حققت المملكة المغربية الشريفة في الآونة الأخير مكتسبات وطنية جليلة أبان فيها المغرب عن تشبثه بحق الدفاع عن وحدته الترابية بالأقاليم الجنوبية، مكتسبات أشاد بها العديد من دول العالم، كما أشادوا بالحكمة والتبصر لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وقد تابعت باسمي نقيبا للشرفاء العلميين باهتمام كبير جميع الأحداث التي عرفتها أقاليمنا الصحراوية منذ المحاولة الأولى لانتهاك حرمة الوطن وانتهاء بتأييد العديد من الدول العظمى لقرارات المغرب، وفي مقدمتها الاعتراف الأمريكي بالصحراء المغربية.
اعتراف يتوج المسار التاريخي الحافل الذي قطعه المغرب في إثبات أحقيته باستكمال الوحدة الترابية والدفاع عن مقدساته الوطنية والتصدي بحزم لكل المناوشات التي يقوم بها الخصوم بالقرب من الحدود المغربية وخارجها، مكتسبات ملكية سامية حققها المغرب بفضل التبصر الحكيم والقيادة الراشدة لمولانا أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، والتي تعتبر بمثابة استكمال للمسيرة الخضراء المظفرة التي دونها التاريخ بفخر واعتزاز، كما سيدون هذا الحدث العظيم والمنجز الملكي الكبير في ملف الصحراء المغربية، واعتراف دولة الولايات المتحدة الأمريكية بها كجزء لا ينفك عن التراب المغربي.
منجزات عظيمة أربكت جميع حسابات الخصوم التي لم تستطع مجاراة الواقع التنموي الذي حققه العهد الزاهر على كافة المجالات ،بما فيها السياسة الحكيمة مع دول العالم التي هبت لتعزيز موقفها الداعم لقضية المغرب الأولى قضية الصحراء المغربية، وهو ما تبرهنه التدشينات الأخيرة لمجموعة من القنصليات العامة للتمثيل الدبلوماسي لمختلف دول العالم، كان آخرها الإعلان الرسمي عن إحداث قنصلية الولايات المتحدة الأمريكية بمدينة الداخلة، والاعتراف الكبير لأمريكا بمغربية الصحراء، بالإضافة إلى الاتفاقيات المبرمة مع دولة إسرائيل في إطار التسامح والتعايش المشترك بين جميع الطوائف والمعتقدات وهو ذات الأمر الذي تثبته الحقائق التاريخية المؤكدة لأصالة المغرب قيادة وشعبا.
فباسمي نقيبا للشرفاء العلميين وباسمي كافة الشرفاء ومريدي المشيشية الشاذلية ومحبي القطب الأكبر المولى عبد السلام ابن مشيش قدس الله سره، وباسمي أبناء عمومتنا من شرفاء الأقاليم الجنوبية الذين ما فتئوا يفدون كل موسم للضريح جدهم القطب مؤكدين تشبتهم بهويتهم المغربية وتجندهم الدائم تحت القيادة العلوية المنيفة آدام الله عزها ونصرها. نبارك ونثمن المبادرات الملكية والمنجزات التاريخية الكبرى التي حققتها المملكة المغربية الشريفة في القضية الوطنية الأولى للصحراء المغربية، كما نثمن عاليا الأدوار الكبرى التي مثلها المغرب ولا زال في القضية الفلسطينية منذ العهود التاريخية القديمة، باعتبار أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده رئيس لجنة القدس، وباعتبار المحبة والمكانة التي يحملها المغاربة للشعب الفلسطيني دائما وأبدا.
مساندة يؤكدها المسلسل الطويل الذي قطعه المغرب في دعم القضية الفلسطينية عبر جميع حقب التاريخ، مساندة رام المغرب من خلالها البحث بكل السبل المتاحة عن سلام عادل يقوم على المفاوضات بين الجانبين باعتدال وحكمة، ويكفي الإشارة هنا إلى الاجتماع الثنائي الكبير الذي جمع بين المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه بمدينة إفران، والرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بريز وتبعته بعد ذلك زيارة مباركة للمرحوم ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين وقد كان الهدف منذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا تحقيق مفاوضات تفضي إلى السلم بين الجانبين، وهو ما فتئ المغرب يؤكد عليه دائما من خلال الوساطات الأمريكية التي نسق معها في غير ما مرة من أجل هذا الشأن ،وساطة امتدت لعهود طويلة وتقوت في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، واستمرت إلى عهد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، الذي ترك للتاريخ وثيقة رسمية تشهد باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالصحراء المغربية في عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
واحتفاء بهذا العرس التاريخي أبت نقابة الشرفاء العلميين إلا أن تعبر عن ابتهاجها به بإقامة حلقات للذكر تليت فيها بضريح القطب مولانا عبد السلام ابن مشيش سلك القرآن الكريم والصلاة المشيشية على النبي الكريم ورفع أكف الضراعة إلى الباري عز وجل أن يحفظ هذا البلد الأمين ويحفظ بحفظه المتين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وأن يكلل الباري سبحانه المبادرات الملكية السامية بالعز والنصر والتوفيق.
نقيب الشرفاء العلميين
الأستاذ عبد الهادي بركة