في أفق انتخابات يبدو أن“ “دكاكين سوق السياسة“ “ شرعت أبوابها، باكرا لــ“”تصيد“ الزبائن، ممن لا زالوا يثقون في العمل السياسي، بمعناه النقي الأصيل، تأكد، بالملموس، أن الائتلاف الحكومي ليس على خير، وأن “التجاذبات“ (المنفعية) صدت “الأغلبية“ عن التقيد باللقاءات الدورية التي التزموا بها، في إطار البرنامج الحكومي. وقد يجوز الظن بأنه بوجود “حكومة كفاءات“ كالتي يقودها دولة الرئيس العثماني، فلا حاجة للقاءات ولا لمشاورات ….. فقد قامت بربها الأشياء“.(الأمام البصيري) !
ولعل من سوء الطالع، أن “تضرب“ الحكومة “المعدلة، جائحاتٌ، في جائحة، من داخل ائتلافها كما من معارضيها الذين يمارسون معارضة “مزاجية“ سلبتها، كما سلبت الحكومة ثقة المواطن في أدائها و مردوديتها.
إلا أنه يوجد من يدعي أنه في حال اقتناع الائتلاف يأن “الأمور على مايرام“ فلا داعي للالتفات إلى ميثاق الأغلبية ( فبراير 2018) الذي ينص على عقد اجتماعات هيئة رئاسة الأغلبية بصفة دورية مرة كل شهرين، وبصفة استثنائية كلما دعت الحاجة إلى ذلك، بطلب من أحد مكونات الأغلبية،
ويرى المتتبعون للشأن المغربي أن “فشل“ الحكومة مسؤولية جماعية، وهو يعود بالدرجة الأولى إلى فقدان الثقة داخلها، وسعي مكوناتها إلى الاستفادة من المغانم الانتخابية، بعيدا عن اهتمام الشعب.
على مستوى المعارضة، فهذا حزب الاستقلال يطلع، بداية الأسبوع، ببيان ناري للجنته التنفيذية، يتهم فيه الحكومة ب “الاستقالة“ من مسؤولياتها واستسلامها للأمر الواقع، في ظل تفاقم الوضعية البيئية والاستهتار بالموطنين الذي جسدته القرارات الاخيرة المتعلقة بالصحة والدخول المدرسي كما عمقته بلاغات منتصف الليل التي استغرب لها المواطنون.
من جانبه، هاجم زعيم حزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبدالله الحكومة وانتقد “قرارات نصف الليل“لتي طلعت بها والتي وصفها بالارتجالية. وطالب الحكومة بالتوقف عن “الاجراءات المباغتة والمفاجئة” ” فقد ملت الناس هذا التصرف “الذي لا يراعي مشاعر المواطنين“. أما حزب الأصالة والمعارضة فمواقفه من الحكومة لا تحتاج إلى تذكير، ويكفي الرجوع إلى تصريحات قادة هذا الحزب وإلى مساءلة نوابه للوزراء بالبرلمان حول قضايا معينة، لنعلم مقدار تتبع هذا الحزب لآداء الحكومة في مختلف المجالات وخاصة فيما يخص مواجهة الجائحة وتدبير الدخول المدرسي.
وبين تخاذل الأداء الحكومي، ومحاصرة أحزاب المعارضة الكبرى، سوف يتبلور وضع المسار الديمقراطي في انتظار الموعد المعلوم، وقد يحمل ذاك الوضع مفاجآت ليست هي أصلا مفاجآت بالنسبة للمتتبعين للشأن الحزبي، لآنها قد تفرخ تحالفات متضاربة المواقع ولكنها متطابقة الغايات والمصالح، وهذا أمر معتاد في بلد الاستثناء !.
ع.ك