المؤسسات التعليمية والخطر المحدق بها..!!
جريدة طنجة – مصطفى بديع السوسي ( المؤسسات التعليمية )
الإثنين 11 شتنبر 2017 – 11:01:45
•عند أبواب المؤسسات تباع الأقراص ولفائف الحشيش..
• مقهى الحافة ومقاهي مرشان.. أماكن مفضلة لتناول وتعاطي الممنوعات..
لن نخرج عن الممارسات الشائنة الشائعة في المؤسسات التعليمية خاصة أو عامة، وعما أصبحت تعيشه الأطقم التعليمية من خوف دائم من خنجر أو موسى حلاقة أو سكين مطبخ قد تظهر فجأة فتشرمل الأستاذ أو الأستاذة…
وكثيرا ما تحدق أعين الأساتذة في وجوه التلاميذ وعيونهم، فإن لاحظوا احمرارا في الأعين أو زوغانا في النظر ولو الأدبار، وغادروا الفصول والأقسام خوفا مما سيأتي، أما الباقي فيتجلى في عملية البيع والشراء، حيث النقط مقابل المتعة، وعمليات المراحيض وغيرها من موبقات عصر المساواة والحرية الشخصية، وحقوق الإنسان.. وعند أبواب المؤسسات..
الإعداديات والثانويات والتأهيليات تباع الأقراص ولفائف الحشيش وعاشت الحرية الشخصية.. بدؤوا الآن يتقاطرون على مقهى الحافة، ومقهى حلفطا وأغراضهم المخدرة في حقائبهم وملابسهم.. قاصرات صحبة شبان مراهقين وقاصرين أحيانا وكلهم على استعداد لأخذ راحة للعقل والغياب بين سحاب الخيال حيث لا تدري الفتاة مايُفعل بها.. كل ذلك في غياب تام لمراقبة وسلطة الآباء.. ولم تجد الحملات الأمنية فتيلا.. فهي تحرس المؤسسات العمومية بل قد لا تفعل شيئا إزاء هذه المؤسسات اليتيمة…
وحين نتحدث عن هذا التسيب الذي لم يكن في الحسبان بالنظر إلى دور هذه المؤسسات في تربية الفرد وتخليقه، فإننا نجد أن دور المديرية الإقليمية للتعليم، النيابة، والأكاديميات لا يهمها الأمر، لأنها تحصر عملها ودورها في المجال الإداري والتنظيمي.. أما التربية والتكوين فهي خارج اختصاصها رغم أنَّها أساس هذا الاختصاص، وإلا لما وصل الحال بمؤسساتنا إلى هذا الحضيض.
كما أنه لا وجود لأي تنسيق بين مسؤولي التعليم وبين الأمن والإدارة الترابية، مما يفسح المجال واسعا أمام تجار الممنوعات الذين يجدون في أبواب المدارس سوقا رائجة مربحة وأمام المروجين الصغار من تلاميذ المؤسسات التعليمية الذين يقصدون المقاهي المعروفة في الحافة الشهيرة ومرشان للترويج هناك أيضا بين المتعاطين القاصرين والقاصرات صحبة كؤوس الشاي المنعنع..
هذه الحالة تنذر بسقوط كلي للمؤسسات وللتعليم المنهار أصلا إذا لم تقم الإرادات الحسنة، والعزائم والنيات الصالحة الصلبة لعلاج ما يمكن علاجه ولتطهير المؤسسات التعليمية ومحيطها من طفيليات المسح الكلي للعقل والضمير وتسميم الذات، فما يتعاطاه القاصرون قد يمتد أثره للبيت والأسرة نفسها، وكثيرا ما وقعت حوادث مؤسفة للأم أو الأب أو الجد تصل إلى حد التصفية بفعل وعي غائب، وضمير ميت، وجسد وعقل مخدران، فحذار من تفاقم الوضع أكثر…