جريدة طنجة ـ عزيز الكنوني
علم من لشبونة أن وفدا هاما لشخصيات من جمعية تاريخ استقلال البرتغال، سيقوم برحلة إلى المغرب، خلال شهر شتنبر المقبل، بشراكة مع المعهد البرتغالي العربي للتعاون، يزور خلالها موقع معركة وادي المخازن، التي جرت صبيحة الإثنين، 4 غشت 1578، بين جيوش الملك البرتغالي سيباستيان والملك المغربي عبد المالك المعتصم ويقف عند النصب التذكاري المقام في مركز القيادة العسكرية للملك السعدي.
وتنظم هذه الزيارة من طرف جمعية تاريخ استقلال البرتغال (شيب) التي يرأسها الدكتور “جوزي ألركاو تروني”، بشراكة مع المعهد البرتغالي العربي للتعاون (إيلاك) الذي يرأسه صديق المغرب الكبير، الدكتور “مانويل بشيرّا” .
ومعلوم أن معركة وادي المخازن، يذكرها تاريخ المغرب على أنها “معركة الملوك الثلاثة” في إشارة إلى موت ثلاثة ملوك، مولاي عبد المالك المعتصم، والملك البرتغالي دون سيباستيان ومحمد المتوكل، السلطان المخلوع الذي حاول استرجاع عرشه بالاعتماد على عون العرش البرتغالي فلقي حتفه غرقا في واد المخازن، في الدقائق الأولى للمعركة بعد أن جر الويلات على البرتغال الذي فقد ملكه واستقلاله في معركة يعتبرها التاريخ الأوروبي”كارثة القصر الكبير”(O desastre de Alcàcer Quibir)
وكان المتوكل قد عرض على الملك البرتغالي الشاب سيباستيان، مقابل مساعدته على استرجاع العرش الذي طرد منه، أن يمكنه من جميع مراسي المغرب ويعيد إليه المدن المتوسطية والأطلسية التي كان البرتغال قد استولى عليها والتي استرجعها ا المغرب ما بين سنتي 1510 و 1559.
وهكذا قبل الملك البرتغالي الشاب ركوب “المغامرة المغربية، وواجه جيوش الملك المغربي في معركة لم تدم سوى بضع ساعات من صبيحة الإثنين 4 غشت 1578 والتي ترتبت عنها بالنسبة للمغرب والبرتغال النتائج التي تعرفها.
ومنذ ما يزيد عن نصف قرن، كتبت مجموعة من طلبة المدينة العلمية البرتغالية “كويمبرا” المتوأمة حاليا مع مدينة فاس العلمية، خلال زيارة لموقع معركة وادي المخازن، ما معناه أن أعدادا من الجنود البرتغاليين، حاربوا في هذا الموقع، من أجل حلم عظمة الامبراطورية البرتغالية.
على أنه ينبغي استيعاب هذه المعركة وفق منطق وقتها التاريخي حيث كانت القوة، بجميع أشكالها تعتبر الوسيلة المثلى للتوسع والاستعباد والاستغلال التي تطبع علاقات الشعوب والدول.
وهذا بالضبط، ما رمت إليه مدينة القصر الكبير حين جعلت مهرجانها الصيفي الكبير لسنة 2018، تحت شعار “من المواجهة العسكرية إلى اللقاء الحضاري”، كرمز للعلاقات المتميزة التي تربط المغرب والبرتغال ، “انطلاقا من رؤية تؤمن بالمشترك بين شعوب الضفتين وتعتبر التساكن والتآلف، بتغليب الإنساني كأفق ينطلق من حاضر متفائل نحو غد يلغي التصادم وينتصر للتلاقح والتكامل”.
فكرة هذه “الرحلة المغربية” تعود للسيد ‘فاسكو كاليكسو” عضو معهد “بارطولوميو دو غوسماو” تبنتها في ما بعد، جمعية تاريخ استقلال البرتغال والمعهد البرتغالي العربي للتعاون. وسوف يصل الوفد البرتغالي المكون من أزيد من خمسة وعشرين شخصية بارزة في عالم التاريخ والعلوم الانسانية، إلى طنجة يوم 15 شتنبر قبل منتصف الليل، ويقوم بزيارة القصر الكبير وموقع المعركة يوم 19 من هذا الشهر بعد زيارة كل من أصيلة والعرائش والقصر الصغير الذي لا زال قصره يذكر بالوجود البرتغالي الذي جعل منه واحدا من أهم موانئ المتوسط آنذاك.
وفي طنجة يقوم الوفد بزيارة ساحة فارو في ميرادور ساحة فرنسا، ومتحف البعثة الأمريكية ومتحف القصبة وكذا رأس سبارتيل ومغاور هرقل قبل العودة صباح الخميس 20 شتنبر إلى لشبونة.
وعلم أن وقائع هذا الزيارة سوف تكون موضوع تقرير ستعده وتنشره جمعية تاريخ استقلال البرتغال لاحقا.