من وحي ضحايا المؤونة
جريدة طنجة – م.إمغران (ضحايا الدقيق)
الخميس 30 نوفمبر 2017 – 18:19:30
هؤلاء متشبثون بنهج أسلوب خيري اختاروه في نمط حياتهم، كإيمان راسخ لديهم بضرورة وأهمية هذا النهج الذي ينهل من تعاليم ديننا الحنيف.
ومن أجل أن يحتسب لهم أجر كذلك، يحرصون شديد الحرص على تقديم المساعدات الإنسانية، تحت جنح الظلام، حتى لا تعلم شمالهم ما فعلته يمينهم، وربما وفروا العناء عن المستفدين والمستفيدات من المؤونة التي يسخر لها أشخاص في محل ثقة المحسنين، يقومون بإيصالها دون إثارة أو بهرجة إلى غاية بيوت المحتاجين، المنقين بعناية، لأن المتبرعين بهذه المساعدات الإنسانية المتنوعة لا يرغبون في إحداث “جوقة” هنا أو جهرة هناك، مما يدخل في باب الرياء، والتباهي بفعل الخير، مع تداول اسم المتبرع والدعاية له، والتشهير به، وبالتالي يكون هذا الخير بمثابة إراقة كأس ماء في التراب، بالنسبة لصاحبه إذا كان يبتغي وجه الله من وراء ضيعه هذا.
فاعلوا الخير الحقيقيون ـ وما أكثرهم بربوع هذا الوطن ـ هم من يشيحون بوجوههم عن عدسات “الكاميرات” وآلات التصوير الفوتوغرافي، بل ويرفضون الظهور عبر القنوات التلفزية أو المواقع الإلكترونية، وغيرها من الوسائل الإعلامية، لأن هدفهم في هذه الدنيا أسمى وأعمق من كل هذا السيل من التشهير الذي يفرغ كل خطوة في سبيل الله من معناها وغايتها.
أكثر من هذا أن هؤلاء المحسنين الحقيقيين يسعون دائما إلى عدم الكشف عن هويتهم.
وأما في تعاملهم اليومي، سواء مع أهلهم أو في علاقتهم العملية أو مع الناس، بمختلف شرائحهم الاجتماعية، فإنهم منضبطون في كل أمورهم، حيث يتحلون بالوفاء، والعدل والإخلاص والإنصاف وغيرها من الصفات الحميدة التي تؤكد ثباتهم على نفس المنوال في حياتهم وفلسفة تعاملهم، وليس الانسياق وراء ظرفية معينة، أو مزاجية مريضة، أو حربائية مكشوفة. !..