نقاط فوق الحروف..
جريدة طنجة – محمد العمراني (قضية توفيق بوعشرين )
الأربعـاء 14 مــارس 2018 – 12:14:55
قبل الحسم فيما إذا كان الأمر مؤامرة أم لا، دعونا نطرح بعض الأسئلة بغرض تفكيك بعض الألغاز المحيطة بهاته القضية، التي تنبأ بها أحد محاميي بوعشرين بأنها ستكون محاكمة القرن..
القضية فيها مشتكيات ومصرحات يؤكدن أنهن تعرضن للاستغلال الجنسي، تحت تأثير النفوذ الذي كان يمارسه عليهن بوعشرين، مستغلا حاجتهن للعمل من أجل إعالة أسرهن، وخلال الاستماع إليهم في مقر الفرقة الوطنية سردن بالتفاصيل الدقيقة ما تعرضن له داخل مكتب بوعشرين…
الأخطر من ذلك أن ضباط الفرقة الوطنية للشرطة القضائية حجزت كاميرات مثبتة داخل مكتبه الرئاسي، و أشرطة فيديو توثق بالصوت والصورة المغامرات الجنسية لسي بوعشرين، بل وحتى ممارساته الشاذة مع “ضحاياه” المفترضات!..
طيب،
قبل التطرق لموضوع الكاميرات وأشرطة الفيديو، وما إذا كانت تخص بوعشرين، أم هي مفبركة وتم توضيبها للإيقاع به، دعونا نعترف:
جميعنا يعرف أن الآلاف من النساء يتعرضن للاستغلال الجنسي داخل مقرات العمل ببلادنا من طرف رؤسائهن، وأنهن يخضعن لذلك تحت تأثير حاجتهن للعمل لإعالة أسرهن..
وجميعنا يعرف أن هاته الممارسات لازالت من الطابوهات، التي يصر مجتمعنا على إبقائها قيد الكتمان، وأن الجميع متواطئ على التزام الصمت!.
والمصيبة الكبرى، أن “ضحايا” بوعشرين عندما قررن الكشف عن المستور، تعرضن لهجومات قاسية عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وتحولن إلى مومسات يبعن أجسادهن، وأنهم أدوات في يد جهات تسعى لتوريط بوعشرين، دون أدنى اعتبار لأعراضهن ولظروفهن الاجتماعية، وكأن هناك من يزعجه فتح ملف الاستغلال الجنسي للنساء داخل مقرات العمل!..
وبالعودة إلى مروجي نظرية المؤامرة، الذين يدعون أن ما وقع لبوعشرين كان مخططا له من طرف جهات أزعجها قلمه، مستدلين في ذلك إلى ما لمح إليه سي توفيق، بأن جهات طلبت منه عدم الكتابة عن شخصين، أحدهما انتهى سياسيا، والثاني يستعد للعب أدوار طلائعية في المرحلة المقبلة، في إشارة إلى بنكيران وأخنوش، فإن الأمر لا يقبله المنطق ولا العقل!..
فهل يخطر ببال أي عاقل أن تغامر الدولة بصورتها داخل المنتظم الحقوقي الدولي، وهي تعرف الارتباطات الحقيقية لبوعشرين مع أوساط دولية لا تكن الود للمغرب، وأن تقرر متابعة سي توفيق بهذا الصك الثقيل من التهم، ودلائلها مجرد فيديوهات مفبركة، وأن تصريحات المشتكيات والضحايا كانت تحت الإكراه؟!!!
إن سي حامي الدين والسيدة آمنة ماء العينين، بالنظر لموقعهما السياسي، وما يتحملانه من مسؤولية داخل البرلمان، وداخل منظمتهما الحقوقية، يعرفان جيدا أنه من سابع المستحيلات أن تعمد الدولة إلى فبركة فيديوهات، وهي تعرف أنه يمكن اكتشاف ذلك في دقائق معدودة عند عرض الأشرطة على الخبرة التقنية..
ولو كان بوعشرين متيقن من فبركة الأشرطة الخمسين، التي تم حجزها داخل مكتبه، لطالب بتدويل قضيته..
وحيث أنه متيقن من صحتها، فإنه تمسك خلال جميع مراحل استنطاقه بأن المعدات التقنية والأشرطة لا تخصه، وعند مواجته بتصريحات المشتكيات والضحايا اكتفى بكونها جاءت تحت الضغط بعد اطلاعهن على الفيديوهات!!!..
وهل يقبل عاقل أن تقبل أي امرأة على نفسها الادعاء بتعرضها للاعتداء الجنسي وهي تعلم علم اليقين أن الأشرطة مفبركة؟!!
احترموا ذكاء المغاربة يرحمكم الله..
بوعشرين ليس ملاكا..
بوعشرين مثله مثل أي رجل، قد تكون له نزواته الشاذة..
هو يعرف جيدا أنه قد سقط..
من يحب بوعشرين حقا عليه التوقف عن ترديد أسطوانة المؤامرة، وأن ينتظر حكم القضاء…