جمعية الصداقة لمتقاعدي الأمن الوطني في احتفالها بذكرى المسيرة الخضراء و ذكرى التأسيس
جريدة طنجة – محمد إمغران ( (متقاعدي الأمن الوطني) )
الثلاثاء 14 نوفمبر 2017 – 16:44:29
في البداية، افتتح الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم تحية العلم على نغمات النشيد الوطني، قبل أن يلقي محمد العدالي، رئيس فرع الجمعية بمدينة تطوان كلمة مرحبا من خلالها بالحضور الكبير مشيرا إلى أن الفرحة عارمة، بعد مرور أربع سنوات على تحقيق أمنية “كانت تخامرنا جميعا لخدمة شرائح متقاعدي الأمن الوطني و الأرامل و اليتامى و ذوي الحقوق، كما يحذونا الإصرار اللامحدود و الموقف اللامشروط لتجسيد الأهداف النبيلة التي تضطلع بها جمعية الصداقة لمتقاعدي الأمن الوطني”، مضيفا ” أن ما يزيد جمعنا المبارك رونقا و بهاء هو اقترانه بالذكرى الغالية على كل المغاربة الذين يبذلون الغالي و النفيس من أجل وحدة هذا الوطن الأبي،جنبا إلى جنب، مع قائدنا المفدى صاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله و نصره”.
و في كلمته، تنـاوُل محمد خيير، الرئيس المؤسس للجمعية المنجزات التي حققتها الجمعية على الصعيد الوطني خلال سنة 2017 إلى غاية تاريخ الاحتفال بالذكرى الرابعة لتأسيس الجمعية، و ذلك بواسطة الشاشة صوتا و صورة، مستشهدا في البداية بالمقولة الشهيرة للملك الراحل الحسن الثاني، بمناسبة حفل الولاء سنة 1993 حيث قال رحمه الله :” فخورون بشرطتنا المغربية، فخورون بها و أنا الذي تعاملت معها لأزيد من اثنين وثلاثين سنة، أُشهد الله أنها لم تخن شعارها “الله الوطن الملك”.
كما ذكر محمد خيير أسماء وازنة مؤسسة للجمعية التي كان اسمها في البداية جمعية “البشرى” لكن، تم تغيير اسمها بكلمة “الصداقة” نظرا لوجود جمعية تحمل نفس الاسم الأول، وذات ميول اسلامية. ومن بين المؤسسين الذين ظهرت صورهم عبر الشاشة، محمد خيير و حسن الصفريوي و عبد اللطيف بوحموش،ذ سابق بالمعهد الملكي للشرطة و أحمد شفيق و المرحوم محمد الكرومي، المدير السابق للأمن العمومي، و المرحوم الحاج محمد الفيري و غيرهم، إذ بفضل العطاء اللافت لهؤلاء و تشجيعهم الدائم تواصل إلى اليوم جمعية متقاعدي الأمن الوطني أنشطتها التي تابعها الحضور بالصور و الأرقام و الإحصائيات، حيث عقدت الجمعية ما مجموعه 12 اجتماعا شهريا و 11 اجتماعا طارئا و 5 لقاءات تواصلية و 5 قوافل طبية، فضلا عن مساعدات قدمتها لأرامل أسرة الأمن الوطني و المحتاجين عموما، بمناسبة رمضان و عيد الأضحى، كما وزعت كراسي متحركة و حواسيب الكترونية، وقامت بواجبها في حادثة السير التي كانت أودت بحياة أربعة عناصر من الشرطة، خلال أحداث الحسيمة، كما دشنت الجمعية بتاريخ 30 يناير 2017 مقر فرعها بمدينة سلا و الذي يترأسه السيد عبد القادر الماجدي، و توصلت بفرعها بمراكش بهبة عبارة عن سيارة اسعاف قدمها السيد عبد الله التويجري، متقاعد بأسرة الأمن، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة و المبادرات التي قامت بها الجمعية، إذ أشـار إليهـا الرّئيس المؤسس بالتفصيل، مُذكـرًا أن الجمعية فتحت ثمانية فروع لها، بكل من الرباط و مراكش و القنيطرة و سلا و مكناس و بركان و آسفي و طنجة و تطوان، بينما لها فروع في طـور الإنشاء، بكل من العرائش و الخميسات و المحمدية و الدار البيضاء و الناضور.

