جريدة طنجة
ألحق المغاربة هزيمة مدوية بالكتائب الإلكترونية، التي شنت حملة تحريضية غير مسبوقة ضد مهرجان موازين، استمرت طيلة الأسابيع المنصرمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستعملة في ذلك أبشع وسائل التضليل، واختلاق الأكاذيب، وتزييف الحقائق..
ويبدو أن قدر المغرب هو التصدي لكل المخططات العدوانية التي تستهدف مقومات استقراره ونهضته، متخذة في كل مرة أسلوبا يتغير وفق الأهداف المرسومة. فبعد حملة المقاطعة التي استهدفت منتجات ثلاث شركات بحد ذاتها، (لازال اختيارها يطرح الكثير من التساؤلات، و يحبل بالعديد من الألغاز)، ملحقة ضررا بالغا بالاقتصاد الوطني، وبقدرات المغرب التنافسية لجلب الاستثمارات الأجنبية، ناهيك عن تداعياتها الاجتماعية المدمرة على عشرات الآلاف من أسر الفلاحين الصغار، الذين فقدوا بين عشية وضحاها مورد رزقهم الوحيد، خرجت الجحافل ذاتها، التي يوحدها الحقد على المملكة المغربية، من جحورها مستغلة هاته الحملة لتوجيه مدفعيتها نحو مهرجان موازين، باعتباره من بين أكبر المواعد الفنية على المستوى العالمي، والذي يمنح الشعب المغاربي فرصة حقيقية للتعرف على ثقافات باقي الشعوب، خاصة وأن أزيد من 90 في المائة من العروض تقام مجانا.
لم يعد خفيا أن الاختباء وراء استفحال البطالة و تردي الخدمات الاجتماعية، كمبررات لحملة التحريض ضد مهرجان موازين، هو مجرد خطاب شعبوي يستند على دفوعات واهية لا تقوم على أي أساس، لأن هذا الحدث الفني ومنذ 2011 لم يعد يمول من المال العام، كما أنه من العبث الادعاء بأن الميزانية المرصودة ستسهم في إصلاح الصحة والتعليم العموميين، بل الأمر يخفي توجها إيديولوجيا ظلاميا يخطط، بتحالف مع جهات عدمية تكن حقدا دفينا للوطن، لفرض وصايته على أذواق المغاربة، ونسف قيم التسامح والانفتاح اللذان يتميز بهما المغرب على مر العصور.
لكن مسعاهم خاب، إذ رغم كل هاته الحملة الشرسة والمسمومة، فإن الشعب المغربي لقنهم درسا قاسيا، حيث توافد بكثافة يوم الثلاثاء المنصرم لحضور حفلة ما قبل موازين بمدينة الرباط، محطما كل التوقعات، بعد أن حج أزيد من 40 ألف شخص للاستمتاع بعرض مميز أحياه أشهر الفنانين المغاربة والفرنسيين، في رسالة واضحة للظلاميين والعدميين، مفادها أن الشعب المغربي حريص على الانتصار لقيم الانفتاح و التعددية الثقافية والتسامح التي تميز بلدهم، وهي ذات القيم التي حملها على عاتقه مهرجان موازين منذ تأسيسه.