التفاصيل الكاملة للمؤامرة التي تعرض لها العثماني بطنجة
جريدة طنجة – م.ع (المؤامرة و العثماني )
الثـلاثاء 24 أبريــل 2018 – 16:18:25
صدقت التوقعات، ولم يكن الحضور في مستوى لقاء يؤطره الأمين العام لحزب المصباح ورئيس الحكومة، خصوصا وأن اللقاء تم بمدينة طنجة التي حصد فيها ما يفوق 60 ألف صوت قبل سنة ونصف، وعوض أن تغص جنبات قاعة بوكماخ بالمناضلات والمناضلين والمتعاطفات والمتعاطفين، لم يتجاوز عدد الحاضرين الذين حجوا من مختلف أقاليم الجهة 500 شخص باعتراف مناضلي الحزب ذاته!!..
لكن ما الذي حصل؟
سؤال طرحه كثيرون ممن حجوا إلى قاعة بوكماخ، وكلهم أجمعوا على أن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر لو انطلقت عند الساعة الخامسة كما كان مبرمجا، ولم يتم تأخيرها بساعة ونصف تقريبا، لوجد العثماني نفسه أمام الكراسي الفارغة!!!.
العارفون بتضاريس الخريطة التنظيمية لحزب العدالة والتنمية بطنجة يؤكدون أن مياها آسنة جرت طيلة مرحلة التحضير لأول حضور رسمي للأمين العام الجديد لحزب المصباح بمدينة طنجة، وهي أحد القلاع الرئيسية للحزب على المستوى الوطني، و بها تنظيم شبابي يعتبر هو قوته الضاربة خلال الاستحقاقات الانتخابية!…
ارتباك في التحضير، تجاهل مطلق للقاء من طرف أطر وقادة الحزب بطنجة..، كلها مؤشرات دفعت المتتبعين لشؤون حزب العدالة والتنمية، بعد إعفاء بنكيران عن رئاسة الحكومة، وإبعاده القسري عن قيادة الحزب، لترجيح فرضية وجود مؤامرة داخلية يكون قد تعرض لها العثماني، استهدفت إفشال أول لقاء له بمدينة طنجة، التي يبسط فيها الجناح الموالي لبنكيران سيطرته التامة على مفاصل الحزب التنظيمية..
وتشير أصابع الاتهام بالدرجة الأولى إلى محمد خيي، الكاتب الإقليمي للحزب بطنجة، والمتحكم في قطاع الشبيبة، والذي لازال يفرض عليه هيمنة مطلقة إلى حدود اليوم، وبدرجة ثانية إلى محمد بوزيدان، رئيس مقاطعة مغوغة، والكاتب الجهوي للشبيبة المنتيهة ولايته، و هو الذي نشأ تحت ظل خيي، وتربى في جلبابه، وهو من أشرف على التحضير للجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي!.. لقد سجل الجميع باستغراب كبير الفتور الذي طبع التحضيرات، وغياب الحماس لحشد شباب وشابات الحزب وتعبئتهم لحضور لقاء العثماني، ولعل عدم وجود أي إشارة للجلسة الافتتاحية سواء قبل أو بعد انعقادها بصفحتي خيي و بوزيدان على الفيسبوك تغني عن أي تفسير أو تعليق!!!..
وحتى الذين حاولوا تبرير هذا العزوف الكبير عن الحضور للقاء العثماني، بشخصية الرجل الباردة والغير حماسية، مقارنة مع شخصية بنكيران، الذي كانت الساحات والقاعات تمتلئ لحضور خطابه ساعة قبل حضوره، فإن هذا التبرير غير متماسك ولا يصمد أمام الحقيقة المرة، ذلك أن لقاء العثماني لم يكن في ساحة عمومية، بل كان داخل قاعة صغيرة، ولذلك فإن مشاهد الكراسي الفارغة شكل صفعة قوية وصادمة للحزب في عهد العثماني!..
و لربما هاته هي الرسالة التي أصر جناح بنكيران بطنجة على إرسالها للعثماني وتياره، عنوانها العريض: ” المناصب والمكاسب لكم، أما المناضلات والمناضلون فهم مع بنكيران ولا أحد غير بنكيران”.
في رد على سؤال طرحته على أحد العارفين بخبايا المطبخ الداخلي لحزب المصباح بطنجة حول ما إذا كان يعتقد أن العثماني تعرض لمؤامرة بطنجة، كان جوابه كالتالي :” ما حدث يكشف أحد الاحتمالين: إما أن خيي يمسك بمفاصل التنظيم الحزبي بطنجة ويتحكم في القطاع الشبيبي، وبالتالي فإنه يتحمل مسؤولية ما وقع، وإما أنه فقد السيطرة على التنظيم وعلى الشبيبة، وهذا مستبعد، وفي كلتا الحالتين فإن الكاتب الإقليمي للحزب مطالب بتقديم تفسير مقنع لهاته الفضيحة المدوية!..”..