خلال الاستحقاقات الجماعية الفارطة، إلّا أنه عجز عن الوصول إلى العتبة بالمجال الترابي لهاته المقاطعة.
إلّا أن المراهنة على حسن بلخيضر كمشروع وكيل لائحة الحصان باقتراح من عبد الحميد أبرشان قد يقلب الموازين، خصوصاً بعد انقسام لائحة الأحرار بمغادرة ابن عزّوز للحمامة، والانشقاقات الأخيرة التي عرفها فريق عبد النبي مورو، من أبرزهم حسن العشّاب ويونس الشواطي، وربّما المستشار الجماعي عبد القادر الزهري، والنّاشط السياسي يوسف منكيط، كما أن المراهنة على المستشار الجماعي السابق الحسين العاتق ستعطي أكلها نظراً لتجربة الرّجل وحضوره الميداني في عديد من الأحياء الشعبية التي يحضى فيها بالاحترام.
وبعيداً عن لائحة بلخيضر، هناك لائحة أخرى تُطبخ على نار هادئة، وهي التي يقودها كلّ من عادل الدفوف وعبد العزيز ابن عزّوز، بالإضافة إلى أسماء أخرى نسجت تواجدها الميداني بعموم أحياء المقاطعة بقوة كعبد الحميد بن شعيب و عبدالصمد خريبش.
ووفق مصادر مقرّبة من حزب الأصالة والمعاصرة، فإن الرّئيس السّابق لمقاطعة امغوغة، عبدالعزيز بنعزوز، عازم على استعادة ثقة السّاكنة، وكسب أصوات سُرِقت منه وذهبت لصالح أحزاب أخرى خلال الاستحقاقات الماضية، حيث يطمح هو الأخير في انتزاع المرتبة الثّانية على أسوء تقدير.
أما حزب التجمع الوطني للأحرار، فمازال يُعتير قوّة انتخابية لا يستهان بها بفضل سيطرة عبد النبي مورو على بعض الأحياء الشعبية، خصوصاً بابن كيران وامغوغة والإدريسية، لكن الانشقاقات الأخيرة داخل الحزب قد تنعكس سلباً عليه، في غياب ضباط احتياطيين لم يسبق لهم أن ترشّحوا للانتخابات، هذا بالإضافة إلى أن حمامة امغوغة مازالت بصدد البحث عن مشروع وكيل لائحة يتحمّل مصاريف الحملة الانتخابية، خصوصاً و أنه من المستبعد جدا أن يقود عبد النبي مورو رئاستها حتّى لا يكون أخوان من نفس العائلة يترأسان لائحتين انتخابيتين من نفس الحزب.
نصرو العبدلاوي