جريدة طنجة ـ عزيز الكنوني
سنة أخرى يتم الإلتجاء إلى قاعة سينمائية بمواصفات قديمة، وبطاقة استيعاب متواضعة، بالرغم من عمليات التجديد التي أخضعت لها، لتبقى، في الأخير قاعة سينمائية، توجد بموقع غير لائق بتظاهرة فنية من حجم المهرجانات السينمائية التي تحضرها شخصيات أجنبية اعتادت على حضور مهرجانات سينمائية في دول أقل من المغرب قدرة على تنظيم مثل هذه التظاهرات، ولن أتحدث عن الشخصيات المغربية، لأنها أكثر مغرفة بـ “خروب بلادنا”، ولن تضيرها الحلول السهلة، حتى وإن لم تكن في مستوى حدث مثل المهرجان الوطني للفيلم المغربيالذي احتفل هذا العام بدورته 19 ، والذي احتفل هذه السنة بستينات السينما المغربية، عبر عرض عدد من “كلاسيكيات” السينما المغربية : “شمس الربيع” 1969، “وشمة” 1970، “الشركي” 1975، “ساعي البريد”1980، “حلاق درب الفقراء” 1980، “الجمرة” 1982، “حادة” 1984، “عنوان مؤقت” 1984، “باديس” 1989، “حب في البيضاء” 1991، “ياقوت” 2000، “العيون الجافة” 2003.
وهكذا يتيه منظمو المهرجانات السينمائية بين قاعة سينما “روكسي” وسينما الريف، وقاعات بعض الفنادق، ومركز بوكماخ الذي ” يسوق” استعمال فضائه، إلى أن تنتهي أشغال البناء في مشروع بناء قصر الثقافة، على امتداد الكورنيش، الذي يجب أن يوضع بدون مقابل مادي رهن إشارة المهتمين بالثقافة والفكر والفنون من مسرح وسينما وفنون تشكيلية، ولقاءات ثقافية، ومهرجانات سينمائية، يحتضنها إكراما وتشجيعا لمنظميها الذين “يصارعون” من أجل إيجاد موقع قدم في طنجة لمهرجاناتهم خاصة وطنجة تستقبل كل سنة المهرجان الوطني للفيلم، ومهرجان الفيلم الوثائقي، ومهرجان الفيلم المتوسطي القصير، ومهرجان رأس سبلرطيل السينمائي ومهرجان أوروبا الشرق للفيلم الوثائقي ، مع ما قد يأتي به المستقبل من مهرجانات ما دام الهدف تشجيع الإنتاج وتطوير قوة اإبداع الأدبي أو العلمي أو الفني، لدى العاملين والمبدعين في مختلف هذه المجالات، خاصة من بين الشباب.
مرة أخرى، طرح السجاد الأحمر في الطريق الضيقة بين مطاعم “الفود” والشوارما والدجاج المشوي كهربائيا، وباب سينما “الروكسي” ووضعت “المتارس” من جانبي الطريق إكراما لوزير الثقافة ووالي الجهة والعمدة والكبار ممن رافقوهم، الإثنين الماضي، إلى حفل افتتاح الدورة السادسة عشرة لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي الذي برمج له أربعة وأربعون شريطا سينمائيا من مختلف بلدان الأبيض المتوسط، تندرج في إطار أهداف المهرجان التي تروم توسيع دائرة الترويج وتحفيز العرض وتشجيع تبادل الخبرة بين المنتجين وإتاحة الفرصة أمام الشباب لتحقيق طموحاتهم في هذا الميدان.
وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، حث العاملين في هذا الميدان على التفكير في مستقبل القطاع السينمائي بالمغرب، موضحا أن وزارته تعمل على مشروع قانون ينظم الصناعة السينمائية بهدف العمل على تطوير هذه الصناعة.
العمدة العبدلاوي تباهي في كلمته بميزة طنجة كوجهة مفضلة لدى الفنانين والمفكرين دون أن يشير إلى أن هذه الميزة كانت، ومنذ قرون، لاصقة بهذه المدينة التي نجحت في لفت انتباه شخصيات عالمية من عوالم السياسة والفكر والفن والاقتصاد، إلى ما حباها الله به من حسن موقع، وجمال طبيعة، إلى جانب طيبة أهلها واعتدال مناخها وبسطة العيش فيها.
ومعلوم أن الأفلام المبرمجة جاءت من البرتغال واسبانيا وفرنسا ومصر وفلسطين وسوريا وتونس وتركيا وقبرص وإيطاليا، وصيربيا، وسلوفينيا، والبوسنة والجزائربينما ترأس رومانيا لجنة التحكيم المكونة من فرنسا وألمانيا وتونس وإسبانيا والمغرب.


















