في إطار جهود البلاد المبذولة لمحاربة ظاهرة الهدر المدرسي والحد منها وتحسين ظروف التعليم في البلاد عامة وفي جهة الشمال خاصة، وقعت وزارة التربية الوطنية والتكوين العالي والبحث العلمي في شخص وزيرها، سعيد أمزازي، وفؤاد بريني رئيس مؤسسة طنجة- المتوسط، يوم الأربعاء، اتفاقية شراكة لدعم التعليم في شمال المملكة وتشجيع التميز على المستوى الوطني، إذ ستعمل على المساهمة في تحسين جودة التكوين والتعليم، كما ستعمل على تعزيز الجهود الرامية إلى إرساء نموذج تربوي وطني قائم على ثقافة التميز والابتكار.فحسب بلاغ مشترك بين الوزارة الوصية والمؤسسة، فإن الهدف الأساسي لهذه الشراكة هو منح التلاميذ الوسائل اللازمة لتحقيق طموحاتهم بفضل المعايير التربوية والتعليمية المميزة للأكثر استحقاقا منهم. وقد شملت هذه البرامج التربوية 370 مشروعا تعليميا لفائدة 114 ألف و500 مستفيد مباشر. وستشمل هذه الاتفاقية كذلك برامج إعادة تأهيل 120 مؤسسة تعليمية بإقليم الفحص أنجرة، مع بناء 36 حجرة للتعليم الأولي وتوفير النقل المدرسي لفائدة تلاميذ السلك الابتدائي الإعدادي والثانوي بالإقليم ذاته، فضلا عن توزيع جوائز على التلاميذ المتفوقين في امتحانات الباكالوريا بالمنطقة لتشجيعهم على المثابرة والتميز.
فبعد أن فارق أزيد من 300 ألف تلميذ المدرسة خلال الموسم الماضي وبمختلف المستويات الدراسية، وبعد “الوصم” الذي لحق شباب منطقة الشمال بالخصوص جاءت هذه الاتفاقية لتعيد بريق الأمل في صفوف هؤلاء التلاميذ والطلبة الراغبين في الحصول على شواهد عليا، إذ من المقرر أن تفتح بتطوان وفي وجه التلاميذ الراغبين بالالتحاق بالأقسام التحضيرية، ثانوية للتميزقصد تمكينهم من الاستعداد لمباريات المدارس العليا للمهندسين سواء المغربية أو الفرنسية.
هذه الاتفاقية دفعت بالعديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي للإعراب عن فرحهم بهذه الاتفاقية المحتسبة، والتي ستمكنهم مستقبلا من الحصول على مناصب ووظائف مهمة، لاسيما وأن “البعض” من مؤسسات وشركات منطقة الشمال تعمد إلى أن لا توظف أبناء المنطقة بدعوى عدم توفرهم على تكوين وشهادات عليا (بينما هو العكس تماما).
يذكر أن انعدام فرص الشغل لم تعد ترتبط بانعدام الشهادات فقط، بل وأصبح الأمر راجع بالأساس إلى النظام التربوي المتراجع، ناهيك عن حقيقة حاملي الشهادات الذين أصبحوا أكثر عرضة للبطالة عن غيرهم، ولربما كان هذا سببا من أسباب الهدر المدرسي بل والجامعي.
وآخرا أصبح من الضروري أن تلتفت الحكومة وأن تتعامل مع هذه المشاكل التربوية والتوظيفية بجدية أكثر.
رميساء بن راشد