انعقد يوم الجمعة 11شتمبر 2020 بفضاء رنشهاوسن، لقاء تواصلي جمع أعضاء جمعية رنشهاوسن و جمعية عين قطيوط للقراءة والتربية مع السيد عمدة مدينة طنجة قصد التباحث والتشاور حول الأساليب والوسائل للمحافظة على بعض الماثر العمرانية والتاريخية ومنها العمارة المعلمة رنشهاوسن ،التي تشكل في مجال الموروث المعماري للمدينة واحدة من أكبر أماكن الذاكرة وأحد المعالم الكبرى التي تختزن التراث الغني والمتنوع لهذه المدينة التي شكلت باستمرار، بحكم موقعها الجغرافي المتميز، نقطة انصهار وتلاقح لروافد وتيارات وتقاليد ثقافية ومعمارية هندسية متنوعة.
وعملية تدببر المحافظة على مبنى رنشهاوسن عملية متعددة متشابكة ،يتداخل فيها القانوني بالاقتصادي والهندسي، بحصر المعنى الصرف بالثقافة الاستتيقية حيث يرتبط فيها ما هو مؤسساتي بما هو سيكولوجي يمس علاقة الأفراد وارتباطاتهم بالمجال كمعيش يومي، مما يفرض بالضرورة تعدد زوايا النظر وتقاطع الرؤى والمقاربات.
ومع إدراكنا لكل هذه الأبعاد المتداخلة، فإننا في جمعية رنشهاوسن نعتبر أن نقطة البدء ومرتكز الانطلاق هو الوعي بجملة من الحقائق واستيعاب ما تفرضه من توجهات عند وضع تصورات العمل بخصوص صيانة هذه المعلمة ذات الحمولة التاريخية والثقافية والفنية، وفي تقديرنا فإن أهم هذه الحقائق التي يتوجب اخذها بعين الإعتبار، أن بناء المدن ليس مجرد ملء للفراغات المجالية واستبدال أبنية بأخرى، بل هو مسلسل تراكمي يدمج البعد التاريخي كمسلسل حضاري وحضري لا تتحكم فيه بصفة حصرية قوانين العرض و الطلب أو الحسابات المركنتلية وحدها، حسابات الربح والخسارة بالمعنى المادي الضيق.
وقد عكس اللقاء التواصلي الذي تم مع السيد عمدة طنجة التزام المغرب الراسخ بحماية وتثمين تراثه الوطني الذي يعد تراثا إنسانيا كونيا وطنجة تتفرد بانتسابها إلى هذا الموروث الحضاري ضمن التراث الإنساني العالمي لدى اليونسكو . و
قد أخذ السيد العمدة ملف رنشهاوسن بجدية وبالحزم الازم، نظرا لأهمية البناية بوصفها بوابة للمغرب على البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، فضلا على أهمية الموضوع باعتباره موروث ثقافي لمدينة طنجة وساكنتها بالإضافة إلى أن بناية رنشهاوسن تعد من المعالم التاريخية لمدينة طنجة نظرا لطابع معمارها الألماني النمساوي والنيوكلاسيكي، حيث الوحيدة التي تملك هذه الميزة ومن الواجب تاهيلها وإعادة الإعتبار لها حتى لا تصبح مرتع للمتشردين والعصابات ووكر للجريمة، فمحيط رنشهاوسن له ما يكفي من المؤهلات الموضوعية والجمالية، بأن يكون الوجهة الأولى للسياحة الوطنية والعالمية شرط إحداث أنشطة لها أبعاد تنموية وثقافية وفنية وأدبية .