الجاهلية الجديدة …
جريدة طنجة – إعداد : مصطفى بديع السوسي ( “الجاهلية ” )
الجمعة 23 فبراير 2018 – 11:43:40
ـ هي الفوضى وترك الحبل على الغارب للحثالة
ـ هل يصل الحقد الأعمى، والتسيُّب الذي لا حدَ لهُ إهدار كرامة بيوت الله؟
الحكاية ـ حتى لا أذهب بعيدا ـ جرت في مغرب يوم الإثنين 12 فبراير 2018 وبعد الصلاة وبداية قراءة الحزب كالعادة، في الباحة الداخلية لمسجد طارق بن زياد (السعودي) وبجوار مدخل المسجد بالضبط كان هناك باعة لا ضمير لهم، ينتهكون حرمة المسجد، ينادون بأعلى صوت معرفين ببضاعتهم وأثمانها فاختلط بصوت الإمام وهو يتلو آيات الذكر الحكيم في الصلاة، ثم والرجال يقرؤون الحزب، اختلط صوتهم بأصوات الباعة خصوصا صاحب الجوارب الذي كان يصرخ معلنا عن مبلغ 10 دراهم ثمن جوربين، عند خروج المصلين، وبدافع الغيرة على حرمة المسجد قصد أحمد المصلين استجابة لنداء الضمير ونصح بائع الجوارب بالكف عن الصراخ . واحترام المسجد فكان الرد سيل من الشتائم من طرف البائع من ألفاظ وأوصاف قذرة يخجل المرء من ذكرها قصد الناصح سيارة سطافيط كان بها ثلاثة رجال من القوات المساعدة أبلغهم الحادث وما تعرض له من تهجم لفظي، ولولا بضعة مصلي لتحول إلى اعتداء جسدي. وبعد جهد وإلحاح ذهب معه فردان من القوات المساعدة، وطلبوا من المعتدي الآثم الكف عن الصراخ رغم أنه كان يهدد المصلي الناصح أمامهم.
الحكاية لم تنته سيتكرر المشهد المخزي، والسؤال : ما هو دور رجال القوات المساعدة الموجودين بعين المكان؟ لماذا لم تلجأ السلطات المعنية بما فيها القائد إلى تطهير محيط المسجد من هذه الآذرات والأوساخ والقاذورات البشرية؟
وكيف نقبل أن يقول أعوان السلطة من رجال القوات المساعدة ماذا سنفعل؟ إنهم لا يسمعون ؟ هي الفوضى إذن، وترك الحبل على الغارب لحثالة أرادت مسخ هذا المجتمع والرجوع به إلى زمن السيبة : هذه الظاهرة، وما يعتريها من هجرة كثيفة ممن لا يملكون مهنا ولا عائلة فرخت أجناسا مشوهة زرعت الرعب في أنحاء المدينة. ولا تسأل عمن يخفون خناجر وسيوفا في طاولاتهم وعرباتهم ودراجاتهم الثلاثية العجلات. حقا لا يمكن وضع شرطي لكل مواطن فمن لا يقومه ضميره لن يقومه زجرولا ردع، ولكن لو تحملت كل جهة مسؤوليتها، لو أن كل سلطة ترابية قامت تحمل الأمانة وأدتها على الوجه الأكمل لعمت الطمأنينة أرجاء المدينة ولاختفت عناكب الظلام في جحورها، فهل يصل الحقد الأعمى، والتسيب الذي لا حد له إلى إهدار كرامة بيوت الله؟ وهل تصل اللا مبالاة والتجاهل إلى ترك مسجد طارق بن زياد ثاني أكبر مساجد مدينة طنجة عرضة للفوضى وفساد الباعة الذين يعرضون بضاعتهم بباب المسجد وأمام المصلين دون حياء ولا خجل ولا خوف من سلطة أو اعتبار للحشود القاصدة بيت الله، إنه نداء موجه لكل الضمائر الحية وعلى رأسهم السيد الوالي، أما النواب والمنتخبين فلا فائدة ترجى منهم، وقد عودونا على الفرجة المجانية، وعلى التلهي بالكماليات والحسابات الضيقة. وسنواكب كل ما يقع في هذا المسجد وحوله دون أن ننتظر تحرك مندوبية وزارة الأوقاف فلها ما يغنيها عن مسألة تطهير محيط مسجد بن زياد من سفلة القوم والضوضاء. فاعطوا لبيوت الله حقها وجنبوها شر العاديات في زمن الجاهلية الجديدة. .