التصريحات اللامسؤولة لمُمثل االديبلوماسية الجزائرية تثير غضب المغرب ملكًا وحكومة وشعبا
جريدة طنجة – لمياء السلاوي ( تصريح غير مسؤول لوزير خارجية الجزائر )
الجمعة 03 نوفمبر 2017 – 11:42:50
مضيفا أن “العديد من الأشخاص يتكلمون عن الحضور المغربي في الأسواق الإفريقية، لكن في الحقيقة لا يوجد شيء (ماكاين والو)، على حد قوله.
وقال “ما يفعله المغرب في الحقيقة في إفريقيا هو إعادة تدوير وتبييض أموال الحشيش عبر البنوك المغربية هناك”، مضيفا أن شركة الخطوط الملكية المغربية “لا تنقل المسافرين فقط إلى الدول الإفريقية”، وأن العديد من رجال الأعمال الأفارقة يعترفون بذلك.
و بعد أن حاول الوزير المذكور تبخيس المخططات التنموية القطاعية للمغرب، خاصة في المجال الصناعي. عندما قال “الجميع يعلمون أن المغرب منطقة حرة مفتوحة للشركات الأجنبية لتفتح مصانع من أجل تشغيل بعض المغاربة”.، أعلن المغرب عن استدعاء القائم بأعمال السفارة الجزائرية في الرباط إلى مقر وزارة الخارجية والتعاون الدولي، قصد إخباره باستياء الرباط من تصريحات وزير الخارجية الجزائري، التي وصفتها الخارجية المغربية في بيانها بأنها ” تصريحات غير مسؤولة ” و”صبيانية “.
حيث جاء في البيان، ن هذه الإدعاءات المغرضة، الصادرة عن رئيس الدبلوماسية الجزائرية، الذي يفترض فيه التعبير عن المواقف الرسمية لبلده على المستوى الدولي، لا يمكن أن تنال من مصداقية المغرب ولا من النجاح الذي حققه في تعاونه مع الدول الإفريقية الشقيقة، والذي يتمتع باعتراف وتقدير واسع من طرف قادة الدول الإفريقية وشعوبها. ووصف البيان هذه الإدعاءات ب” الكاذبة” .
وذكر البيان أن تصريحات مساهل لا يمكن أن تبرر أو تخفي المشاكل الحقيقية للجزائر، سواء على المستوى الإقتصادي، السياسي أو الإجتماعي، والتي تعاني منها شرائح واسعة من سكانها، خاصة الشباب.
وأشار البيان إلى أن الإلتزام من أجل إفريقيا “لا يمكن اختزاله في الموارد المالية، مشيرا إلى أن الأمر لو كان يتعلق بالمال لكان النجاح من نصيب الجزائر لما تتوفر عليه من بترودولار، غير أن الأمر هنا يتعلق برؤية واضحة وسياسة إرادية وفاعلة، تؤمن بالبلدان والشعوب الإفريقية الشقيقة، وتستثمر في المستقبل المشترك معها”.
وأضاف البيان أنه، في زمن أصبح فيه الولوج إلى المعلومات متاح للشعوب كما للمؤسسات، لم يعد بإمكان أي كان أن يستمر في الكذب على الرأي العام والفاعلين الإقتصاديين، ولا إهانة ذكائهم إلى ما لا نهاية.
وأشار بيان الخارجية المغربية إلى أن ما تفوه به الوزير الجزائري بخصوص البنوك المغربية وشركة الخطوط الملكية المغربية ينم عن جهل مدقع وعميق بأبسط معايير عمل البنوك والطيران المدني، سواء على الصعيد الوطني أم الدولي.
ونوه البيان بفعالية ما يقوم به المغرب وما يبدله من جهود جبارة في مجال مكافحة ترويج المخدرات، خاصة المواد المهلوسة القادمة من الجزائر، مشيرا إلى أن ما يقوم به المغرب في هذا المجال معروف عالميا ومعترف به من طرف المؤسسات الدولية المختصة.
وسجل البيان أن هذه التصريحات غير المسؤولة للوزير الجزائري تتزامن مع جولة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ومع الإعدادات الجارية لعقد القمة الأوروبية – الإفريقية في أبيدجان نهاية نونبر المقبل .
للإشارة فإن المغرب أصبح يعتبر منذ 2016 من بين الإقتصادات الإفريقية الأكثر جاذبية، وأصبحت المدن الصناعية بالمغرب تتصدر ترتيب المراكز المالية الإفريقية.
وحسب تقرير لمكتب إرنست يونج ماي الأخير فإن الإستثمارات المغربية في إفريقيا ناهزت 4 مليار دولار في 2016، ممثلة 5.1 في المائة من إجمالي الإستثمارات الخارجية في إفريقيا، الشيء الذي جعل المغرب يحتل المرتبة الأولى على لائحة المستثمرين الأفارقة في إفريقيا.
وخلق المغرب من خلال المشاريع التي استثمر فيها في إفريقيا 3957 فرصة عمل جديدة خلال 2016، بزيادة 3.1 في المائة مقارنة مع 2015، متجاوزا بذلك أداء جنوب إفريقيا التي خلقت مشاريعها الاستثمارية في القارة الإفريقية 2925 منصب عمل ، حسب تقرير إرنست يونج.
