طنجة : مهرجان رأس سبارطل السينمائي الدّولي في دورته الخامسة 04-07 أبريـل 2018

الدورة الخامسة لهذا المهرجان السينمائي الناجح، التي وضعت تحت اسم “دورة خالد مشبال” تكريما لروح هذا الاعلامي الرائد ولإسهاماته الهامة في خدمة الثقافة الوطنية، اختارت مواضيع متميزة تركز على “العلاقة المتداخلة بين السينما والهويات” عبر عرض أفلام ذات أبعاد ثقافية وتعليمية تعالج ظاهرة “الهويات والأقليات” إضافة إلى مجموعة من أنشطة نوعية وورشات تكوينية لفائدة عشاق السينما خاصة الشباب، طلبة وتلاميذ.

وستشهد هذه الدورة إضافتين بارزتين : إحداث جائزة امسابقة أفلام شباب الجهة بهدف فسح المجال السينمائي أمامهم قصد تقديم تجاربهم في هذا الميدان ومناقشتها مع الجمهور، وجائزة تحمل اسم واحد من رواد الفنون المسرحية والسينمائة بالمغرب الراحل العربي اليعقوبي تتولى التحكيم فيها لجنة دولية من وخبراء ينتسبون لدول مختلفة.

وكما كان الشأن بالنسبة للدورات السابقة فإن برنامج المهرجان يشتمل على موائد مستدبرة ستكون أولاها حول موضوع “الهوية والأقليات قي السينما” يتولى تنشيطها خبراء وباحثون وأكاديميون ، كما ستنظم لقاءات مع المخرجين والمخرجات في إطار فقرة قارة بغاية فتح حوار سينمائي متميز مع ضيوف الدورة للحديث عن تجاربهم في عالم السينما في بلدان مثل المغرب وليتوانيا وفرنسا والبرازيل ، كما ينظم لقاء ثان مع أحد ممثلي مهرجان من المهرجانات السينمائية الدولية يتم خلالها تقديم بطاقة تعريف عن مهرجاناتهم وهويتها السينمائية.

في الجانب الثقافي والمعرفي، برمجت هذه الدورة أنشطة نوعية تكوينية من ورشات حول تقنيات السيناريو تحت إشراف يوسف كرمي من المغرب وورشة خاصة بفنون الرسوم المتحركة من تنشيط ابراهيم نواجهة وطارق حميد من فلسطين،وورشة للكبار من تنشيط الأستاذ الجامعي فرناندو غالريطو ،ودرس سينمائي حول نظرة المشاهد للشاشة ، للجامعية ماريا لوسيا دي بوبو من البرازيل.

كما سيتخلل البرنامج العام قراءات شعرية بإشراف الشاعر خالد الريسوني من المغرب والشاعرة راشيل صاراصاغا من اسبانيا حول الشاعر العالمي فرناندو بيسوا من البرتغال ،وستكون الدورة أيضا مناسبة لتكريم سينيفيلي ستخصص له الدورة فقرة تعرض فيها أولى أفلامه القصيرة ويتعلق الأمر بالسينمائي العالمي أكي كوريسماكي الفنلندي كما سيتم عرض أفلام من دولة فيلنندا عن الهوية والانتماء في فقرة تكريم خاصة.

للتذكير فإن مضامين برنامج المهرجان تصب في العمل على الاستجابة لرغبات الشباب في مجال التكوين كما أن هذا المهرجان الذي سجل حضوره البارز في الساحة السينمائية الوطنية يطمح إلى أن يكون محطة سينمائية سنوية ذات عمق ثقافي وفكري حيث إنه يراهن على إثارة القضايا المرتبطة بالصراع على الهويات والعنف والجوار من خلال قضايا السينما ومواضيعها والتي باتت تشكل نقاطا مثيرة للجدل الجاري في الكثير من الأوساط.

إن العزم والأصرار الذي أبان عنهما منظمو هذا المهرجان عبر تنظيم الدورات الأربع الماضية بالرغم من الصعوبات التي واجهوها والتي لا حد لها، لدليل على أن “مهرجان رأس سبارطل الدولي” بطنجة مهرجان سينمائي واعد، خاصة وأنه اختار التجديد في القضايا الانسانية التي يطرحها وفي أسلوب معالجتها ليشكل كما نرجو، فضاء سينمائيا واسعا تضطلع فيه السينما بدور فعال في طرح ومناقشة قضاياالإنسان المجردة بعيدا عن الحساسيات الضيقة وبطموح قوي في تقريب وجهات النظر والبحث عن سبل اللقاء والحوار..