تداولت وسائل الإعلام خبرا طريفا مفاده أن شركة أمريكية ستعمل على إحداث بحيرات اصطناعية بعدد من المدن المغربية من بينها طنجة. الأمر يتعلق بمدن مراكش وفاس والبيضاء والرباط وطنجة والسعيدية. المشروع يخص تشييد بحيرات ضخمة محاطة بشواطئ رملية للسباحة والرياضات المائية، للاستعمال بمقابل. مع الإشارة إلى أن مياه السباحة في هذه البحيرات يحافظ عليها عند 28 درجة، وبالتالي فيه توفر ظروفا مثالية للسباحة والرياضة بصورة مستدامة.
هذا الخبر مثير للعجب. فلو كنا في مدينة “داخلية” كفاس ومراكش، لقلنا آمين واعتبرنا هذه البحيرات متنفسا لنا ولأولادنا حتى لا يحرموا من “الغطس والعوم واللعب في الشواطئ “الاصطناعية. أما الدار البيضاء فيمكن فهم إقامة هذه البحيرة في كورنيشها بسبب وعورة السباحة في شواطئها الأطلسية في حين تتمتع طنجة بشاطئ كان يعتبر واحدا من أجمل شواطئ العالم، قبل أن يعبث به أصحاب المصانع وبارونات “الإنعاش” العقاري بتواطؤ ملموس من الإدارات البلدية السابقة، بالرغم من احتجاجات السكان ومطالباتهم المستمرة بحماية الشاطئ كمطالبتهم اليوم بحماية المناطق الخضراء والغابات من جشع المضاربين في العقار مهما كانت طبيعته وتصنيفه.
ولا يجب أن ننسي أننا في طنجة نملك تجربة فريدة في قضية البحيرات الاصطناعية. فكلنا نتذكر البحيرة الاصطناعية التي أمر الملك الراحل الحسن الثاني ببنائها سنة 1964،على مساحة 41 هكتارا، بشاطئ الغندوري، على طريق مالااباطا، وتم تجهيزها بآلات ميكانيكية لضبط حركة المد والجزر، اعتبارا لأنها كانت تستقبل مياه شاطئ الغندوري. وكالعديد من التدابير التي اتخذها جلالته رحمه الله لفائدة إنعاش طنجة، فقد أهملت البحيرة إلى أن جفت مياهها وكسحها التراب، وذاب رسمها في محيطها، فلم يعد لها أثر اليوم.
وحبذا لو أسعفتنا الشركة الأمريكية بخبرتها في “تأهيل” شاطئ طنجة البلدي حتى يسترجع بهاءه وتوهجه ومجده الغابر. وحبذا لو أعيد ترميمه وبناؤه على نفس النمط الذي كان عليه قبل “القومة الكبرى” التي أقحمت، بفضائه “غابة من الأشجار ، وهو كل ما تفجرت عنه عبقرية “عباقرة” إنجاز مشروع الكورنيش دون، إغفال تلك “الشوهة” التي تتوسط فضاء الميناء الترفيهي.
ع.ك