من الملاحظ أن الحالة الوبائية بطنجة بدأت تتحسّ بشكل واضح، الأمر الذي بعث الأمل، من جديد، في نفوس الأهالي الذين استفزتهم الطريقة التي تعاملت بها بعض المواقع مع طنجة، كمدينة “موبوءة” والحال أن بؤر الجائحة كانت بالدرجة الأولى “صناعية” ومسؤوليتها تقع على من غض الطرف عن استمرارها في العمل دون التقيد بتدابير وقائية صارمة.
تحسنُ الوضع جاء نتيجة التدخل الصارم للسلطات المحلية ولتعاون المنظمات الأهلية وتفهم غالبية السكان، بعد أن أيقن الجميع أن الوضع يزداد سوءا، وأن احترام تدابير الوقاية صار لزاما لوقف تفشي الجائحة.
ومعلوم أن الحالة الوبائية بالمغرب شهدت ارتفاعا مهولا في مختلف جهات البلاد، منذ بداية شهر غشت الجاري، الأمر الذي شكل فرصة للفيروس لينتشر بقوة في العديد من المناطق, ويرجع البعض ذلك إلى السماح يعيد الأضحى وفتح أسواق بيع الماشية التي لم تغب عنها التجمعات البشرية الهائلة، كما غابت التدابير الاحترازية، ما ساعد على انتشار الفيروس بشكل قوي عبر مختلف جهات البلاد.
واعتبرت بعض المواقع الإليكترونية، أن غرامات الكمامة ودبابات الجيش “تخرج طنجة من مقبرة كورونا“.
والحقيقة أن طنجة لم تكن يوما على حافة “الموت“، وأن أسباب ارتفاع الإصابات معروفة سواء لدى السلطات المحلية أو لدى السكان أنفسهم. وأن التحسن الذي طرأ على الوضع لا يمكن اعتباره ، فقط، نتيجة “غرامات الكمامة” ودبابات الجيش، فوسائل الزجر ليست دائما، الطريقة المثلى للوصول إلى النتائج الموجوة، بل إن خير وسيلة لأحداث التغيير المنشود في سلوك المواطنين، هو تحسيسهم بصعوبة الوضع وتوعيتهم بالأخطار المحدقة بالجميع. وهو ما حصل بفضل عمل السلطات المحلية الذي عززه عمل الجمعيات الأهلية ، وتفهم المواطنين وتعاونهم، بشكل حضاري ومتمدن، ولو أن تصرف بعض قوات الأمن لم يكن دائما صائبا في تخاطبه مع المواطنين.
والأمل أن يسرى تحن الوضع في طنجة المدينة والجهة، على سائر جهات البلاد حتى يسترجع المواطنون الشعور بالأمن والسلامة، بعد أشهر الرغب الني أثرت كثيرا عل نفسيتهم ومعنوياتهم.