خلط العثماني الأوراق وخرج عن البروتوكول المعتاد، حين جمع بين قضية الصحراء ومطالب المغرب في مدينتي سبتة ومليلية. ومع أن رئيس الحكومة لم يقل إلا صوابا، إلا أنه غفل عن القول المأثور:” لكل مقام مقال”. ولكل قضية وقتها وأوانها وسبل معالجتها.
إن حق المغرب في سبتة ومليلية والجزر المتوسطية، حق ثابت بالتاريخ والجغرافيا ولكن المطالبة بهذا الحق إن تمت بطرق “عشوائية” “دمغية، ربما “أفسدت اللعبة” ، وحركت مطامع وهواجس قد يصعب مواجهتها.
إن هذا الملف الذي دام أكثر من ستة قرون، لا يمكن حله بتصريح “عفوي” من باب “انتظرونا”…. ! هناك مؤسسات وأوفاق ومساطير دولية، لطرح قضايا المطالبة بإنهاء الاحتلال. وفي مقدمتها إعداد ملفات قوية استعدادا لمواجهات قانونية وتاريخية و “مناوراتية”، أمام اللجنة الرابعة للأمم المتحدة، خاصة والاتحاد الأوروبي اعلن بمناسبة أزمة جزيرة الماعدنوس، سنة 2002، أن سبتة ومليلية يشكلان الحدود الجنوبية للإتحاد. بمعنى أنه صار معنيا بالقضية، ومفاجآت من نوع تصريح العثماني يمكن، من جهة، أن تجر علينا وابلا من الجدالات وربما “الإدانات” في المحافل الدولية، من قبل اللملكة الاسبانية، وتضعنا في موقف “حرج” مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي.
تصريحات العثماني حركت آليات “الفرنكوية” المتطرفة، المدعمة من الصحافة اليمينية ومن الأحزاب المتطرفة يمينا ويسارا، ومن العديد من منظمات المجتمع المدني، لدفع حكومة سانتيش الاشتراكية إلى التنديد بتلك التصريحات واعتبارها “طعنا” في “الوحدة الترابية لإسبانيا”،
وصدر عن النكتب الجبلوماسي لةوارة الهارجية الاسبانية، بيان عممته وكالة الأنباء “إيفي”،ورد فيه أن كاتبة الدولة للشؤون الخارجية كريستينا غالاش ، استدعت على وجه السرعة ، السفيرة المغربية بمدريد يوم الاثنين الماضي وطلبت منها توضيحات بشأن تصريحات رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني بشأن مدينتي سبتة ومليلية ، التي يطالب المغرب بسيادته عليهما .
وفي تصريح صحافي، “. ألقى رئيس حزب الشعب اليميني ، بابلو كاسادو ، باللوم على “الانقسام الداخلي” للائتلاف الحكومي بين الحزب الاشتراكي و حزب “بوديموس” وعلى “الضعف الدولي” للحكومة في مطالبة المغرب بالسيادة على سبتة ومليلية.
ولكن ، ماذا قال العثماني مما يجهله الأسبان؟
ولكن، ، ما ذا قال رئبس الحكومة المغربية مما يجهله الأسبان وما هو مدون في دفاتر الكورتيس منذ القرن الخامس عشر والذي توجد أوراق كثيرة منه في خزانة الراحل المؤرخ التطواني محمد عزوز حكيم رحمه الله الذي حصل على وسام “الفونصو العاشر” الذي يوازي وسام الكفاءة الفكرية بالمغرب بإجماع مجلس الوزراء الاسباني يرئاسة رئيس الحكومة الأسبق ماريانو راخوي
الاسبان يعلمون أن سبتة ومليلية مدينتان توجدان خارج التراب الاسباني، وفي قارة أخرى، غير القارة الأوروبية، وأن المدينتين تنتميان إلى إمبراطورية المغرب منذ العهد الأمازيغي ثم الفتح الاسلامي في القرن الثامن الميلادي. وإن احتلالهما تم في ظرفين وزمانين مختلفين بتحالف أوروبي ودعم من الكنيسة و من الكرسي الرسولي في روما وأن السعي لاحتلالهما من طرف الملوك الكاتوليكيين” كان تجنبا لـ”عودة” محتملة للفاتحين المغاربة إلى الأندلس والمملكة الاسبانية بعد خروجهم منها، مع استرجاع غرناطة في الثاني من يناير سنة 1492.
