جريدة طنجة
1- لماذا اخترت أن تغوص في أعماق التراث العربي من خلال برنامجك “حدائق التراث العربي”؟
في ظل أزمة القراءة وأزمة الوقت والضجيج وهيستيرية آخر الشهر وأزمات الحداثة والبنزين وصيانة الذات وتجاهل الآخر ما أمكن، لا أحد منا بات يستشعر لذة في القراءة أو الاختلاء أو العودة إلى مكامن تراث لا نذكر منه إلا أنه زمهرير وضيغم وهيجاء وسابغة، بمعنى أننا لا نذكر من تراثنا العربي إلا أنه مستعصي الأبواب، منغلق المنافذ. لذا قررنا أن نغوص في أعماق التراث العربي نبتغيها فسحة نطوف خلالها بصفحات عدد من الكتب التراثية العربية وهدفنا في ذلك ليس تخمة المعرفة، بل متعة القراءة ولذة التراث، بعيدا عن الضجيج ولغو السرياليات الحداثية وما بعد الاستحداثية، بعيدا أيضا عن الضجيج والإدعاء وسريالية التجريب الفارغة على عروشها.
2- هل من السهل أن نأتي بنصوص من التراث العربي ونجعلها جذابة للمتلقي اليوم؟
في الحقيقة لقد كان هذا هو الرهان الأساسي لبرنامج حدائق التراث العربي، ألا وهو البحث عما يفيد ويمتع المتلقي، نعرف أنه تحد ليس سهلا، لكنه أيضا ليس مستحيلا. وفي الحقيقة أنه في كثير من الأحيان أجدني أحتفظ باللغة كما هي، فالأساسي هو أن ننقل هذا التراث إلى واقعنا المعاصر، إلى الأذن المعاصرة، إلى المتلقي المعاصر وليس أن نذهب إلى هذا التراث، فعندما نذهب إلى هذا التراث فإننا نغرق فيه بصفة كلية، وهذا كان هو الرهان الأكبر لمشروع محمد عابد الجابري، أي أن ننقل تراثنا إلى يومنا هذا وأن نجعله معاصرا لنا وأن نجعل أنفسنا تراثيين في تلقينا له، فالتراث العربي يستجيب للكثير من صورنا، من تمثلاتتا ويتحدث عن الكثير من مشاكلنا اليومية المعاصرة.
3- لكن ماذا عن الجمهور العريض الذي يجد صعوبة في استعاب لغة غير يسيرة وغير متداولة اليوم والتي ربما لم يتعود على سماعها، كيف السبيل إلى تبسيطها وجعلها قادرة على جذب متتبعيين لا يجيدون اللغة العربية التراثية إن صح التعبير؟
التعريف بالرهان الأساسي لوسائل الإعلام هو أن تتوجه إلى جميع الفئات وجميع الشرائح. على المستوى اللغوي هناك 5 معاجم أساسية في اللغة العربية وتضم 4 ملايين كلمة، وبالتالي فمسألة الكلمات الصعبة لا وجود لها! هذا مجرد وهم وباطل اتهمت به اللغة العربية. إن كان هناك من كلمات صعبة أو فضة في تناولها وتداولها فإن هناك مرادفات لها كثيرة ليست صعبة يكفي نتناولها.
4 – متى سيصدر كتاب جامع لحلقات برنامجك الإذاعي “حدائق التراث العربي” على غرار كتاب “الموجز الفصيح في الدارج اليومي” التي كان في الأصل برنامجا إعلاميا؟
حدائق التراث العربي هو مشروع منذ مدة لأن يكون قيد الطبع، لكننا نؤخره لمجموعة من الإعتبارات. ربما سيرى النور عندما ينهي موسمه العاشر.
