أتمنى أن تنخرط مجالس طنجة في تنمية الرياضة كما هو الحال بسوس
جريدة طنجة – جعفر الركيك ( حوار السبت )
الجمعة 15 شتنبر 2017 – 15:04:21
• دَعـا جعفـر الـركيك، الإطار الطنجاوي، الذي يشرف على تدريب فريق أدرار سوس بالقسم الأول هواة، المجالس المنتخبة بمدينة طنجة لتحدو حدو مجالس سوس بتوفير الاستقرار المادي لأندية طنجة بمختلف الأقسام، من خلال توفير مداخل قارة بوضع مشاريع مدرة للدخل، من مرافق تجارية. وكذا توفير ملاعب خاصة بهذه الفرق. وفي ما يلي نقدم تجربة هذا المدرب الشاب بمنطقة سوس ومسيرته ضمن (حوار السبت) وهذا نصه :
بعد تجربتي كلاعب بمدينة طنجة، سيما الموسم الذي حملت فيه قميص اتحاد طنجة بالقسم الأول في عهد المدرب عبد الغني الناصري في التسعينيات، هاجرت لخوض تجربة كلاعب بالديار الهولندية.وبما اني احب اللعبة و مارستها، لم أود ان افتقدها. وفي نفس الوقت كان لي ميول لمجال التدريب في هولاندا بالخصوص، لأن هذا البلد كان له أثر كبير في نضجي، والكل يعرف الكرة الهولندية وتكوينها، ما دفعني للاستمرار في الميدان لتفريغ طاقتي ومواهبي في مجال التدريب.
فبدأت في كونت نفسي بالبحث وحضور العديد من المحاضرات والأيام الدراسية و التداريب لأكبر المدربين العالميين وأقوى الفرق العالمية بكل من هولاندا، بلجيكا، المانيا و فرنسا. ولجت عالم التدريب، وكانت البداية في المراحل الاولى كمدير تقني للفئات الصغرى لمغرب 90 عام 2000. ثم مدرب لفئة تحت 17 سنة لنادي ف.ف. فودين برخ من سنة 2003 إلى 2005. وخضت أول تجربة مدربا لكبار نادي ف.ف. ريفيرفيكرس الذي وقعت معه لسنتين من 2005 إلى 2007، وكان لهذا النادي الفضل علي في تكويني. وكانت أول تجربة لي في الدوري البلجيكي سنة 2007 مع نادي ف.ف.
سخرافن فيزل ثم نادي سان نيكولاس ببلجيكا سنة 2009. و بعد ذلك انتقلت في موسم 2011 / 2012 إلى سلطنة عمان ووقعت عقدا لموسم واحد مع نادي مسقط درجة من الدرجة الأولى مدربا مساعدا. بعد ذلك عدت إلى المغرب ودربت رجاء بني مكادة من الدرجة الرابعة في موسم 2013 / 2014 وحققت معه الصعود. بعده التحقت بوداد طنجة في القسم الثالث، قبل أن أدرب فئة أمل اتحاد طنجة في الموسم قبل الماضي. والتحقت في الموسم الماضي بأدرار سوس.
ماذا عن فريق ادرار سوس وطموحاته؟؟
ادرار سوس من الفرق المهيكلة والمنظمة والمستقرة ماديا.، ملتزم ماديا مع أطره ولاعبيه، لم يحدث أن اشكى طرف منتمي للفريق من هذه الناحية وهذا من أسس الاستمرارية. فريق يضرب له ألف حساب في منطقة سوس والنواحي، و يقتدى به من ناحية التسيير، منفتح على محيطه و يحظى بسمعة طيبة في المنطقة.
ما هي إمكانيات الفريق في تدبير أموره المادية والتقنية؟
الفريق يتوفر على مقر دائم، يضم مكاتب ومحلات تجارية حصل عليه من الجماعة الترابية الدشيرة الجهادية، ما يمكنه من تحقيق موارد قارة تحقق له الاستقرار المادي. على مستوى التنقل يتوفر على حافلة خاصة. على مستوى البنيات التحتية، يتوفر على ملعبين، ملعب بعشب اصطناعي للتداريب، وملعب بعشب طبيعي للمباريات الرسمية.على المستوى التقني هناك اهتمام بالعمل القاعدي بنهج سياسة التكوين، من خلال الاهتمام بالفئات الصغرى، وينشط الفريق بمختلف الفئات على مستوى المنافسات الجهوية أو الوطنية، ويمنح الفرص لأبناء الفريق والمنطقة. ولهذا المجهود ثمار من خلال تألق فريق الشبان الذي احتفظ بلقب بطولة عصبة سوس لكرة القدم للموسم الثاني تواليا وهو ينازل أقوة أقوى فرق العصبة، نظير، حسنية اكادير، اتحاد أيت ملول، اولمبيك الدشيرة وغيرها. وليس غريبا أن ينتج هذا الفريق من خلال عمله اتلقاعدي المميز لاعبين كبار من حجم، وليد ازارو و حميد أحداد المتألقان بين الدفاع الحسني الجديدي والأهلي المصري. ومباريات الفريق تحظى بمتابعة واسعة من وسطاء تقنيين باعتباره منبع النجوم. فالفريق مهيكل ويشتغل باحترافية.