ذلك أن سعي الجمعية الأساسي، كما جاء على لسان عبد العاطي سراج، منسقها العام، هو لمُّ الشمل لمتقاعدي الأمن الوطني و تجديد الروح المغربية و الروح المعنوية في صفوفهم، حيث استشهد بالآية الكريمة :”و لو تواعدتم لاختلفتم و لكن الله ليقضي الله أمرا كان مفعولا” صدق الله العظيم.
كما استشهد بالبيت الشعري القائل :
سيفتح الله بابـًا كنتَ تحسبه .. من شِدّة اليــأس لم يُخلـق بمفتـاح
و أكَّدَ المُتَحدّث أن الجمعية بـرئـاسة “محمد خيير” لمجلسها الوطني قامت بمجموعة من الانجازات، تنوعت من حيث الشكل و الطابع الخاص الانساني و الاحساني، تصب في خانة التضامن و التآزر، و مد يد المساعدة لأرامل و أيتام أسرة الأمن الوطني و المحتاجين عامة، رغم عدم توصلها بأي دعم مادي من أي جهة، بل اعتمدت على مساهمات أعضاء مكتبها، كلما دعت الضرورة إلى ذلك …

بعد ذلك، قام المدعوون بتدشين معرض للوحات فنية منجزة من طرف عضوين بالجمعية، محمد العمراني من تطوان، وعبد العزيز حصري من مدينة أصيلة، المعرض الذي نال إعجاب الزوار، و قبل أن يتم تدشينه، قدم له عبد الحميد الدويب، الكاتب العام لفرع الجمعية بتطوان، بكلمة فصيحة و شاعرية، و مما جاء فيها أن العديد من الناس يحاولون إنكار المستوى الفني و الإبداعي و الإنساني لرجل الأمن. فهذا الأخير هو قبل كل شيء إنسان مليء بالمواهب و الإبداعات التي لن تتفتق إلا بعد تقاعده.
و بالمناسبة، وجه المتحدث تحية من الأعماق إلى كل أديب و شاعر و باحث و رسام، و غيرهم ممن ينشطون في مجالات الإبداع.
و اختتمت الفترة الصباحية بحفل شاي و حلوات على شرف المدعوين، فمأدبة غذاء، حضرها رؤساء الفروع و بعض المدعوين بأحد فنادق مدينة الفنيدق.
أما اليوم الثاني، فخصص لأشغال المجلس الوطني للجمعية الذي يضم كل رؤساء الفروع و أعضاء المكتب المركزي للجمعية الأم، حيث افتتح الجلسة محمد خيير و اقترح تعيين مقرر للجلسة في شخص عبد الحميد الدويب، الكاتب العام لفرع تطوان الذي يستضيف اللقاء. كما تقرر تنظيم المؤتمر الوطني للجمعية كل سنة، بدل ثلاثة أشهر، سابقا، و ذلك في ضيافة أحد الفروع، لتخليد ذكرى تأسيس الجمعية و المسيرة الخضراء. بعدها قام بعرض جدول الأعمال، مباشرة تقدم عبد الرزاق الحيحي بقراءة محضر اجتماع المجلس الوطني الأول، المقام بمراكش، ثم تداول الكلمات و التدخلات بالترتيب الآتي كل من عبد العاطي سراج، المنسق العام للمكتب الوطني و عبد الرحمن أبو شامة، الكاتب العام للمكتب الوطني، فتدخلات رؤساء الفروع، لتقديم حصيلة منجزات الأنشطة التي قام بها كل فرع على حدة: تطوان مراكش آسفي طنجة القنيطرة مكناس بركان و ورزازات. كما تدخل في النقاش كل من زهراء داوود و محمد بن زكور من المكتب الوطني للجمعية.
و في الختام، تمت تلاوة برقية الولاء و الإخلاص مرفوعة إلى جلالة الملك، تلتها مأدبة غذاء على شرف رؤساء الفروع و أعضاء المكتب المركزي للجمعيات و بعض فعاليات المجتمع المدني.
و جدير بالذكر أن هذا اللقاء كان ناجحا، على مستوى التنظيم و كرم الضيافة و حسن الاستقبال، لكل من فرع تطوان و أعضاء المكتب المركزي، و لكل من ساهم من قريب أو من بعيد…