الجمعية المغربية لحماية الأطفال والنساء في وضعية صعبة تحيي أسبوعا ثقافيا للمرأة
جريدة طنجة – زهراء بن سليمان ( أسبوعا ثقافيا للمرأة )
الثلاثـاء 10 أبريــل 2018 – 13:33:37
افتتح الملتقى بمركز خدمات الشباب مسنانة، بتقديم عرض للخياطة على الساعة الرابعة مساء، حيث عرضت النساء الجلابيب والقفاطين اللواتي من صنع أيديهن، بمختلف أشكال الخياطة والطرز، وهن مبتسمات في وجوه الحاضرين والحاضرات، من نساء وأطفال وفعاليي المجتمع المدني. فالخياطة التقليدية من أهم مميزات الثقافة المغربية، حيث تعكس الشخصية المغربية المتشبثة بأصالتها.
وفي نفس اليوم، افتتحت ندوة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، حول المرأة ومكانتها بالمجتمع، تحت عنوان : “المرأة صانعة القرار وليست للتعنيف”، تحت تأطير كل من الأساتذة “محمد العسري” رئيس جمعية البوغاز، و”محمد الدبوز” نائب رئيس مجلس مركز خدمات الشباب مسنانة، والدكاترة “محمد العربي رجاح” دكتور في القانون الخاص، و “لمياء ازبايد” دكتورة في علم الأحياء .
وتأتي هذه الندوة في إطار رغبة الجمعية في مناقشة دور المرأة في المجتمع و السياسة والميدان العسكري من جهة، ومن جهة أخرى، التعريف بالعنف وأشكاله الذي يمارس ضد المرأة واقتراح حلول لمعالجته.
الأستاذ “محمد الدبوز” كان من أول المتدخلين في الندوة، حيث تناول الشق التاريخي، بتحدثه عن تاريخ المرأة العربية ودورها في الميدان العسكري، وممارستها للفلاحة والتجارة، وتربيتها لأولادها وخلق راحة وسعادة داخل الأسرة.
واعتبر أن المرأة لها دور كبير في اقتصاد البلاد، بمشاركتها في سوق الشغل، وبحثها عن العمل لمساعدة ميزانيتها الخاصة أو في بيت زوجها. كما وجه رسالته للمجتمع المدني للاهتمام بها وتكوينها وتعليمها داخل المجتمع.
في حين قامت “لمياء ازبايد” في مداخلتها بطرح سؤال حول أشكال العنف الممارس على المرأة ، و هل هو بادرة في مجتمعنا؟ أم مجرد حالات عادية داخل مجتمعنا؟ ومن يتحمل مسؤوليته؟، ثم عرفت به، وبأسبابه الثقافية والاقتصادية والتربوية والاجتماعية. و تحدثت عن العادات والتقاليد التي تميز المرأة عن الرجل، وتعطي الحق للمجتمع الذكوري، بينما تقصي المجتمع النسائي. كما أكدت في مداخلتها، أن المرأة عنصر فاعل في المجتمع المدني، ولها دور كبير في التنمية الاجتماعية، إضافة إلى اقتراحها لبعض النقاط للحد من ظاهرة العنف ضد المرأة، كإعداد برنامج حكومي ناجح.
وفي مداخلة الدكتور “محمد العربي رجاح”، اعتبر أن العنف ضد المرأة انتهاكا للكرامة الإنسانية، وخرقا لكل المواثيق القانونية والتشريعية، كما اعتبر مناهضة العنف ضدها والنهوض بوضعه الاجتماعي والاقتصادي والسياسي من أهم الانشغالات بالمجتمع المدني.
وأضاف : “أحيانا لا يمكن تحقيق الأهداف المرجوة في غياب فضاء مؤهل، سواء على مستوى الحكم، أو على مستوى النيابة العامة، فالقضاء كفيل بالتعامل مع العنف ضد المرأة وتطويده. وفيما يخص المناهضة الفعلية ضد النساء، فقد تم اتخاذ مبادرات مؤسساتية في السنوات الأخيرة، من أهمها إنشاء خلايا استقبال النساء المعنفات بالنيابات العامة…”.
وأخيرا تحدث “محمد العسري” في مداخلته عن الآثار النفسية للعنف ضد المرأة التي تتجلى في عدم ثقة واحترام المرأة لنفسها، وشعورها بالذنب تجاه الأعمال التي تقوم بها، و كذا الآثار الاجتماعية التي تسبب في الطلاق والتفكك الأسري، واضطراب العلاقة بين أهل الزوج والزوجة…
واختتمت الندوة باستراحة شاي و إلقاء قصيدة زجلية وشعرية عن المرأة
وفيما يخص اليوم الثاني من الملتقى، شهد أنشطة كثيرة، حيث قامت مجموعة “كول تايم” بتنظيم صبحية تنشيطية للأطفال المتخلى عنهم بنفس المركز، وأدخلت البهجة والسرور على هؤلاء الأطفال بفقرات بهلوانية وتنشيطية.
وفي المساء فتح الملتقى أبوابه للنساء لمشاركتهن في الحفل الختامي، الذي بدأ في حدود الخامسة، بآيات بينات من القرآن الكريم، والنشيد الوطني بتقديم رقصة فلكلورية من قبل بنات الجمعية. بعدها أعطيت الكلمة لرئيسة الجمعية المغربية لحماية الأطفال والنساء في وضعية صعبة بشكرها للحضور وللمساهمين في إنجاح هذا الملتقى.
وقدم مجموعة من الأطفال مسرحية عن الأم التي أبكت الحضور. وما إن غمرت العيون دموع الحزن والأسى، حتى تحولت إلى دموع فرح بتقديم عرض لتزيين اليتيمات بأزياء العرائس، وعرض “الكليوباترا” على إيقاع الدقة المراكشية.
وأخيرا قدم عرض ل”الكاراطي” واختتم الحفل بموسيقى رقصت عليها الأمهات والأطفال، وتوزيع الشواهد التقديرية على رؤساء الجمعيات المشاركين والفعاليين في الملتقى.
وجدير بالذكر، أن الجمعية المغربية لحماية النساء والأطفال في وضعية صعبة، قامت بزيارة إلى السجن المحلي بطنجة لمدة، أيام 14/15/16 مارس 2018، وذلك احتفاء بنزيلات السجن، حيث بادرت الجمعية في تزيين 90 سجينة، واحتفلت بزفاف ثلاث سجينات…