جريدة طنجة
فجأة ومن دون مقدمات، خرج المعتقل السلفي السابق، بوشتى الشارف، المدان على ذمة قضية تتعلق بالارهاب، في تصريحات صحفية يسحب من خلالها جميع المزاعم والادعاءات التي كان قد روج لها منذ سنوات، بتعرضه لتعذيب جسدي ممنهج اثناء خضوعه للتحقيق من طرف الاجهزة الامنية المختصة، أدت إلى إصابته بعاهة مستدامة على مستوى عضوه التناسلي، كما ادعى تعذيبه بأسلوب “القرعة”، وهي التصريحات التي كان قد أدلى بها سنة 2011، ولقي بسببها تعاطفا واسعا من قبل هيئات ومنظمات داخل المغرب، بل إن جهات خارجية تلقفت هاته الاتهامات الخطيرة على طبق من ذهب لاستهداف المغرب والتشويش عليه.
الشارف امتلك الشجاعة ليعترف بأنه كذب في تصريحاته، وروج اتهامات لا أساس لها من الصحة في حق الاجهزة الامنية المفربية، وأنه كان ضحية بعض قادة حراك 20 فبراير، الذين حرضوه لاطلاق هاته الاتهامات قصد توظيفها لخدمة اجندتهم خلال تلك الفترة، معلنا اعتذاره للشعب المغربي ولملك البلاد على كل الاذى الذي تسببه للوطن.
وبالعودة للاتهامات التي كان قد أطلقها بوشتى الشارف، فإن زوجته كانت قد خرجت قبل سنوات بتصريحات موثقة بالفيديو تؤكد ان زوجها الشارف يعاني من تشوه خلقي في عضوه التناسلي، وانه كان سببا في تطليقها منه، نافية بالدليل ان يكون قد اصيب بأي عاهة جراء ما ادعاه من تعرضه لاي تعذيب مزعوم.
أكثر من ذلك فإن بوشتى الشارف، وخلال محاكمته تم عرضه على خبرة طبية انجزها ثلاث من كبار المتخصصين في الطب الشرعي اجمعوا على عدم تعرضه للتعذيب.
كما ان القيادي السلفي والمعتقل السابق في قضايا الارهاب، عبد الوهاب رفيقي، المعروف بابوحفص، خرج في تدوينة له على صفحته بالفيسبوك مؤكدا انه كان متيقنا من كون الشارف كذاب في كل ما ادعاه، وأنه لم يتعرض قط للتعذيب، مضيفا ان الشارف عليه أن يعتذر لكل الذين صدقوا ادعاءاته وتعاطفوا معه..
اليوم ومع صحوة الضمير التي جعلت الشارف يعترف بالحقيقة التي برأت الاجهزة الأمنية المغربية من كل الاتهامات المفبركة، وإن جاءت متأخرة بسنوات، فانها ستشكل ولا شك صفعة مؤلمة لكل الذين يسارعون الى الجري وراء أي ادعاء او تصريح كيفما كان واهيا ومتهافتا من أجل مهاجمة الوطن والنيل من سمعته، لكن لابد وأن يأتي اليوم، ولو بعد حين، الذي تسقط فيه كل الاقنعة، وتنجلي الحقيقة التي تنصف الوطن ومؤسساته الدستورية.