لقاء جديد بين مسؤولي ميناءي طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء من أجلِ ترسيخ جهود التعاون
جريدة طنجة – عبد اللطيف برحو ( ترسيخ جهود التعاون )
الخميـس 14 شتنبر 2017 – 16:34:36
ومن أجل هذه الغاية، تعددت اللقاءات بين مسؤولي الميناءين، منذ سنة 2007 ، تاريخ انطلاق ميناء طنجة المتوسط، وتم وضع لبنات التعاون الذي يعكس متانة العلاقات بين البلدين.
آخر لقاء بين مسؤولي الميناءين تم منذ أسبوع، بمدينة الجزيرة الخضراء، وذلك من أجل دراسة المزيد من ملفات التعاون بين الميناءين، خاصة في ما يتعلق بنقل البضائع. وفي هذا الصدد، علم أن وفدا عن سلطات ميناء طنجة المتوسط، برئاسة رئيس إدارة الميناء TMSA ، المهدي التازي انتقل الأسبوع الماضي إلى الجزيرة الخضراء حيث التقى برئيس إدارة ميناء هذه المدينة، مانويل مورون Manuel Moron الذي كان مرفقا بكبار المسؤولين عن إدارة الميناء (APBA) .
وخلال هذا اللقاء تدارس الوفدان أهم القضايا التي تهم نشاط الميناءين ومجالات التعاون بينهما وتم الانكباب بصفة خاصة على نقل البضائع على خط طنجة الجزيرة الخضراء، وسبل التعاون في هذا الميدان.
ولوحظ، بالمناسبة، أن نقل البضائع (ro ro) متواصل التدفق بين الميناءين، ويحقق سنويا زيادة بنسبة 5,9 بالمائة ، كما أن الشاحنات الكبرى المستعملة على هذا الخط لنقل البضائع تشهد تزايدا مستمرا في أعدادها وأحجامها، حيث إنها وصلت إلى 266.584 شاحنة، كما جاور حجم السلع المنقولة بين ضفتي البوغاز 43 مليون طن، ما بين يناير وشتنبر من السنة الجارية، مسجلا بذلك نموا بنسبة 5,09 بالمائة مقارنة مع سنة 2016 .
الوفدان المغربي والإسباني قاما، بالمناسبة، بتحليل هذه المعطيات ودراسة مختلف جوانب العمل من أجل تشجيع وتسهيل النقل البحري للسلع عبر مضيق جبل طارق، في أفق الوصول إلى 100 مليون طن. ومعلوم أن ميناء طنجة المتوسط نجح في منافسة العديد من موانئ المتوسط في ما يخص النقل البحري للحاويات حيث إن هذا الميناء يتطلع إلى تخطي حاجز 4 ملايين حاوية، بعد سنتين من الآن.
وكانت أول محطة للحاويات قد تم تدشينها في 27 يوليو 2007 بعد خمس سنوات من الأشغال وبتكلفة تتجاوز 22 مليار درهم، تلاها بناء مرفأ للعبارات لنقل ما يفوق5 ملايين راكب و 500 ألف سيارة تدخل سنوياً إلى المغرب، فضلاً عن مرافئ للسلع بمختلف أنواعها، ومرفأين لكل من الغاز المسال والنفط.
وبفضل جودة تجهيزاتها التحتية والفوقية وموقعها الجغرافي المتميز وصيتها العالمي، فقد استطاعت طنجة أن تجلب لمينائها الجديد استثمارات ضخمة من مختلف دول العالم ودفعت العديد من الشركات الكبرى في العالم إلى الاستقرار بطنجة والاستثمار في مركبها المينائي الجديد كمجموعة صناعة السيارات، أو الشركة الدانماركية العملاقة «ماييرسك »، التي تعتبر أول شركة بحرية وأكبر ناقل للحاويات في العالم .
كما أن ميناء طنجة استطاع أن يقنع شركة «ميرسك لاين » الرائدة في مجال النقل البحري أن تستبدل الخط البحري »T.P7« ، الذي يربط بين الصين والولايات المتحدة الأميركية عبر قناة بنما، بخط »A.O.9« الذي يمر عبر قناة السويس ويتوقف بميناء طنجة المتوسط حتى تتم رفع طاقة النقل بالنسبة لهذه الشركة العملاقة..
وكان طبيعيا أن يخلق هذا الميناء نوعا من الدهشة لدى المسؤولين على الموانئ المقابلة، خاصة ميناء الجزيرة الخضراء الذي كان يحتكر النقل التجاري عبر البوغاز، بشكل يكاد يكون تاما ، كما أن الصحافة الإسبانية سارعت إلى التنبيه إلى هذا العملاق الجديد بمنطقة حوض الأبيض المتوسط وفي القارة الإفريقية بأكملها وأن نجاح هذا الميناء فاق عددا من الموانئ المتوسطية، ومنها ميناء مرسيليا الفرنسي، في ما يخص نقل الحاويات .
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة «الباييس » الإسبانية، بتصريح لمدير وكالة ميناء «طنجة ميد » الذي أكّدَ من خلاله أهمية التعاون بين ميناءي طنجة والجزيرة الخضراء، مبرزا أنه يوجد هامش كبير للنمو بالنسبة للميناءين اللذين سيتمكنان في أفق العشر سنوات القادمة من معالجة 16 مليون حاوية في السنة، وهو الرقم الذي لا يمكن أن تصله سوى بعض الموانئ العملاقة بآسيا.
من جهة أخرى حضر وفدان عن ميناءي طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء ، منتصف أكتوبر الماضي أشغال مائدة مستديرة بمدينة قرطبة، حول التعاون المغربي الإسباني في مجال الموانئ.
وخلال هذا اللقاء، أعرب رئيس سلطة ميناء الجزيرة مانويل مورون عن إعجابه بالجهود التي يبذلها المغرب من أجل تنمية وتطوير التجهيزات اللوجيستيكية بميناء «طنجة ميد » كما أعرب عن سعادته للتعاون القائم بين البلدين بهذا الخصوص، مذكرا باتفاقية التعاون المبرمة بين سلطتي الميناءين TMSA و APBA سنة 2005 وبالاتفاق بين هاتين المؤسستين بخصوص الميناء القديم بطنجة..