جريدة طنجة ـ محمد إمغران
هو “خبير” في حل جميع المشاكل، مهما كانت هذه المشاكل، سواء كانت تجارية أو عاطفية أو زوجية ؟
وحتى تلك المرأة العاقر التي كثيرا ما حلمت بمولود يملأ عليها وحدتها ويمنحها إحساسا بالأمومة، والتي هي من أجل تحقيق هذا الحلم، تجرعت مختلف الأدوية، وخضعت لشتى التحليلات الطبية، وجابت بقاع الدنيا، طولا وعرضا، بحثا عن علاج ناجع يحقق لها رغبتها في الإحساس بالأمومة، فإن هذا “الخبير” قادر على تمكينها من ذلك، وجعلها أما تسعد بكلمة ” “ماما” . ؟
هو قادر أن يجعل زوجها، إن كان ينفر منها، أشبه بفنان مرهف الحس، يسمعها “كلمات ليست كالكلمات” ويحنو عليها في عمق الله هامسا لها : “زيديني عشقا زيديني ” ؟
هذا “الخبير” ، أو “العراف المحترف” كما ينعت بذلك نفسه، يقضي على العين الشريرة بالضربة القاضية، وكذا على السحر الأسود والأبيض، حسب توصيفه، ولم لا السحر الأزرق أو الأحمر أو البرتقالي، ما دام أنه يحمي المنازل من كل الشرور، صغيرها وكبيرها ؟
ومن عجائب هذا “الخبير” كذلك، أن يدفع بالزوجة المصابة بالنفور من زوجها إلى أن يلين قلبها، ويجيش صدرها بالكلمات الرقيقية، إزاءه، وربما غنت له الملحون أو استيقظت، قبل ضوء الفجر، لتعد له أشهى فطور، إن كان من أصحاب البطون .
والمثير، هو أن هذا “الخبير” الذي لم يستطع أن يظهر لا “كمارته” ولا اسمه ولا عنوان مقره، يشير إلى أن نتائج عمله قوية وسريعة ومضمونة، حيث تستغرق مدة ثلاثة أيام في الأدنى، وأحد عشر يوما في الأقصى. إذن “هذا ما شي مسخوط؟ ” أكثر من هذا، فهو يوزع كل يوم منشورات، يشرح من خلالها قدرته الخارقة أمام كل صغيرة وكبيرة، وتتضمن أرقامه الهاتفية، وعنوان بريده الإلكتروني، تحت عنوان “عراف من أصول أفريقية” علما أن الأفارقة ، جنوب الصحراء، ضالعون في أعمال الشعوذة والنصب والاحتيال، ويكفي أن مصالحنا الأمنية أوقفت، خلال السنوات الأخيرة، العديد منهم، بعد أن نصبوا على ضحاياهم، فوق التراب المغربي، وبشتى الطرق والحيل.
وأخيرا، أما آن لهذا العراف ومساعديه أن يخجلوا من أنفسهم، خاصة وأن القدرات التي يدعونها، هي تقتصر ـ فقط ـ على الواحد القهار ؟