من تراب وإلى تراب
جريدة طنجة – مصطفى بديع السوسي ( الفساد و الفتنة )
الخميس 09 نوفمبر 2017 – 16:52:08
ـ الحكومة العثمانية لا تجد حرصاً في الإعتراف بما كان.
ـ علماؤنا إمعة يفتون بالباطل، ورجالها أعجاز نخل خاوية.
آخرون وهم بزناسة وتجار مخدرات قضوا سنين من عمرهم في السجون كأباطرة ورجال غضام رمموا عماراتهم… كشطوه، ثم لبوسها وجيروها في السواني 3 وغيرها بغرض إظهار صحوة، وتوبة، وعقيدة هي منهم براء… المحاسبة يجب أن تشمل الجميع… والعقاب يجب أن يشمل الكل… والكل في الكل سواء… في طنجة يلاحظ الجميع تفاوتا في الرذيلة…وتفاوتا في الجريمة، تفاوتا في الكسب والكسب الحرام. وعندكم منطقة مالاباطا ففيها من الفنادق والنزل والإقامات والمساكن ما يغني عن البحث والسؤال… فيها أي في مالاباطا ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر… والحقيقة أن فيها العين ترى ورأت والأذن سمعت وتسمع… ولكن ما لا خطر على بال بشر فهو الحقيقة المتجلية…
والغريب أننا نتحدث عن واقع ووجود ساحات وفضاءات… وفي كل هذه المواقع هناك حراس غير نيام… وصولات وجبروت ولكن أين نحن من كل هذا الكم؟… أين نحن ممن لا خطر على بال بشر ونحن كمشة لحم ودم ستتحلل إلى أن تصبح ترابا… منها خلقناكم وإليها نعيدكم تارة أخرى… من تراب وإلى تراب… تلك مشيئة الكون ومشيئة اللّه… في قصص الأولين نجد العبرة… من عهد آدم وما بعده ومن يوم قتل قتيل وحار قاتله وهو قابيل في دفن قتيله هابيل فبعث اللّه طائراً غرابا يواري سوأة أخيه من يومها والقتل فينا ومنا ومعنا لا ينفك… 36 سنة فقط هي عهد النبي صلى اللّه عليه وسلم وعهد الخلفاء من بعده. وعهد الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز وهو سليل الدولة الأموية التي فتكت بالإمام وإبنيه الحسن والحسين…ومنذ بدء الفتنة مع الدواعش والخرائب والكمياويات وفصائل الجهاد وشباب الجهاد وغيرها من التسميات التي ما أنزل اللّه بها من سلطان، والتي هي سخافات خرافات و وجثت وأموات وهياكل… ومنذ أراد اللّه لهذه الأمة أن تتقهقر بسبب بعدها عن الدين، وتمسكها بالقشور وفتاوي الجاهلية… ومنذ أن أصبح علماؤها إمعة، يفتون بالباطل… ورجالها أعجاز نحل خاوية… وسقط متاع… ومجتمعها خلية نخل خاوية لا تدر عسلا ولا نقعاً… فراغ يتلوه فراغ…. وأمواج هي الزبد لا فائدة فيه… قد يظن ظان أني أهرف أو أجرح أو أحكي ما لا علم لي به.
والحق أقول، واللّه يشهد أني طالما عاينت ما قلته… وطالما شهدت بما عاينته وطالما أكدت أننا نسبح في محيط لا قرار له، ونرتع في غابة لا حدلها… كالبهائم أو الحيوانات… وليتنا كنا كالطيور الهائمة في الفضاء… فبيننا وبين اللّه السبع طباق وبيننا وبين اللّه قوله الخالد النافذ «كن فيكون»…

















