كما هو معلوم، فارق الحياة محمد السندي، الكاتب الجهوي والمؤسس للاتحاد الوطني للشغل بجهة طنجة تطوان الحسيمة، وذلك يوم الاثنين 04 يناير الجاري بإحدى المصحات بالعاصمة الرباط، متأثرا بمضاعفات، ناتجة عن إصابته بفيروس “كوفيد 19″، حسب ما تداولته مصادرمقربة من الراحل الذي أشعل نبأ وفاته العديد من مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي، بشكل لافت، حيث وردت جمل من عبارات تقطربأحاسيس صادقة وتدوينات أخرى بلا حد هي من الأعماق نابعة، لون بها أصحابها غلاف كتاب الرحيل، رحيل هذا الرجل الشهم الذي بصم على حياة، تتنفس النضال في أبهى صوره. ومن هذا النضال استمد الفقيد طاقة حياة متجددة، وقودها حب الناس والتفافهم من حوله ودعاؤهم له…هؤلاء المنحدرين من مختلف الشرائح الاجتماعية، لافرق بين الصغيروالكبير… بين المستخدم، العامل البسيط والطالب والدكتوروالمسؤول الكبيرفي شتى المجالات والقطاعات…وأما شهاداتهم، فهي بطبيعة الحال، لم تنتزع منهم، تحت الإكراه، بل أدلوا بها بكل تلقائية وانسيابية وانسجام تام، بعدما أدى عنها الراحل، قيد حياته، رسوما تضمنت تفانيه وإخلاصه ووفاءه في تعامله وخدمته لمصالح المواطنين ولاسيما المستضعفين منهم والطبقة الشغيلة الكادحة التي وجدت فيه سندها ولمست فيه استجابته لها، كلما استشعرضيقها وإلحاح حاجتها عليه.وأما شعبيته الكبيرة، فهي لم تكن ضربا من ضروب الصدف أو من الحكايات المزاجية العابرة، بل أسس لها بعرق الجبين وإغاثة المظلوم والرفق بالفقير واليتيم واحترام الصغير والكبير وزد على ذلك ما شئت، من الكلام الصادق والفصيح، خاصة وأنه كان منتخبا يشغل، قيد حياته، منصب نائب الرئيس لمقاطعة السواني، بالإضافة إلى عضويته بالمجلس الحضري لطنجة.
هكذا، إذا يرحل عنا محمد السندي، المواطن والمنتخب والنقابي والإنسان، بعد عمرحافل بالعطاء، تاركا من ورائه رسالته النبيلة إلى من يعنيهم الأمر.والرحيل عادة ما يسيل المداد أويفتح باب اللوعة والسؤال، عندما يتعلق الأمربأشخاص معينين والله أعلم.وفي هذا الصدد، قيلت عبارات مأثورة عن الرحيل، منها :”يغلق البعض في وجهك كل أبواب الرحيل.. كي يمنعك من الرحيل، لأنه يحبك. والبعض يعترف لك بحبه، عند الرحيل كي يبقيك معه. ويكتشف البعض الآخرأنه يحبك، بعد الرحيل، فيحترق وقد يحرقك باكتشافه المتأخر..”
وداعا، محمد السندي، تغمدك الله، بواسع رحمته.
محمد إمغران