الخطوط الملكية المغربية لم تمرر تصريحات الوزير الجزائري مرور الكرام، و قالت إن تصريحات مساهل تكشف جهلا مطبقا بقطاع النقل الجوي، كمجال يخضع لتقنين شديد من قبل هيئات دولية مؤهلة على أعلى مستوى، وأشارت الى أن الوزير الجزائري “ظن أن بإمكانه التشهير بالخطوط الملكية المغربية من خلال الإدلاء بتصريحات لا أساس لها. وهذه التصريحات صدرت، بالتأكيد، بنية الإساءة الى إشعاع المغرب من خلال شركته الوطنية للنقل الجوي، مما ينطوي على نقص فاضح في الإحترافية وامتهان كلي للدبلوماسية”، وهددت باللجوء الى العدالة فرضا لاحترام شرفها، وشرف 4000 متعاون معها و7 ملايين مسافر، من بينهم مليونا مسافر إفريقي، و ذلك باللجوء الى جميع الوسائل القانونية المتاحة”.
من جهته، قال التجمع المهني للبنوك المغربية إن هذه الإدعاءات تدل على الجهل التام والفاضح بقواعد الحكامة والأخلاقيات التي تسير أنشطة البنوك المغربية في العالم، وبطبيعة الحال في القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن هذه التصريحات نفسها تندرج بشكل كلي في الإتجاه المعاكس للتطور المؤسساتي والإقتصادي الذي عرفه إخواننا الأفارقة في جميع المجالات، وأضاف أن القطاع البنكي المغربي معترف به بفضل حكامته الجيدة، وشفافيته وعمله على مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، وقال ان التجمع يحتفظ بجميع حقوق الرد على التصريحات الخطيرة لوزير الشؤون الخارجية الجزائري.
وانتقل الهجوم المغربي ردا على الجزائر، بالكشف عن ارقام تؤكد وقوف الجزائر وراء تهريب الحبوب المهلوسة من الجزائر الى المغرب، وأن تم ضبط أكثر من 800 ألف قرص خلال العام الماضي، تصل المغرب انطلاقا من التراب الجزائري.
يذكر أن التصريحات المتناقضة لوزير خارجية الجزائر تزامنت مع الأخبار التي تؤكد أن الإتحاد الإفريقي أشعر قيادة بوليساريو بأن مقعد الجمهورية الوهمية أصبح في خطر، إثر مطالبة أغلبية الأعضاء بإعادة النظر في طبيعة عضويتها؛ وذلك في إشارة إلى إمكانية تخفيض تمثيليتها إلى ما دون العضوية الكاملة، حيث نبّهت رئيسة المفوضية الإفريقية، إلى تحديات تمنع الجمهورية الوهمية من الوفاء بالتزاماتها السيادية.
و أعرب السلك الديبلوماسي الإفريقي بالرباط، عن نأيه بنفسه عن التصريحات “المتجاوزة للحد” و”غير المفهومة” التي لن تسهم إلا في تسميم الأوضاع، التي أدلى بها وزير الخارجية الجزائري ضد المغرب.
وفي هذا الإطار، صرح السفير نيماغا إسماعيلا، عميد السلك الديبلوماسي الإفريقي متحدثا باسم السفراء الأفارقة بالرباط، أن “رؤساء بعثات البلدان الإفريقية اطلعوا باستغراب على تصريحات (وزير الخارجية الجزائري) التي صدرت عن شخص مخول له التحدث من السلطات الجزائرية أكثر من غيره”.
وفي على هامش اجتماعات تواصلية نظمتها السبت المنصرم وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي مع السفراء الأفارقة المعتمدين بالرباط، في أعقاب تصريحات وزير الخارجية الجزائري ضد المغرب، أعرب السفير إسماعيلا عن أسفه لكون “مثل هذه التصريحات لن تسهم إلا في تسميم الأوضاع”.
ووصف عميد السلك الديبلوماسي الإفريقي ما نسبه الوزير الجزائري في هذه التصريحات إلى قادة دول إفريقية بكونه “متجاوزا للحد”، مذكرا في هذا الصدد بأن قادة البلدان الأفارقة سيجتمعون قريبا بأديس أبابا وستكون المناسبة سانحة لطلب “توضيحات” حول إدراجهم في مثل هذه التصريحات.
وأكد السفير إسماعيلا أن تصريحات الوزير الجزائري تبدو غير ذات معنى خاصة أنه “داخل الإتحاد الإفريقي، حيى قادة الدول الإفريقية بالإجماع عودة المغرب، أو بالأحرى استعادة مكانته، لأن المغرب لم يغادر أبدا أسرته” المؤسسية.
ولم يفت عميد السلك الديبلوماسي الإفريقي أن يشير إلى المصادفة بين خرجة وزير الخارجية الجزائري والجولة التي قام بها في المنطقة المبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للصحراء، وأكد أن “ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لقضية الصحراء سيكون شاهد عيان لما يمكنه أن يعرقل هذه الإجراءات”.
وخلص إلى أن قادة الدول الإفريقية يعلقون الكثير من الآمال على أن “عودة المغرب إلى الإتحاد الإفريقي سيسهم في تعزيز قدرات الإتحاد”، نحو تكفل حقيقي ونهائي من أجل أن تظل إفريقيا موحدة..