الموسيقى الأندلسية تهب نسائمها بعروس الشمال، نغمات من الفردوس المفقود تحييها كل سنة جمعية نسائم الأندلس لهواة الطرب الأندلسي من خلال الملتقى التاسع لهواة الموسيقى الأندلسية بطنجة
جريدة طنجة – لمياء السلاوي ( “الموسيقى الأندلسية” )
الثلاثــاء 17 أبريــل 2018 – 12:09:36
الأستاذ أحمد كنون، رئيس الجمعية، ثمّن الدور والجهود التي تبذلها وسائل الإعلام في تغطية أنشطة الجمعية، والتي كان لها أثر داعم في نجاحها، لافتا إلى أن الإعلام يظل شريكا أساسيا في مواكبة الفعاليات التي تقيمها، جهود محمودة تساعد على الحفاظ على هذا التراث الفني٬ خصوصا و أن الجمعية تهدف إلى النهوض بالموسيقى العريقة بين صفوف الشباب عزفا واستماعا وتكريما لعمالقة هذا الفن.
“طنجة، جسور نحو العبور” هو شعار الدورة التاسعة ل”أندلسيات طنجة” لهواة الموسيقى الأندلسية، مهرجان ينهل قواعده من مواويل صنعت مجد الأندلس قبل قرون عديدة، عبر أصوات ساحرة تجعل الولوعين يتذوقون نكهة التعابير الموسيقية والفنية والصنائع والطبوع التي تعكس العبقرية التي يتّسمون بها، حفاظا على هذا اللون الفني و ضمانا لاستمراريته لدى الأجيال المتعاقبة.
و سيعرف الملتقى التاسع لهواة الموسيقى الأندلسية “أندلسيات طنجة”، و الذي سينظم من 26 إلى 29 أبريل 2018، مشاركة ثلة من رواد هذا الفن العريق، و سيشهد تكريم عميد الطرب الغرناطي، الشيخ، الحاج أحمد بيرو، و توقيع ” الإحاطة في أنغام غرناطة”، هذا الكتاب الجامع للفن الغرناطي، كتاب يتجاوز عدد صفحاته الـ 600، ويجمع بين دفتيه العشرات من الأشعار والأزجــال والقصائد والموشحــات الموزعة على النوبات الخمسة عشر للطرب الغرناطي، الكتاب عند أهل هذا الفن والشغوفين به حدث فني كبير، وعند الحاج بيرو هو حلم حياة وقد تحقق.
و تماشيا مع ثقافة الإعتراف، ستواصل الجمعية إحياء ذكرى رحيل عميد الموسيقى الأندلسية بالمغرب، الفقيد مولاي أحمد الوكيلي، والذي قضى عشرية من عمره بمدينة طنجة، حيث تتلمذ على يده ثلة من الموسيقيين، و سيتم توقيع كتاب” المتن الشعري للطرب الأندلسي” من إصدار و توقيع جمعية نسائم الأندلس، فضلا عن عرض لكورال مكون من 500 تلميذ وتلميذة من المؤسسات التعليمية بجهة طنجة–تطوان–الحسيمة تم انتقاؤهم ضمن “قافلة الآلة” المنظمة خلال الدورات السابقة.
وستحيي مجموعة من أشهر فرق الموسيقى الأندلسية سهرات الملتقى، مجموعة جوق المرحوم مولاي أحمد الوكيلي برآسة حاتم الوكيلي، مع مجموعة قدامى جوق الإذاعة الوطنية للموسيقى الأندلسية و التي كان يديرها المرحوم مولاي أحمد الوكيلي بالرباط، فرقة التدلاوي للموسيقى الإستعراضية بمدينة صفرو، مجموعة الطرب الغرناطي بالرباط، تحت إشراف أمين الدبي و مشاركة الفنانة بهاء الرندة وجمعية النسيم للطرب الغرناطي بوجدة، احتفاء بالمكرم و في إطار فعاليات وجدة عاصمة الثقافة العربية ل2018، مجموعة إخوان الفن الموسيقية بفاس، تحت قيادة سفير الموسيقى الروحية الفنان مروان حاجي، جوق جمعية روافد موسيقية بطنجة، تحت إشراف عمر المتيوي، جوق الراحل عبد الكريم الرايس بفاس، برآسة المايسترو محمد أبريول و مشاركة الفنانين عبد الفتاح بنيس و عزيز العلمي، ليختتم الملتقى بحفل الإصباح الأندلسي، المعروف ب”النزاهة”، و الذي سيحييه عملاق الفن العيساوي بالمغرب، الحاج سعيد برادة.
و لم تغفل جمعية نسائم الأندلس عن تنويع فقرات هذا الملتقى، و ذلك من خلال تنظيمها لدوري رياضي بين المشاركين في المهرجان، سمي ب”دوري مولاي أحمد الوكيلي”، و الذي ستجري أطواره بالقاعة المغطاة للمدرسة الأمريكية بطنجة يوم السبت 28 أبريل الجاري تحت شعار” الفن السليم في الجسم السليم”.
و تجدر الإشارة إلى أن ذكرى ميلاد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، سيكون لها نكهة خاصة هذه السنة، و حضور قوي بعروس الشمال، من خلال حفل موسيقي باذخ من توقيع “كورال الجهة”، الذي يضم 500 مشاركة و مشارك من تلميذات و تلاميذ المؤسسات التعليمية بطنجة، تطوان، أصيلة، العرائش، القصر الكبير، الحسيمة، شفشاون، و أرض الشرفاء وزان، و ذلك تحت إشراف مباشر من الجمعية و تأطير من الأستاذين نبيل أقبيب و إسماعيل الإدريسي و بمشاركة نخبة طنجة للآلة الأندلسية.
فهنيئا لكل أعضاء جمعية نسائم الأندلس لهواة الطرب الأندلسي بهذا التميز و العطاء اللامحدود، خدمة للفن الأصيل و لروح الموسيقى الأندلسية، و هنيئا لمدينة طنجة بهذا الإشعاع و البهاء، و هذا النسيم الأندلسي الساحر الذي يسري فيها كلما حل فصل الربيع و حل معه ربيع الأندلس……