ومع ذلك، فلا يحق لأسبانيا بأي حال من الأحوال أن تدعي بأنها “ظفرت” بمدينة سبتة، في حرب انتصرت فيها على المغرب مباشرة.
الوجود الإسباني بسبتة كان نتيجة انهزام البرتغاليين في معركة وادي المخازن سنة 1578 وموت الملك دوم سيباستيان، حيث تم استيلاء ملك إسبانيا فيليب الثاني على عرش البرتغال وأعلن نفسه ملكا على عرش هذا البلد بلقب فيليب الأول.
ذلد أن إسبانيا الحديثة لم تكن قد تشكلت كدولة في تاريخ اختلال البرتغاليين لمدينة سبتة (1415)، إذ لم يتم الإعلان عن ولادة دولة إسبانيا إلا بعد إعلان اتحاد سلالني قشتالة وأراغون في العام 1469.يعني 54 عاما بعد احتلال البرتغال لمدينة سبتة.
فيليب الأول استغل فراغ العرش البرتغالي ليتولاه ويفرض على البرتغال سلسلة من المعاهدت، انتهت إلى تخلي البرتغال عن كل ممتلكاته ومستعمراته ومنها سبتة، لفائدة إسبانيا ، خاصة معاهدة “ألكاسوفاس” (1479)ـ ومعاهدة “كورديياس” (1494 ومعاهدة “سينترا” (1509 ومعاهدة “ليشبونة” (1968)، التي تخلى البرتغال بسببها على كافة أراضيه المستعمرة لفائدة إسبانيا مقابل الحصول على استقلاله وإعادة بناء دولته.
ومنذ دلك التاريخ وإلى يومنا هذا لا يزال المغرب يطالب باسترجاع المدينتين والجزر التابعة لها.
إشارة سريعة إلى أن لويس دي كاموويش، الذي يعتبر أب اللفة والأدب بالبرتغال فقد إحدى عينيه في مواجهة حربية مع المجاهدين المغاربة (كتاب “لوزياداس صفحة 375). لكن فقدان عينه لم يمنعه من النظر إلى سبتة المغربية والاطلاع على تاريخيها المغربي وكيف أنها كانت قبل الوجود البرتغالي مدينة مزدهرة وميناء تجاريا هاما يربط هذه المدينة بمختلف الموانئ الموجودة في ذلك العصر.
مدينة مليلية
أما مدينة مليلية التي يشفع لمغربيتها إسمه الأمازيغي ومعناه “مكان اللقاء”، فقد مرت بعهود الفنيقيين والرومان والبيزانطيين لتخضع لحكم الأمويين والمرابطين والموحدين والمرينيين والوطاسيين وكلها سلالات مغربية أصيلة، قبل أن يتم احتلالها من طرف الاسبان في العام 1497، مع بداية التوسع الاسباني بالضفة الجنوبية للأبيض المتوسط. وانطلاقا من سنة 1775 وإلى اليوم لا زال المغرب يطالب باسترجاع هذه المدينة المغربية المحتلة.
هذه شذرات من تاريخ المديمتين تظهر بوضوح “زيف” التصريحات الفاضحة وادعاءات “الحنين إلى الماضي” للإمبريالية الإسبانية ، ولبيادقها الذين ما زالوا يحلمون بـ ” البريزيديات” و المستعمرات و”الممتلكات” أو حتى أراضي. ما وراء البحار. على أنقاض بقايا كتائب “الفالانخيس” الإسبانية (1933) التي لا تزال تدين، ، كما يبدو، “بالولاء” لغقيدة “الطاعة ” الفاشية ، ما يذكرنا بعصر تجاوزه العالم وإلى الأبد، ، على الأقل بالنسبة للعالم الحر.
عزيز كنوني
Marruecos-Espana
Ceuta y Melilla
Traduire avec la voix
Las recientes declaraciones del señor Saad Eddine Othmani sobre las ciudades de Ceuta y Melilla, dos ciudades marroquíes ocupadas por España desde el siglo XV, parecen haber trastornado el gobierno español, hasta el punto de convocar urgentemente a la embajadora de Marruecos en Madrid al Ministerio de Asuntos Exteriores, Unión Europea y Cooperación, para pedirle aclaraciones sobre este tema
Pero qué dijo, señor El Otmani, que los españoles no hubieran sabido antes?