كيف كانت الظروف التي التحقت خلالها بالفريق؟
بدأت الإشراف على تدريب الفريق منذ الموسم الماضي، كان يعيش أزمة نتائج كادت تعصف به إلى القسم الثاني هواة. بدلنا جهدا من أجل استعادة الثقة للاعبين، واستطعنا بعد تسع مباريات الخروج من المنطقة الصعبة بعد تحقيق نتائج إيجابية جدا مكنتنا من تحقيق هدف البقاء على حساب فرق قوية نزلت إلى القسم الثاني، كنهضة سطات وأمل تزنيت.
ماذا حصل بعد معركة الإنقاذ وشروط التحضير للموسم الجاري؟
بعد ما اسدل الستار على منافسات الموسم الماضي مباشرة، عقدت جلسة تقنية مبكرة مع المكتب المسير، ناقشنا المشاكل التي أدت إلى تراجع مستوى الفريق في بداية الموسم الماضي قبل التحاقي به. وفتحنا نقاشا كبيرا بشأن مستجدات وأهداف الموسم الجاري على جميع المستويات، سيما التركيبة البشرية سواء على مستوى تسريح لاعبين، وانتداب آخرين من أجل تفادي المشاكل السابقة. كانت هناك موافقة على جميع النقط التي طرحنها.
ألم يؤثر تغيير الرئيس على الشروط المتفق عند نهاية الموسم؟؟
بكل صراحة، كان هناك تخوف في البداية، فكرت في الرحيل. ما حصل عند اقتراب موعد انطلاق الموسم الجديد، تنازل رئيس الفريق على مهام الرئاسة للرئيس الجديد/القديم، محمد الوسلامي، الذي غاب لموسم واحد عن هذا المهام لظروف شخصية. فبدوره متشبث باستراتيجية الفريق فيما يخص التكوين والتشبيب والاهتمام بالعنصر المحلي. فقط كان هناك اختلاف واحد، وهو التشبث بالتعزيز بشبان الفريق دون التفكير في الانتدابات من الخارج. صحيح كنت متخوف ومتردد في البداية، سيما أنني عشت مرحلة صعبة عند التحاقي بالفريق بسبب النقص في التركيبة البشرية، وغياب التجربة مقارنة مع فرق أخرى تتوف على لاعبين يتسلحون بالخبرة، وبطولة عصبة سوس تعتبر من أقوى العصب من الناحية التقنية والبدنية وكدا بلاعبين متميزين يلتحقون مختلف مناطق المغرب. في النهاية كان هناك إصرار من قبل الرئيس ومعه أعضاء المكتب على استمراري، وضعوا ثقتهم في شخصي للسهر على تكوين فريق شاب، وخلق مجموعة قوية تستطيع المنافسة على المدى البعيد. مع استبعاد هدف المنافسة على الصعود، والحصول على مركز يؤمن استمرار الفريق بالقسم الأول هواة.
كيف تقيم نتائج الفريق في الموسم الحالي؟
الفريق بنهجه سياسة التشبيب، خالف كل التوقعات، يسير بخطى ثابتة وجيدة. هناك تحسن تقني وتكتيكي في المردود، نتمنى أن نواصل على هذا النهج.
ما تقيمك لمستوى بطولة القسم الأول هواة؟؟
بطولة قوية، والدليل توفر القيادة التقنية لبعض الفرق على مدربين أكفاء لهم إسمهم ومكانتهم، نظير، يوسف فرتوت الملتحق حديثا بالمغرب التطواني بعد تدريبه لنهضة الزمامرة، هناك حسن فاضل، محمد الأشهبي درب أمل تزنيت، رضوان الحيمر مع النادي الرياضي السالمي، محمد القرقوري مع الاتفاق المراكشي، سمير صرصار مع قلعة السراغنة، سعيد ميمي مع الاتحاد الرياضي لازيلال، الكيسر مع اولمبيك مراكش. وجل هده الأسماء لعبت في أعلى المستويات، بالإضافة إلى وجود لاعبين من الدوري الاحترافي ببعض الفرق. وكل هذا يرفع من مستوى بطولة الهواة، وتتيح للمدربين الجدد الفرص والتجارب، سيما في بداية مشوار التدريب.
بماذا تود أن نختم هذا الحوار؟
صراحة قلبي يحزن على أحوال الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة بمسق راسي، مدينة طنجة العزيزة. على مستوى انعدام الملاعب، وقلة العناية بالطاقات الشابة المحلية من أطر تقنية و لاعبين، عار على فريق مدينة من حجم طنجة ألا يتوفر على إحدى عشر لاعب، في ظل وجود بطولة عصبة الشمال بمجموعة من الأندية التي تتألق وتستفيد أندية من خارج طنجة من مواهبها. والمثير أنها المدينة الوحيدة لا تتوفر على فريق بالقسم الأول للهواة. باستثناء وداد طنجة بالقسم الثاني هواة والذي يعاني بدوره من التهميش. على فريق المدينة الأول التفكير في الانفتاح على فرق طنجة والنواحي، والاهتمام بالعمل القاعدي لأن المدينة تعج بالمواهب. أتمنى أن تنخرج الجماعة الحضرية لطنجة في إقلاع الرياضة بطنجة وتدعم الأندية كما هو قائم في سوس، كما اكتشفت خلال تجربتي القصيرة، حيث أن المجالس المنتخبة تدعم الأندية الصغرى وتساهم معها في توفير الدخل المادي القار بتخصيص مرافق تجارية واقتصادية واجتماعية، تضخ مبالغ مالية مهمة في خزينة هده الاندية مما يسهل عليها عملية التسيير والتاطير الرياضي بالإضافة للمنح المالية. وكل الظروف تؤدي إلى النجاح إن استحضرت النية الحسنة…