هيئة السفارة الإنسانية بالمغرب تنظم المنتدى الإنساني الخامس تحت شعار: “اللاعنف مبدأ إنساني”
جريدة طنجة – سمية أمغار (“المنتدى الإنساني الخامس “)
الخميـس 07 شتنبر 2017 – 11:41:26
وأضافت أن شعار “اللاعنف، مبدأ إنساني” يأتي مكملا لشعارات المنتديات الأربعة السابقة، التي اعتمدت جميعها فلسفة اللاعنف، كمبدأ إنساني في مواجهة قوى أخرى، ولأن اللاعنف وسيلة ناجعة للتغلب على مظاهر الاستبداد والاستقواء على الغير والاستخفاف بمقوماته الإنسانية وبحقوقه الأساسية، أفرادا وجماعات، فإنه كان من الضروري رفع شعار اللاعنف في وجه تلك القوى الغاشمة، من أجل تحقيق السلم والمساواة داخل المجتمعات البشرية.
وأضافت أن مبدأ اللاعنف حقق نتائج إيجابية في مواجهة بعض مظاهر الظلم والاستبداد والاستعمار، وحين اتخذته شعار هذه السنة لمنتداها الخامس، فإن هيئة السفارة الإنسانية المغربية إنما أرادت بذلك المساهمة في صناعة التاريخ ورفع التحدي باسم الوطن،
“نحن الوطن، ضد العنف ومن أجل البقاء”،
نحن الوطن نعانق الحوار ونرفض التعصب والعنف،
نحن الوطن من أجل الرقي بالإنسانية،
نحن الوطن، من أجل المستقبل.
وتلت كلمة الأستاذة سعيدة يسين مداخلات عدد من ممثلات وممثلي هيئات إنسانية، مغربية وأوروبية، خاصة من اسبانيا، راهنت كلها على مناهضة العنف بجميع أشكاله ومعانقة مبدأ الحوار والقبول بالاختلاف من أجل السلام والحرية والمساواة …..واللاعنف !

السنيور خوسي مونيوس فيليبي والسنيور ألبيرطو سانتيش من حركة تلاقي الثقافات داخل الحركة الإنسانية بإسبانيا، قدما تعريفا لمفهوم الانسانية من زواياه المختلفة وموقف القانون من العنف الممارس في مجال الحقوق الإنسانية الأساسية، مؤكدين أن الإنسانية نعمة مشتركة بين كافة الشعوب التي تعمل على حمايتها عبر نضال يومي حتى تنتصر مبادئ العدل والحرية والمساواة ويتم حصر العنف والقضاء عليه. وحسب السنيور مونيوس، فإن الإنسانية محيط وإذا كانت بعض القطرات قذرة، فإن المحيط لن يكون، بالضرورة، قذرا.
من جهته أثنى السنيور سنتيش من نفس الحركة، على عمل “الإنسانيين” المغاربة الذين أبدوا حماسا هائلا في نضالهم الإنساني وتفاعلهم مع كافة المبادرات العالمية في مواجهة العنف، وأعلن في ختام مداخلته عن احتضان العاصمة مدريد للقاء دولي في إطار أنشطة هيئة تلاقي الثقافات، ودعا أعضاء هيئة السفارة الإنسانية المغربية بطنجة لحضور أشغال هذا اللقاء المزمع تنظيمه في شهر ماي المقبل.
الأستاذ محمد الجيدي، من القيادات المسؤولة للهيئة، ترأس فيما بعد، الجلسة الختامية التي تميزت بمداخلتين الأولى للأستاذ سعيد الزياني حول “العنف السياسي وسبل تحقيق السلام،” والثانية للسنيور مونيوس حول مفهوم العنف وسبل مواجهته.
الأستاذ الزياني أبرز في بداية مداخلته تداعيات العنف على الاستقرار السياسي بالعالم، وقدم تعريفا للعنف المرتبط باستعمال القوة أو التهديد باستعمالها لتحقيق أهداف محددة، كما تطرق لأسباب الصراعات وأشكال العنف وسبل مكافحته من أجل تحقيق السلام عبر الحوار المتحضر بين الأفراد والجماعات والتقارب بغاية التواصل وقبول الآخر.
من جانبه اكد المحاضر الاسباني أهمية هذا المنتدى خاصة وأنه ينظم بالمغرب وفي طنجة بالذات، الأمر الذي سيجعله يحظى بتتبع وسائل الإعلام المحلية والدولية التي سوف تعكس صداه على نطاق واسع عبر العالم.
وذكر بعد ذلك بشعارات المنتديات السابقة المنعقدة بطنجة ما بين 2008 و 2017 والتي تمحورت حول:
قوة الاختلاف، قوة السلام واللاعنف، قوة التطور، قوة اللاعنف و اللاعنف، مبدأ إنساني.
وأوضح في هذا الصدد، أن هذه الشعارات تعبر عن اهتمامات قياديي الحركة الإنسانية بالمغرب، خلال العقد الماضي، كما استعرض مجموعة من الأفكار التي تتصدر عمل الحركات الإنسانية بإسبانيا وأوروبا والعالم، في محاربة العنف المادي والمعنوي وردود الفعل المطبوعة بالعنف والعنف المضاد.
وخلص إلى القول بأن العنف، وإن بدا أمرا لا يمكن التغلب عليه، لأنه مكون من مكونات الطبيعة البشرية، خاصة والحياة الحديثة تعرض العديد من وسائل العنف المادي والمعنوي، فإن قدسية الكائن البشري تدفع به في اتجاه خلق ثقافة اللاعنف كما هو الشان بالمفهوم الجديد للبيئة الذي غزا البشرية وفرضها على انشغالات الأمم والشعوب ودفع العالم إلى التفكير في الحلول العملية لوقف التلوث المهدد لوجود البشرية، عبر تحقيق “السلام الأخضر”.
الأستاذ محمد الجيدي قدم خلاصة نقدية للمداخلتين، وشرح معنى ومغزى شعار هذا المنتدى وهو “اللاعنف” الذي أصبح يقض مضجع الإنسانية مؤكدا أن الغاية هو نشر مبدأ نبذ العنف وتطويقه بغاية القضاء عليه، بمساهمة سائر مكونات المجتمعات البشرية ، كهدف إنساني من أجل استمرارية الكائن البشري. وأضاف أن فكرة “نحن الوطن” التي أشهرتها الأستاذة سعيدة يسين في مداخلتها تجسد مشروعا كبيرا لبناء الوطن من أجل الأجيال المقبلة لأن “نحن الوطن” تعني أيضا المستقبل والسلام والتطور والسعادة.
وفي أعقاب هذه الندوة، نظم حفل تم خلاله التوقيع على انفاقيات شراكة بين “هيئة السفارة الإنسانية” وعدد من المنظمات الأهلية والدولية العاملة في المجال الإنساني.
كما نظم احتفال ثان قام خلاله الأستاذ محمد القوضاضي المنسق العام للهيئة بتوشيح عدد من الفاعلين الجمعويين في مجال الخدمات الأنسانية.
وقبل ذلك، أشعلت الأستاذة سعيدة يسين خمس شمعات تمثل كل واحدة منها ملتقى من ملتقيات الهيئة وهو تقليد دأبت الهيئة على القيام به تحت الهتاف بشعار الهيئة الإنساني : السلام، الصحة، السعادة..


















