جريدة طنجة ـ عزيز الكنوني
باحتضانها للبورصة الجهوية للسياحة أمس الجمعة ويومه السبت، بكون طنجة، قد قطعت شوطا جديدا على طريق استرجاع مكانتها الدولية وإشعاعها العالمي كمركز للأعمال ونقطة لقاء للفاعلين في مختلف مجالات المال والأعمال، فضلا عن الدور الهام الذي اضطلعت به منذ القرن التاسع عشر، كعاصمة للدبلوماسية المغربية، وفضاء للقاءات الدولية، الثقافية والعلمية والفنية، وكمدينة سياحية بامتياز، وسعت شهرتها الآفاق ، وافتتنت بمباهجها شعوب من مختلف البلدان والقارات.
البورصة الجهوية للسياحة، ستضع طنجة والجهة على لائحة البلدان، المتوسطية
والأوروبية، بصفة خاصة، التي تحتضن، كل عام، بوصة للسياحة، تكون مناسبة لتجمع كبير لمئات الفاعلين في هذا الميدان، من مهنيين، مغاربة وأجانب، و أصحاب وكالات الأسفار ، ومنظمي الرحلات السياحية ، ومسيري البواخر السياحية العالمية، ومصدري السياح من الأسواق العالمية خاصة الأسواق التقليدية والنقل السياحي، وغيرها.
البورصة السياحية، في البلدان المتوسطية، خاصة اسبانيا والبرتغال وفرنسا والمانيا، تعرض، فضلا عن توفير فرص التعارف والتعاون، وإبرام شراكات بين المهنيين، فضاءات للترفيه والترويج للسياحة في البلد المضيف، وثقافته وفنونه وصناعته التقليدية ومطبخه وكل ما يرمز إلى حضارته وأصالته.
ولابد أن يكون المجلس الجهوي للسياحة بطنجة، تطوان الحسيمة، قد استفاد من حضوره في مختلف البورصات والمعارض السياحية، عبر العالم، في تصور بورصة طنجة، وصياغة برنامج دورتها الأولى، وتحديد أهدافها وابتكار مخطط ملائم لتطورها وإشعاعها في محيط الأبيض المتوسط.
وقد استقر رأي المجلس على أن يكون برنامج هذه الدورة خاصا بالمهنيين وأن يكون من أهدافها الترويج للجهة سياحيا خاصة في الأسواق التقليدية الأوروبية، منها البرتغال وإسبانيا وفرنسا، وإيطاليا وبلجيكا وهولندا وألمانيا وبريطانيا وبلدان الخليج والصين والهند التي تعتبر بلدانا واعدة بالنسبة للسياحة المغربية.
ونظرا لجاذبية طنجة السياحية ولشهرتها العالمية، فقد وجدت بورصة طنجة للسياحة الجهوية، إقبالا واسعا لدى مهنيي السياحة الأوروبيين، خاصة، حيث فاق عدد الذين أكدوا مشاركتهم الأربعمائة مشارك من أربعة عشرا بلدا..
وستشهد البورصة المنظمة بتعاون مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات، والمكتب الوكني للسياحة
المنظمون وضعوا لهذه التظاهرة السياحية الدولية برنامجا يتضمن ثلاثة فضاءات ، الأول للعروض، الذي سيمكن المهنيين المغاربة والأجانب من التعرف بشكل دقيق على عروض الجهة ، خاصة في ما يتعلق بالسياحة البيئية، وسياحة الرفاهية وسياحة الأعمال.
أما الفضاء الثاني فقد تم تحضيره ليشكل منصة لعقد ثلاثة آلاف لقاء ثنائي أمس الجمعة ويومه السبت، بغاية دراسة فرص العرض والطلب، وتصور شراكات ممكنة بين الفاعلين المحليين ونظراءهم الأجانب المشاركين.
وخصص الفضاء الثالث لإقامة حوالي خمسين رواقا لعرض خدمات المهنيين في مجالات اشتغالهم وتقديم بيانات حول أنشطتهم في مجالات التعريف بالسياحة في بلدانهم وإقامة شراكات مع نظرائهم عبر العالم.
وفي هذا الإطار، تشكل البورصة الجهوية للسياحة، فرصة مناسبة لتحريك النشاط السياحي بالجهة، .
وخلق دينامية تنافسية سياحية بين الجهات، والدفع بالسياحة الوطنية من أجل تحقيق المزيد من التوسع والتألق والانتشار.
وقد وضع لافتتاح أشغال البورصة، أمس الجمعة، برنامج حافل تضمن كلمات بالمناسبة للمجلس الجهور للسياحة، ووزارة السياحة, ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، وكتابة الدولة المكلفة بالسياحة، والمكتب المغربي للسياحة، والمجلس البلدي لطنجة وغرفة التجارة والسناعة والخدمات الجهوية.
وقد وضع للجلسة الأولى برنامج تضمن زيارة المعرض بقصر مولاي حفيظ، ثم تقديم ورقة حول جهة طنجة تطوان الحسيمة وإمكاناتها الهائلة في مجال السياحة ، تعقبها جلسة عمل ثنائية، الأولى في هذا اللقاء، ثم تقديم ورقة حول مبناء طنجة المتوسط ، تليها الجلسة الثانية للقاءات الثنائية وتختتم هذه الجلسة بمداخلة حول التوجهات العالمية للسياحة والعرض الذي تقدمه جهة طنجة تطوان في هذا الميدان.
أما جلسة اليوم، السبت، فتتضمن افتتاح فضاء المعرض، تليه الجلسة الثالثة للقاءات الثنائية،
ثم ورقة حول سياحة الرفاهية : العرض والفرص. بعدها تتم الجلسة الرابعة للقاءات الثنائية، تعقبها ورقة حول سياحة الأعمال وتختم بالجلسة الخامسة للقاءات المهنيين
.
وهكذا يكون المجلس الجهوي للسياحة لجهة طنجة تطوان الحسيمة قد أسس بنجاح لمعرض سياحي عالمي يخدم السياحة الجهوية والوطنية ووضع لبنة مثمرة لانطلاقة جديدة للسياحة المغربية حيث تشكل البورصة السياحية بطنجة، منصة دولية يجتمع في فضائها مهنيو السياحة من مختلف بلدان العالم، وتكون فرصة بالنسبة للمهنيين المغاربة لتقديم عروض سياحية خاصة بالمغرب داخل المغرب، كما تمكن المهنيين الأجانب من لمس الحقائق السياحية المغربية، والتفاعل معها والتخطيط لصياغة برامجهم وعروضهم، بناء على المشاهدة الحية والاستيعاب الكامل لإمكانات وخصائص السياحة المغربية.
الخلاصة، أن ما قام به المجلس الجهوي للسياحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة ، عمل جاد وغير مسبوق أبان عن كفاءة أعضاء هذا المجلس، وقدرتهم على اقتحام الأسواق السياحية العالمية، وعلى اتخاذ مبادرات هادفة تخدم السياحة الجهوية والوطنية بطريقة مهنية حديثة ومتطورة ونافذة. يبقى على وزارة السياحة أن تلتقط هذه الإشارة الذكية وتدعم أصحاب مبادرة البورصة بما يمكنهم من تطوير هذه المبادرة والرقي بها إلى مصاف التظاهرات المماثلة في العالم.


















