تفاجأ العالم بظهور ما أسموه بـ “السلالة الثالثة” لفايروس كورونا الذي يبدو أنه أطل على العالم من جنوب إفريقيا لينتقل بسرعة الضوء إلى شمال القارة، ويسجل أصابات أولى في شبابيكها، بلغة الفوط”.
لعله جيل جديد من هذا الفايروس، ولكن الخبراء أطلقوا عليه اسم “السلالة” ورتبوها، ربما ليشعرونا بإمكانية ظهور “سلالات” أخرى في القادم من الأيام، لا قدر الله ، على طريقة السلالات الفرعونية الواحدة والثلاثين، التي ابتدأ تاريخها في مصر في الألفية الأولى قبل الميلاد، وبعد اتحاد دولتي الدلتا والنيل (3100 ق.م) وتولت عروشها إحدى وثلاثين سلالة من سلالات الفراعنة، إلى أو وضع حدا لهذه السلالات، غزو الإسكندر لمصر في العام 332 ق.م
والأمل في الله كبير أن يقطع العلمُ دابر سلالات فيروسات كورونا، كما فعل الأسكندر في مصر، قبل2332 عاما.
ولكن، ما هي هذه السلالة الفيروسية التي “لخبطت” العالم، بعد أن ظهرت بوادر الانفراج على يد علماء الصين، والروس، والأمريكان، والإنكليز، والألمان الذين أعلنوا عن لقاحات مجربة، تعدُ بمقاومة الفايروس اللعين وتضمن الأمن بنسبة تفوق 90 بالمائة، لمن تلقوا هذه “الفاكسينات” في مراحلها التجريبية.
الواقع أن المعلومات تضاربت حول هذا “الجيل” الجديد من الفيروس الذي تم رصده في شتنبر الماضي. ويُعتقَد أنه تخلّق في رئة مصاب في انجلترا. ويقول العلماء إنه نتج عن النسخ داخل الجيل السابق، بعد تطوير طفرات جينية تمكن الفيروس الجديد من إصابة الخلايا بشكل أكبر، وبالتالي زيادة معدل قابليته للعدوى، دون إغفال أن الفيروسات تتحوّر طوال الوقت حيث يسارع الخبراء إلى دراسة ورصد سلوك أي فيروس في حالة تغيره، بحيث ثبت للعلماء إن الفيروس الذي اكتُشف أول مرة في مدينة ووهان الصينية، ليس هو نفس الفيروس المستشري الآن في أنحاء العالم. والملاحظ أن هذا الفيروس يشهد طفرات جينية بوتيرة متسارعة وبشكل غير طبيعي ويحتمل أن يكون قد خلق في رئة مريض يعاني ضعفًا في جهاز المناعة، حيث وَجد في رئة هذا المريض مستعمرة مواتية للتحوّل.
إلا أنه لا يوجد للأن دليل علمي على أن السلالة الجديدة أكثر فتكا من سابقتها، على أن قدرة السلالة الجديدة على التفشّي بوتيرة أسرع من سابقاتها، تبرِّر القلق سواء بالنسبة للمواطنين أو للمصالح الصحية في معظم بلدان العالم.
وخلافا لما يروج حاليا، ورفعا لكل التباس، يمكن الجزم حسب رأي الخبراء، بفعالية اللقاحات الحالية، ضدّ السلالات الموجودة من هذا الفيروس. بحيث إن هذه اللقاحات تعمل على تقوية المناعة ومهاجمة الفيروس الذي يجب أن يقاوم في مراحله الأولى، لأنه لو تمكن من تطوير طفرات جينية أخرى، فقد تصعب مقاومته بالوسائل المتوفرة حاليا. لأن استمرار قدرة الفايروس على تطوير طفرات جينية تساعده في تفادي هجمات اللقاحات،
في حين يعتبر معظم الخبراء في العالم أنه لا يوجد، مبدئيا، سببٌ يدعو للاعتقاد بأن اللقاحات التي أعلن عنها ستكون أقل فاعلية ضد السلالة الجديدة من فايروس كورونا”، بالرغم من أن السلالة الجديدة أكثر قدرة على دخول الخلايا والتكاثر فيها، ولكنها ليست أكثر خطورة، وأن اللقاحات الموجودة فعالة في الوقاية منها.
وفي هذا الصدد قال خبراء مختبر “بيونتيك” الألماني إن هذا المختبر الذي طوّر مع شركة فايزر الأميركية أول لقاح ضد كوفيد-19 وتم ترخيصه في العالم، قادر على توفير لقاح جديد “خلال 6 أسابيع” في حال تحوّل الفايروس كما حصل في بريطانيا، إذا اقتضى الأمر ذلك. نظرا لأن البروتينات الموجودة في السلالة الجديدة هي 99 بالمئة، وهي نفس النسبة في السلالات السائدة، وبالتالي، فإن الخبراء لديهم ثقة علمية كبيرة في اللقاح.
وإذا، فكل الأخبار الواردة بشأن الوباء، بسلالاته الراهنة، وما قد ينتج عنه لا قدر الله، تدعونا إلى الاطمئنان على أن العلم، الذي هو نور وضعه الله في قلب وعقل الانسان، قادرٌ بحول الله على حماية البشر، فكلنا من سلالة من طين (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) وكلنا رجاء وأمل في أن يهون الله علينا مصائب الدنيا ، و يشملنا بواسع رحمته، و ينجينا من شر المرض والوباء، وكافة الأسقام والآفات والبلاء،
عزيز كنوني