مرة أخرى مجانية التعليم العمومي
جريدة طنجة – إعداد : مصطفى بديع السوسي ( “مجانية التعليم” )
الجمعة 12 ينــاير 2018 – 16:17:18
ـ شعب بلا تعليم ولا تربية هو شعب أعمى …
ـ أبناء النخبة والمرفهين يتابعون دراستهم في المؤسسات الخصوصية…
حيرة النـّـاس لا تنتهي فـآخـــر ما يمكن التفكير فيه هو التعليم، وآخر ما تطاله يد الزيادات والرسوم المفروضة هو التعليم، فهو ركيزة كل تقدم، وهو عماد الأمة، وهو مستقبل البلاد للقضاء على الجهل ومحو الأمية وركوب موجة الحضارة والتقدم، شعب بلا تعليم ولا تربية هو شعب أعمى يسير على غير هدى وبدون بوصلة، ترشده إلى الطريق القويم في شعاب وفيافي و قفار الزمن والعصر والأيام المتتاليات.
أضف إليه القضاء فهما معا طريق المستقبل إذا كانا على السكة السليمة. وقلنا سابقا أن أبناء النخبة والمرفهين يتابعون دراستهم في المؤسسات الخصوصية، ومدارس البعثات رغم ما طرأ على مدارس البعثة الفرنسية إثر قرار الرئيس الفرنسي “ماكرون” بحذف الدعم المادي الذي كانت تصرفه الحكومة الفرنسية لبعثاتها المنتشرة في إفريقيا لدعم الاتجاه الفرنكوفوني، إذن فأبناء العامة يتابعون دراستهم في المؤسسات العمومية، وما دام أن هذه المؤسسات مقبلة على إلغاء المجانية في التعليم الثانوي والعالي الجامعي، فماذا سيكون حال أبناء الطبقات الفقيرة وهي بالكاد تكسب رزقها بعرق جبين قد ينزف دما دون أن تحظى بما تستحقه من تعويض، فأين نحن من حديث الرسول (ﷺ ) : “اعطوا للأجير أجـرهُ قبل أن يَجفَ عَرَقه ” ؟ أين نحن من سياسة الاستنزاف والاستغلال الطَبَقي الّذي يمارسه المستغلون مع المستغلين ؟ إلغاء المجانية في التعليم الثـانوي والعالي رغم ما قيل أنه سيكون تدريجيا حتَّى لا يتسبَّب في أي احتقان أو احتجاج اجتماعي إلا أن الهم يبقى هما سواء تجرعه المواطن الفقير دفعة واحدة أو على مراحل.
إلغاء المجانية ضرب للقدرة المادية المتواضعة لفئات واسعة من المجتمع تشكل الأغلبية في النسيج الاجتماعي، طعن لذات الفقير، وتهديد لمستقبل أبنائه التواقين للعلم والمعرفة، وتثبيث لهمم وعزائم ، فمن أين لفقير هذه الأمة بمصاريف العيش، ومصاريف دراسة الأبناء؟ ..