جريدة طنجة ـ محمد إمغران
بمنطقة الرميلات بطنجة، ومنذ فترات طويلة جدا، يعشش شخص بين الأشجار، متربصا لضحاياه، حيث لا يتردد في مداهمتهم شاهرا في وجوههم سلاحا أبيض ومصباحا ينبعث منه نور قوي، ثم يسلب منهم هواتف نقالة أو محافظ نسائية، وغيرها من أغراض الضحايا، ويطلق بعد ذلك ساقيه للريح …
المشتكى به، وهو في بداية عقده الثالث، يكون خلال فترة النهار بالمنطقة ذاتها مثل حمل وديع، أو بعبارة أوضح، يكون خارج أوقات “السربيس” يتجول واثق الخطوة، ينظر …. يتأمل … ويستنشق هواء “الرميلات” النقي، استعدادا لممارسة هوايته المفضلة التي تعتمد على تزوده بالسلاح الأبيض ومصباح، إذ يندمج في هوايته بعد الغروب، وبعد انصراف عناصر للشرطة من منتزه “بيير دي كاريس” .
وأضاف مصدرنا أن المشتكى به، ذا الوجه المألوف بالمنطقة ذاتها، غالبا ما يهجم على كل ثنائي غريب عنه، يتكون من ذكر وأنثى، وزوج وزوجته… وللمزيد من المعلومات، فهو ممتلئ بدنيا، قصير القامة، عاشق لارتداء ألبسة رياضية، وبين الفينة والأخرى، يرتدي قميصا ذا لون يميل إلى اللون “الزيتي”.
ويحكي المصدر ذاته أن مجموعة من الأشخاص سبق لهم أن طاردوا المشتكى به الذي يجيد لعبة الكر والفر، وذلك خلال شهر غشت الماضي، ولم يتمكنوا من إيقافه، إلا عند وصوله إلى منطقة الرهراه، وهناك أشبعوه ضربا، ثم سلموه للشرطة، وفي مخفرها، ذرف دموعا غزيرة، بكى بكاء من يحسن تمثيل لقطة من لقطات فيلم درامي، حيث ادعى أنه بدوره ضحية، تعرض للضرب واللكم، ظلما وعدوانا. كما أكد لهم أنه بريء من دم يوسف، بل ومن دماء الخلق أجمعين، فتم إطلاق سراحه، ليعود من جديد إلى فضاءات منطقة “الرميلات” مستجمعا أنفاسه، مستمتعا بالهواء النقي، نهارا، استعدادا للهجوم على الغير، مباشرة بعد غروب الشمس، حيث يختار ضحاياه بعناية، تراعي عامل السن والجنس، ومن مع من، قبل إشهار سلاحه الأبيض، مستعينا بضوء مصباح يلوح به في ظلمة نزواته وجرائمه التي يرتكبها في حق أبرياء، نسبة معينة منهم تتكاسل في تقديم شكايات في الموضوع لدى الجهات الأمنية، ما دام أنها ستكون ضد مجهول، هو يظهر ويختفي بالمنطقة ذاتها.
وللإشارة، وحسب ذات المصدر، فقد شوهد المشتكى به، مؤخرا، يجول ويحوم حول أمكنة خاصة بعملياته الإجرامية، وذلك لاستنشاق ما تيسر من هواء، وشحن نفسه بطاقة، في انتظار إفراغها، كل يوم، بعد غروب الشمس، وبعد انصراف عناصر أمنية من عين المكان، حبذا لو عاد بعضهم متخفيا، فجأة، لأداء دور واقعي، يوقع بالمشتكى به أو بغيره، مما سيريح العديد من المواطنين، وهم يقصدون متنفسهم الوحيد، طلبا للنزهة والاستجمام.