بفضل المخطط الملكي لـ “طنجة الكبرى” طنجة تستقبل العام الجديد بدينامية اقتصادية قوية وبمجموعة مشاريع ضخمة “جوهرة البوغاز” قاطرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة لجهة طنجة، تطوان، الحسيمة
جريدة طنجة – عزيز كنوني ( دينامية اقتصادية قوية )
الأربعــاء 03 ينـاير 2018 – 12:53:52
ولعل الورش الأكثر دلالة في هذا المخطط، ميناء طنجة المتوسط الذي تمت بلورته ليشكل القاطرة الاستراتيجية لتنمية أقاليم الشمال بفضل موقغع المتميز المطل على مضيق جبل طارق ، في مفترق طرق يعتبر من أهم الطرق البحرية العالمية التي تربط القارات الخمس ويشهد عبر فوق المائة ألف سفينة في الاتجاهين، نسبة كبيرة من هذه الحركة تخصص لنقل الحاويات في ما يعرف بـ dispatching التجاري.
• ميناء طنجة المتوسط تم التخطيط له على أن يكون نموذجا على مستوى الضفة الجنوبية للمتوسط وللقارة الإفريقية ، وفق معايير دولية متطورة من تجهيزات حديثة ومناطق صناعية حرة نجحت في فترة وجيزة في أن تجتذب استثمارات عملاقة، في العديد من الصناعات المستقبلية كصناعة السيارات والطائرات ومستلزماتها والإليكترونيات، وأخيرا، الصناعات البيئية باستقرار الشركة الألمانية “زيمنس” بهذه المناطق من أجل صناعة محركات التوربينات الهوائية، وقد تم فعلا، خلال الأسبوع لالماضي تصدير أول هذه الآلت المصنوعة بالمغرب عبر ميناء المتوسط، الذي شهد أيضا، مؤخرا، عبورالسيارة المليون من سيارات “داسيا” المصنوعة بطنجة.
وبفضل جاذبية مدينة طنجة وشهرتها عالميا، فإن الميناء المتوسط، شهد تطورا سريعا في تعامله مع موانئ العالم الكبرى حيث إنه يرتبط، حاليا، بأزيد من 180 ميناء ب حوالي 80 بلدا عبرالعالم، ما عزز مسار هذا الميناء الناجح ومكتنته على خريطة التجارة الدولية، ولا أدل على ذلك من نمو نشاط الحاويات الذي يقترب من معالجة ثلاثة ملايين حاوية، الأمر الذي نزع عن بعض موانئ الضفتين، احتكارها لاستقبال ومعالجة هذه الحاويات.
وموازاة مع تشييد الشطر الثاني من الميناء المتوسط، 2 ، برزت في محيط هذا الميناء “مدينة محمد السادس تيك” المدينة الذكية، المقامة بشراكة مع الجمهورية الصينية، باستثمار يفوق 10 ملايير دولار.وسيقام مشروع المدينة على مساحة أولية تقدر بألفي هكتار ويمكن أن تخلق حوالي 300 ألف فرصة شغل جديدة وتضيف تكنولوجيات جديدة لفائدة اليد العاملة المغربية في مجالات تخصصات متعددة.
إلى جاني ذلك، شهدت طنجة، وتشهد العديد من مشاريع التجهيز الحضري خاصة في المجالات الاجتماعية والتي وجه جانب كبير منها للشباب، تخص إقامة دور الشباب والملاعب الرياضية ( ملاعب القرب) والمكتبات، ودور الرعاية الاجتماعية، إلى غير ذلك، وفضاءات الترفيه، ما ساعد على التخفيف من الاحتقان الذي كان يطبع علاقات الشباب بوسطهم.
وعلى ذكر فضاءات الترفيه تجمل الإشارة إلى مشروع إعادة تأهيل الميناء القديم بإدراج مجموعة من المشاريع التجهيزية ، ومنها المارينة الكبرى التي تتوفر على ما فوق 1500 مربط، والفنادق والمنتزهات الشاطئية والكورنيش الذي تم فتحه والذي يوجد في حاجة إلى بعض عمليات الصيانة، في الوقت الراهن. ويراهن المخطط على جعل هذا الميناء قاعدة لتكوير وتنمية السياحة البحرية غبر السفن السياحية الكطبرى التي شرعت منذ السنة الماضية في استغلال هذا المكينء في مساراتها عبر الأبيض المتوسط. وينتظر أن يستقبل الميناء القديم، في سنة 2020، أزيد من 750 ألف سائح.
العناية بأقاليم الشمال شملة أيضا أقاليم تطوان والحسيمة والناظور هذه المدينة التي تقرر أن يشيد بها ميناء يوازي في أهميته وتجهيزاته ميناء طنجة المتوسط، وهو ميناء “الناظور غرب المتوسط” الذي رصدت له اعتمادات بما يفوق ، في مرحلته الأولى (2016ـ2020) فوق 10 ملايير درهم، وستكون من المهام الأولية للميناء ، تخزين وتوزيع المواد البترولية، للاستفادة من الموقع الاستراتيجي لهذا الميناء الضخم، حيث إن 30 في المائة من البواخر، التي تهم هذا النشاط تمر أمام جهة الشرق، وبالتالي فالمغرب يسعى إلى الاستفادة من هذا الموقع، وجلب أنشطة مرتبطة بالمحروقات بفضل العرض العقاري بالمنطقة مع إمكانية إحداث معمل للتكرير.
كما أن الميناء سيختص أيضا بمعالجة الحاويات ، مستفيدا من موقعه الجغرافي المتميز، الذي يشهد مرور 40 بالمائة من الخطوط البحرية الممارسة لهذا النوع من النشاط
مدينة تطوان استفادت بدورها من برنامج تنموي لفترة 2014 – 2018، رصدت له اعتمادات بمبلغ خمسة ملايير ونصف المليار درهم، ووضعت له أهداف اجتماعية واقتصادية لرفع التحديات الحضرية والاقتصادية والاجانماعية والبيئية التي يواجهها إ هذا الإقليم والأقاليم المجاورة.
البرنامج يشمل مشاريع تأهيل بنيوي، وحضري، واقتصادي واجتماعي وسياحي وبيئي يأخذ بعين الاعتبار تاريخ هذه المدينة وعراقتها وأصالتها وموقعها الحضاري والثقافي والاجتماعي في المغرب، ماضيه وحاضره ومستقبله.
أما إقليم الحسيمة، فقد اتخذت لفائدته مبادرات ملكية بهدف استفادته من مشاريع تنموية شاملة، في إطار مخطط ملكي لفترة 2015 – 2019، “الحسيمة منارة المتوسط” رصدت له اعتمادات تفوق 6,5 مليارات درهم ، الأمر الذي كان من المتوقع أن يحول الحسيمة وإقليمها إلى ورش ضخم من المشاريع والإنجازات تنبني أساسا على التأهيل الترابي، وتطوير المجال الاجتماعي والثقافي، والفلاحي، وحماية البيئة وتدبير المخاطر، وتقوية البنيات التحتية،..وتقوية الاستثمار.
وكان من المفروض أن تحقق هذه المشاريع، لو أنجزت وفق المخططات التي وضعت لها في إطار هذا البرنامج، للسكان، المزيد من ظروف العيش الكريم.
ولكن السفن ، كما تعلمون، جرت بما لا تهوى سفن الحسيمة وأهلها، فكان ما كان ، وما جرت به المقادير في حق السكان ، فرج الله كروب الجميع.