Primero, Ceuta y Melilia están fuera del territorio “continental” de España, luego las dos ciudades y las islas de su costa están ubicadas en otro continente: África, y finalmente, las dos ciudades han sido “usurpadas” y colonizadas por España en la Edad Media, mientras que España de los “reconquistadores” buscaba, a toda costa, evitar un posible “retorno” de los conquistadores Marroquies a Al-Andalus y la península ibérica, “portadores del “estandarte del Islam” (!). España no estaba sola en esta aventura. Las ambiciones expansionistas y “anexionistas” de España fueron fuertemente compartidas y apoyadas por algunas coronas europeas de la época, por la Iglesia y, naturalmente, por la Santa Sede en Roma.
Sin embargo, España no puede en ningún caso pretender haber “ganado” a Ceuta directamente a Marruecos. Fueron los portugueses quienes la
tomaron, y a qué costo, al tomar Ceuta en 1415, por los Portugueses, España aún no había nacido en esa fecha como estado. No fue sino hasta 1469 que el nacimiento del Estado de España se declaró a través de la unión dinástica de Castilla y Aragón es decir 54 años después de la ocupación portuguesa de esta ciudad, Tengamos en cuenta, por cierto, que la resonante victoria de Marruecos sobre Portugal, en Al-Kassar Quibir en 1578 y la muerte del rey de Portugal Dom Sébastien, fueron utilizados por Fhilippe II de España para apoderarse de Portugal, anexar su territorio y ser proclamado Rey de Portugal, con el título de “Philippe 1st”.
Una serie de tratados impuestos por España a Portugal, termina obligando al reino “vasallo” de Portugal a separarse de sus posesiones coloniales, en particular el Tratado de Lisboa (1668) que reconoce la separación de los dos reinos, con la condición, sin embargo, que Portugal reconoce oficialmente, la membresía de Ceuta a España.
Sin embargo, el Tratado Hispano-Portugués de Tordesillas (1494) reconoció la “pertenencia” de Ceuta a Portugal. En 1509, España reconoció en un tratado firmado en Cintra (ciudad portuguesa), que no tenía derechos sobre las colonias portuguesas en la costa marroquí desde Ceuta hasta Boujdour.
No hace falta decir que Marruecos se ha mantenido movilizado durante siglos para liberar sus territorios ocupados. Los constantes ataques de Moulay Ismail (1672-1727) contra las fortificaciones españolas, portuguesas y británicas son prueba de ello.
Cabe señalar de paso que el Padre de la lengua , la literatura y el nacionalismo potuguês, Luis de Camoes había perdido un ojo en una expedición portuguesa contra Ceuta (Lusiadas, página 375). Pero eso no le impidió “ver” claramente que Ceuta, la marroquí, era una ciudad próspera y un floreciente puerto comercial.
Estos son solo fragmentos de la historia de Ceuta que muestran claramente la “falsedad” de las afirmaciones y alegaciones escandalosas de los “nostálgicos” del imperialismo español, que todavía sueñan con los “presidios”, las colonias, las “posesiones” o incluso territorios de ultramar. Escombros de la falange española, (1933) una doctrina de obediencia fascista, reminiscencia de una época, excedida para siempre, al menos para el mundo libre.
La ciudad de Melilla
En cuanto a la ciudad de Melilla, cuyo nombre amazigh interfiere con su marroquí, que significa “lugar de encuentro”, pasó por los tiempos fenicios, romanos y bizantinos para quedar sometida al dominio de los omeyas, almorávides, almohades, marínidos y wattasidas, todos ellos auténticas dinastias marroquíes, antes de que fuera ocupada por los españoles en el año 1497, con la expansión colonial española en el sur del Mediterráneo
Y desde 1775 hasta hoy, Marruecos sigue exigiendo la devolución de esta ciudad ocupada marroquí.
Son fragmentos de la historia de las dos ciudades que demuestran claramente la “falsedad” de las escandalosas declaraciones y reclamos de “nostalgia” del imperialismo español, y de sus peones que aún sueñan con “prisidios “, colonias, “posesiones” o incluso tierras de ultramar. Sobre las ruinas de las brigadas españolas “Falange” (1933) que todavía deben, al parecer, “lealtad” a la doctrina de la “obediencia” fascista, recordándonos una época superada por el mundo y para siempre,…. al menos para el mundo libre
Aziz GUENNOUNI