طنجة أمام المجهول!..
جريدة طنجة – محمد العمراني ( طنجة المخدرات والإجرام )
الخميـس 29 مــارس 2018 – 17:33:05
ولعل هذا ما يفسر العدد المرتفع للموقوفين الذين يتم ضبطهم بالمحطة الطرقية لطنجة، وهم متلبسون بنقل المخدرات نحو مناطق أخرى من تراب المملكة..
لم يَعُـــد خافيًا أن طنجة أصبحت ملاذا مفضلا للعصابات الإجرامية المتخصصة في الاتجار الدولي للمخدرات الصلبة، وذلك اعتبارا لموقعها الاستراتيجي، كمدينة حدودية وتطل على مضيق جبل طارق الحيوي، مما يسهل على هاته الشبكات الإجرامية ذات الارتباطات الدولية عملية نقل وإدخال المخدرات إلى داخل التراب الوطني..
غير أن ما لا يستسيغه المواطنون، هو أن معظم الموقوفين هم مستهلكون أو من صغار الموزعين. ما يؤكد ذلك الكميات الصغيرة لما يتم حجزه بحوزتهم (بضع لفافات أو جرعات وعشرات الأقراص..)، في حين لم تنجح عناصر الأمن في إسقاط أي من الرؤوس الكبار المتحكمة في سوق المخدرات الصلبة…
فشل الشرطة في توقيف زعماء هاته الشبكات الإجرامية يطرح الكثير من التساؤلات، خاصة وأن الجميع يتحدث عن بعض الأثرياء الجدد، الذين ظهرت عليهم مظاهر الاغتناء الفاحش، حيث بات مألوفا مشاهدة بعض الشباب من صغار السن وهم يجوبون شوارع المدينة بسياراتهم الفارهة بطريقة استعراضية، أو يقضون ليالي ألف ليلة وليلة بالكباريهات، حيث الأموال تنثر على أجساد الراقصات!…
وعندما تسال أي شخص عن هؤلاء يجيبك بدون تردد: ” الغبرة”، في إشارة إلى الهيروين والكوكايين..
وأمام هاته المشاهد الصادمة، يتساءل الناس عن دور مصالح ولاية أمن المدينة من شرطة قضائية واستعلامات عامة، غير استجماع المعلومات وترصد
ما يقع بالملاهي ومقاهي الشيشة، حيث استهلاك السموم البيضاء يتم على عينك يابن عدي..
ما يجري داخل هاته الأوكار يجعلك تتساءل هل هناك أجهزة مكلفة بمراقبة ما يجري، وبحفظ النظام وإنفاذ القانون، أم أن هناك من يتعتبر نفسه فوق القانون، وخارج المساءلة؟!..
استهلاك المخدرات الصلبة والأقراص المهلوسة أصبحت ظاهرة متفشية بمدينة طنجة، خصوصا بين شباب في مقتبل العمر، تحولوا إلى كائنات منزوعة الإحساس، مستعدة لارتكاب اشد الجرائم بشاعة، ولو في حق أفراد عائلاتهم ، قد تصل في أحيان كثيرة إلى القتل!..
أما جرائم السرقة والنشل واعتراض السبيل فحدث ولا حرج، بل يكاد ساكنة المدينة يتعايشون معها، وكأنها قضاء وقدرا..
طنجة اليوم أمام مفترق طرق مصيري، فأخطر ما يتهددها اليوم هو أن هذا المجهود الخرافي الذي تم بذله لإعادة تأهيل بنياتها التحتية يكاد يصبح بدون قيمة في ظل استفحال ظاهرة تعاطي المخدرات القوية، مع ما يترتب عن ذلك من تفشي لأخطر الظواهر الإجرامية، وغياب الإحساس بالأمن والطمأنينة!..
جميع المؤشرات تؤكد أن طنجة تتحول يوما عن يوم إلى مدينة مخيفة، لا تبعث في نفوس ساكنتها وزائريها الإحساس بالسكينة والهدوء والأمان…
فهل يلتقط القائمون على تدبير شؤونها هاته الإشارات، ويبادروا إلى اتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات قبل فوات الأوان؟!.