قنابل موقوتة..
جريدة طنجة – محمد العمراني ( “البطالة” )
الثلاثـاء 20 فبـرايــر 2018 – 13:12:28
دقَ تقرير صَدر مُـؤخـرًا عن المندوبية السامية للتخطيط ناقوس الخطر بسبب ارتفاع معدل البطالة في صفوف الشباب إلى مستويات قياسية، خاصة وسط المدن….
هل من مؤشر خطير أكثر من هذا؟..
ماذا يمكن أن ننتظر من جحافل شباب متعلم يجد نفسه في الشارع، ممنوع من الإنتاج والعمل وهو في أوج عطائه وحيويته وعنفوانه؟..
أي شعور سينتاب هؤلاء الشباب غير الحقد والكراهية تجاه وطن لا يؤَمّن له أبسط شرط من شروط الكرامة: العمل؟!..
ينبغي الاعتراف أن الأوضاع لا تبشر بخير في هذا البلد السعيد..
إن استفحال معضلة البطالة تحيلنا بشكل مباشر على أزمة التعليم ببلادنا، من جهة أولى، ومن جهة ثانية على محدودية النموذج الاقتصادي الوطني، وعجزه عن استيعاب الشباب الذين يلجون إلى سوق الشغل سنويا…
هناك إجماع من مختلف الأطياف والمكونات على أن منظومة التعليم ببلادنا وصلت مرحلة الإفلاس، و أضحت عاجزة عن تخريج شباب مسلح بتكوين أكاديمي وتطبيقي، يؤهله لولوج عالم الشغل، ويستجيب لحاجيات المقاولات.
المغرب فشل في الخروج من أزمة نموذج تنموي، اعترف ملك البلاد بأنه وصل مرحلة الإفلاس، وأن لا خيار أمام المغرب غير التفكير في نموذج تنموي جديد، يوفر للفئات الشعبية مقومات العيش الكريم..
البلد يعاني خصاصا مهولا على مستوى الخدمات الاجتماعية..
تعليم مفلس،
الصحة العمومية دخلت منذ سنوات غرفة الإنعاش،
فوارق اجتماعية فادحة وغير مقبولة في مغرب ما بعد 2011،
لا ينبغي كذلك إغفال النتائج الكارثية للتدابير التي اتخذتها حكومة بنكيران، إن على مستوى تفكيك صندوق المقاصة، أو على مستوى الرفع من أسعار الماء والكهرباء، أو تحرير الأسعار..
والمصيبة أن تخلص الدولة من تحملات صندوق المقاصة كان الهدف منه ضخ اعتمادات كبيرة جدا في القطاعات الاجتماعية بغية تجويد خدماتها، لكن النتيجة كانت عكس ذلك تماما..
انهيار مريع لأداء قطاع التعليم العمومي، وحتى بطاقة الراميد تحولت إلى نكثة داخل مستشفيات القطاع العام..
والنتيجة، توجيه ضربات قاسية لجيوب الفئات الشعبي مما زاد من حدة الاحتقان الشعبي..
ما يبعث على الخوف حقا، هو أن الحكومة لا يظهر عليها أنها مستوعبة لحقيقة الأوضاع الاجتماعية الخانقة التي يعيشها المغاربة..
لنتأمل جيدا ارتفاع منسوب الغليان الاجتماعي في أكثر من منطقة على امتداد خريطة الوطن..
علما أن القاسم المشترك بين هاته الاحتجاجات هو الإحساس بالإقصاء الاجتماعي، والرفض العارم لدى المواطنين بقبول الأمر الواقع..
المواطنون يريدون حقهم في التنمية، ولم تعد تقنعهم التبريرات التي تجتهد الحكومة في تقديمها…
وإذا استحضرنا أن معظم هاته الاحتجاجات تنطلق من الهامش، ومن المناطق التي تعاني خصاصا مهولا من حيث البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية، فما بالك ببطالة شباب المدن، التي أصبحت بمثابة قنبلة موقوتة مستعدة للانفجار في أي لحظة؟!!..
إن التعاطي مع الخصاص الاجتماعي أشبه بالتعاطي مع مؤسسة في طريقها إلى الإفلاس، فكلما تأخرت عن اتخاذ التدابير ا والإجراءات الضرورية، كلما ارتفعت الفاتورة !..
-أزمة اقتصادية خانقة
-استفحال الفوارق الاجتماعية
-الفساد
-غياب المحاسبة
-تزايد المطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية
-تزايد الشعور بالحقد تجاه الدولة
-النتائج الكارثية لتدابير حكومة بنكيران
-تفكيك صندوق المقاصة، الزيادة في المواد الاساسية،
-ارتفاع مهول لاسعار الماء والكهرباء
-الضغط على المقاولات بسبب الزيادات الضريبية. ..