تعويضات ضخمة و متَعدّدة ..
جريدة طنجة – مصطفى بديع السوسي (تعويضات برلمانيينا (ممثلي الشعب) )
الجمعة 05 ينــاير 2018 – 16:36:53
ـ مـرَّ التصويت على مشروع الميزانية برسم سنة 2018 بنسبة ضئيلة
ـ نتساءَل عن دَور الأحزاب الهَرِمَة و التـي ينتمي إليها نـــواب “الأمة”
ـ وكأنَّ الأصـوات المرافعة هي نعيق غراب أو نقيق ضَفــادع .
ومقابل هذه الضخامة والتعدد في التعويضات والامتيازات الأخرى في وسائل الحاتمية، فحتى الهواتف النقالة دون سائر عباد الله في العالم أجمع تعطى هنيئا مرينا لنوابنا مع اشتراك مفتوح في اتصالات المغرب، بعد كل هذا البذخ و “الفشوش” اللامبرر لها، نبحث ونتساءل عن النتيجة فلا يعقل أن يمضي كل هذا في مهب الريح، وأن يكون جزاء الوطن جزاء سنمار.
نتساءل عن النتيجة فنجدها صفرا، فقاعة المجلسين تكاد أن تكون فارغة إلا اللمم.
وكثيرا ما قرأنا عن وجود بعض النواب في الفنادق الفخمة المجانية دون أن يكلفوا أنفسهم عناء الانتقال إلى المجلس المنعقد في إحدى جلساته نوابا كانوا أو مستشارين، وهذا منتهى الإخلال بالأمانة، والمسؤولية، وخيانته للأصوات التي منحت كرسي البرلمان للنائب المتغيب، أكثر من ذلك فقد مر التصويت على مشروع الميزانية برسم سنة 2018 بنسبة ضئيلة. وفضل السادة النواب التغيب عن التصويت على مشروع يرهن مستقبل البلاد لسنة كاملة وهو استخفاف يتطلب ردا حاسما، فكيف كان رد رئيسا الغرفتين والمجلسين، هددا وتوعدا مع التأكيد على نشر أسماء الغائبين، وفيما سبق هددا بالاقتطاع من تعويضات الغائبين، فليس ولا ألم من أن تضرب المرء في بطنه وطوي الأمر وربما كانت هناك تدخلات حتى لا تمس تعويضات المستفيدين، وعاد الحال إلى ما كان عليه، خصوصا وأننا ننسى بسرعة كما نغضب بسرعة أما رئيس الحكومة فالأمر يبدو وكأنه لا يهمه، وهو منشغل الآن بحل إشكالية الحكومة العرجاء التي لم تعوض بعد أطرافه الناقصة .
وكذلك بشكل كبير في شعبيته. بقي أن نتساءل عن دور الأحزاب الهرمة والتي ينتمي إليها نواب “الأمة” عجائز الحزب من “منظرين” ومنخرفين يعرفون بغياب وتغيب منتميهم في مجلس النواب والمستشارين.
ورغم ندوات ومؤتمرات ولقاءات فلم يسمع أو يقرأ أو يتأكد النواب أو أوصاهم أو أمرهم بالمثابرة والانضباط والتقيد بحضور جلسات المجلس بغرفتيه لم يثبت هذا قط.
ورغم ما أثير عن هذا الموضوع أضف إليه موضوع التعويضات الضخمة المتعددة فإن الحال يستمر داخل البرلمان، وكأن الأصوات المرتفعة هي نعيق غراب أو نقيق ضفادع، وما زاد الطين بلة هوأن يتوفر رئيس مجلس النواب ورفيقه رئيس المجلس الآخر على صندوقين أسودين يضمان الملايير فمن أين؟ وكيف ينفق من هدين الصندوقين؟ وما هي أوجه الإنفاق؟ وعلى من؟ سيما وأنهما يظلان عن بمنأى المناقشة أو الاستفسار.
هي في الحقيقة صناديق شتى صفتها السواد وباطنها البياض والبريق مشنتة في كل جهة عصية على الفهم والإدراك مجهوله المصدر والإنفاق تحركها خيوط لا يعرفها أحد .
أما المجلس الآخر مجلس المتقاعدين والمأجورين القادمين أشتاتا من هنا وهناك وأصحاب الضيعات والأراضي الممتدة والأبقار السمان فلا أجد أنا ولا غيري مبررا لوجوده واستمراره إلا أن يكون مزيدا من الاستنزاف لخزينة مستنزفة أصلا. .