مسيرة المغرب للمطالبة بالاستقلال والوحدة
جريدة طنجة – عزيز كنوني ( “المطالبة بالاستقلال” )
الأربعــاء 17 يناير 2018 – 16:56:02
1934 : تقديم “مطالب الشعب المغربي بالحرية والاستقلال” لكتلة العمل الوطني
1943 : تقديم وثيقة الحركة الوطنية بالشمال للمطالبة بالاستقلال والوحدة
1944 : تقديم وثيقة الحركة الوطنية بالجنوب للمطالبة بالاستقلال.
ولم تكن هذه الوثيقة الأولى أو الفريدة التي طالبت باستقلال المغرب ووحدة ترابه ، إذ سبقتها وثيقة “كتلة العمل الوطني” التي تقدمت، في دجنبر سنة 1934، بمجموعة من “مطالب الشعب المغربي” بالحرية والاستقلال، بعد تنامي الشعور الوطني بضرورة رد الاعتبار للمقاومة المسلحة المغربية بقيادة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي التي تكالب عليها الاستعمار الفرنسي والاسباني ، بمساعدات دولية، ألمانية وأمريكية بوجه خاص، لتنتهي الثورة باستسلام “أسج الريف” ونفيه في سنة 1926.
وتميزت هذه المرحلة بتأسيس الحركة القومية للزعيم محمد بن الحسن الوزاني التي تحولت سنة 1946 إلى حزب الشورى والاستقلال، و الحزب الوطني يزعامة علال الفاسي (أبريل 1947) .
ومعلوم أن الحركة الوطنية بشمال المغرب التي تشكلت من حزب الاصلاح الوطني بقيادة الزعيم عبد الخالق الطريس وحزب الوحدة المغربية بزعامة الشيخ محمد المكي الناصري الذي سبق وأن كان أمينا عاما لكتلة العمل الوطني، كانت سباقة إلى تقديم “وثيقة المطالبة بالاستقلال والوحدة”، سنة قبل وثيقة فاس.
ذلك أنه في إطار العمل المشترك بين “الإصلاح” و “الوحدة”، تشكلت “الجبهة القومية” من الحزبين ، انضمت إليها شخصيات مستقلة من سياسيين ومثقفين وعلماء وأدباء، ليتم ألإعلان ، في تطوان، عن ميلاد “الجبهة القومية الوطنية المغربية” التي نص ميثاقها على المطلبة بالاستقلال الكامل والوحدة الترابية للمملكة.
وفي 14 فبراير سنة 1943، قدمت الجبهة القومية وثيقة “الاستقلال والوحدة” إلى الخليفة السلطاني بالشمال، الراحل صاحب السمو الملكي مولاي الحين بن المهدي، لتكون أول وثيقة سياسية مغربية تقدمت بها هيئة وطنية مغربية إلى السلطة الشرعية بالبلاد وإلى الإقامة العامة الاسبانية بتطوان وإلى الهيئة الدبلوماسية بطنجة وبعض الممثليات القنصلية بتطوان، وكان ذلك سنة قبل تقديم عريضة الحزب الوطني ومن معه.
وللتاريخ نسجل أن الحركة الوطنية بالشمال تقدمت بوثيقة في شكل عريضة تضمنت مجموعة من المطالب الإصلاحية وقعها، فضلا عن القيادات السياسية ، مآت المواطنين من مختلف مدن وقرى المنطقة الخليفية، عقب قيام الجمهورية الاسبانية في ماي 1931، بخصوص تأسيس مجالس محلية لتدبير الشأن العام، والعناية بالتعليم، ومساعدة الفلاحين، وإحداث مجلس الشورى (البرلمان) يضم ممثلي كافة جهات المنطقة الخليفية ، كما طالبت الوثيقة بحرية تأسيس الجمعيات وحرية الرأي والنشر والتنقل والتجمع، وغيرها من الحريات العامة.
ما هي الدروس التي نستخلصها من هذه الذكري المجيدة ومن مختلف ذكرياتنا الوطنية التي تؤرخ لنضال الشعب المغربي من أجل الانعتاق والتحرر.
لعل أهم الدروس أن نؤمن بقضية الوطن، كما آمن بها الرواد أمثال الأمير محمد عبد الكريم الخطابي، ومحمد الحسن الوزاني ، وعلال الفاسي ، و عبد الخالق الطريس ، والشيخ محمد المكي الناصري، وثلة من رفاقهم المجاهدين الذين واجهوا قوة الاستعمار الغاشم، وهم عزل من كل سلاح إلا من إيمانهم بقضية الوطن، وركوبهم مغامرة تحرير الوطن، ولم يبخلوا بأرواحهم ودمائهم في معركة النضال من أجل كرامة الوطن. والعبرة التي يمكن أن نستخلصها من هذه الذكرى، ونحن نواجه أوضاعا مؤلمة من النفاق السياسي ، والتفسخ الحزبي والفساد الإداري، والظلم الاجتماعي، والتفاوت الطبقي، أن نعمل على أن تترسخ في أذهاننا عقيدة العمل من أجل التغيير الإيجابي الموصل إلى الإصلاح، والتشبث بالمبادئ التي قامت عليها عقيدة النضال الوطني من أجل عزة وكرامة الوطن …