في الذكرى 42 للمسيرة الخضراء
جريدة طنجة – عزيز كنوني ( المسيرة الخضراء )
الأربعــاء 15 نوفمبر 2017 – 18:34:43
* لا حل خارج نطاق مغربية الصحراء .
*الصحراء مغربية قبل اختلاق النزاع المفتعل حولها
*الثقافة الحسانية موروت ثافي يجسد تعدد وتنوع الهوية الوطنية في ظل مغرب الجهات..
تلك بعض من معاني ودلالات “المسيرة الخضراء” التي تفتقت عنها عبقرية الراحل الحسن الثاني رحمه الله، الملك الذي لن يجود الزمان بمثله، علما وعملا وغيرة على بلده، عبقرية أدهشت العالم بجوهر حكمتها، وحسن تنظيمها وكونها فتحت طريقا ثالثة في وجه الشعوب لتحقيق حريتها وفرض احترام وحدة ترابها عن طريق السلم، لا بواسطة الحرب والدمار.
الحسن الثاني رحمه الله اختار كتاب الله والعلم الوطني، لتحرير صحراء المغرب، التي لم تكن دوما إلا مغربية، بشهادة التاريخ والمواثيق الدولية، ونجح بنداء من بضع كلمات نورانية، أن يعبئ فوق ثلاثمائة وخمسين ألف مغربية ومغربي، في مسيرة من مختلف جهات البلاد، لاستخلاص الأرض من مستعمر الصحراء، ” دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”
وهكذا احتفل الشعب المغربي قاطبة، بالذكرى الثانية والأربعين للمسيرة الخضراء، في جو من الاعتزاز والوطنية الصادقة وروح الوفاء للوحدة الترابية، تلك المسيرة الشعبية الفريدة، التي شكلت حدثا سياسيا دوليا هاما ، أثار إعجاب شعوب العالم في مختلف القارات، بسلميتها وقدرتها على تعبئة مآت الآلالف من المواطنين في شتى جهات المغرب والدفع بهم في اتجاه الصحراء، استجابة لنداء الوطن، وتأكيدا للثوابت المغربية التي ذكر بها الملك المحرر، الراحل محمد الخامس نور الله ضريحه، في خطابه التاريخي بمحاميد الغزلان، في فبراير 1958، حين حجت جماهير أهل الصحراء لتحية جلالته والتبرك به وتجديد البيعة لعرشه المكين، حيث أكد لهم، في خطابه التاريخي، أنه سوف يواصل العمل بكل ما في وسعه لاسترجاع صحراء المغرب وكل ما هو ثابت للمملكة المغربية بحكم التاريخ ورغبات السكان.
تذكير جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بمناسبة الذكرى 42 للمسيرة الخضراء، بخطاب جده المنعم محمد الخامس في جموع أهل الصحراء بمحاميد الغزلان، تأكيد للمشروعية التاريخية للمغرب في صحرائه وفي وحدة أراضيه، تلك المشروعية التي يؤكدها التاريخ و بيعة أهل الصحراء للملوك العلويين وارتباطهم المتواصل بعرش المغرب الملتزم، على مر العصور، بالدفاع عن أراضيه وعدم التفريط في مغربية الصحراء التي تقدم بتسجيل قضية تحريرها لدى اللجنة الدائمة الرابعة للأمم المتحدة، سنة 1963، في الوقت الذي لم يكن فيه أي طرف مطالب بتحرير الصحراء، غير المغرب.
خطاب الذكرى الثانية والأربعين للمسيرة الخضراء حمل تأكيدا راسخا لاستمرار المغرب في الدفاع عن حقوقه المشروعة على المستوى الدولي، وعلى متابعة جهوده الرامية إلى تنمية الأقاليم الصحراوية في إطار التضامن والإجماع الوطني، وفق الموقف المغربي المرتكز على مبادئ ومرجعيات ثابتة، من بينها :
* لا لأي حل لقضية الصحراء، خارج سيادة المغرب الكاملة على صحرائه، ومبادرة الحكم الذاتي، التي يشهد المجتمع الدولي بجديتها ومصداقيتها
*الاستفادة من الدروس التي أبانت عنها التجارب السابقة، بأن المشكل لا يكمن في الوصول إلى حل، وإنما في المسار الذي يؤدي إليه، ولذا يتحتم على جميع الأطراف، التي بادرت إلى اختلاق هذا النزاع، أن تتحمل مسؤوليتها كاملة من أجل إيجاد حل نهائي له
*الالتزام التام بالمرجعيات التي اعتمدها مجلس الأمن الدولي، لمعالجة هذا النزاع الإقليمي المفتعل، باعتباره الهيأة الدولية الوحيدة المكلفة برعاية مسار التسوية
* الرفض القاطع لأي تجاوز، أو محاولة للمس بالحقوق المشروعة للمغرب، وبمصالحه العليا، ولأي مقترحات متجاوزة، للانحراف بمسار التسوية عن المرجعيات المعتمدة، أو إقحام مواضيع أخرى تتم معالجتها من طرف المؤسسات المختصة
أما على المستوى الداخلي، فقد أكد جلالة الملك أن المغرب لن ينتظر الحل المنشود، بل سيواصل تطبيق النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية، بموازاة مع تفعيل الجهوية المتقدمة، بما يتيح لسكان المنطقة التدبير الديمقراطي لشؤونهم، والمساهمة في تنمية منطقتهم، حيث إن المشاريع التي تم إطلاقها وتلك التي ستتلوها، سوف تؤهل الصحراء المغربية للقيام بدور متميز، كصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي ، وكمنطقة إشعاع سياسي واقتصادي وحضاري بين دول المنطقة…