فاجعة سيدي بولعلام مسؤوليتكم !..
جريدة طنجة – عزيز كنوني (حادث سيدي بولعلام )
الخميس 30 نوفمبر 2017 – 18:28:57
طيب!….
فإلى أي جهة نرد مسؤولية حدوث هذه الفاجعة، وكيف نصفها ونتحدث عنها، و في أي خانة نضعها ؟ وهل يفضل البعض أن ندرجها في غيبيات “المكتوب” ….ونقرأ الفاتحة على أرواح “شهيدات” قفة الإحسان العشوائي ، وندعو للأيتام بالسلوان والصبر الجميل ؟…….
أزيد من ثلاثة آلاف وخمسمائة مواطنة ومواطن يتهافتون على سوق أسبوعي قروي، من أجل الظفر ب “قفة” إحسان تجود بها جمعية حددت موعد “الموت” مسبقا، دون أن تستبق ذاك الموعد عناية المسؤولين المحليين الذين استهانوا، ربما، بحجم الدمار الذي يمكن أن يحدثه الفقر والجوع، إذا ما توفرت الظروف الملائمة، وقد توفرت، فعلا، في سوق “يولعلام”. وتم توثيق “الإقبال” الشعبي الهائل على مبادرة “أغيس”، بالصوت والصورة، لغايات لا نظن أن المسؤولين في غفلة عنها…..بل ولربما وُجد من يعتبرها إحدى آليات جمع التبرعات أو حشد أصوات البشر حين موعد الانتخابات !…..
وإلا، كيف يفسر كل هذا التدافع البشري الهائل، كالبحر المتلاطم، إن لم يكن بدافع الفقر والجوع والهشاشة المقيمة ، ويأس الناس من الوعود المتكررة، المستنسخة، التي يواجَهون بها كل ما صدحوا بأصواتهم منددين بظروف عيشهم وقلة حيلتهم وضعفهم وهوانهم أمام حاجيات أسرهم وأبنائهم ومتطلبات حياتهم….
أوليس سعي الحكومة إلى إحصاء فقراء المغرب دليلا على وجود فقر وفقراء بالبلد، ضدا على ادعاءات الست بسيمة الحقاوي التي أعلنت، منذ عدة شهور، بنرفزة ظاهرة، ردا على استفسار بالبرلمان، أن الفقر انتفى من المغرب، وأن المغاربة تجاوزوا “عتبة الفقر” كما هو متعارف عليها بدوائر الأمم المتحدة !
ومن مفارقات المغرب، و “عجائبه”، أن البلد يشهد ، في آن واحد، اتساع دائرة الفقر والغنى، معا، بوتيرة متسارعة، إلا أن الثروة تسيل بين أصابع عشرة بالمائة من سكانه، بينما الفقر “يطحن” الباقي، في الحواضر كما بالبوادي…وقد تجلى ذلك في سوق سيدي بولعلام، حيث استرخص العديد من المواطنات والمواطنين أرواحهم من أجل حفنة دقيق ودهن وشاي !…..
وحيث أن المرأة تذهب دائما ضحية الفقر، فقد مات منهن خمس عشرة سيدة فقيرة معوزة، ثمان منهن متزوجات، وأربع أرامل، ومطلقة، وعزباء، وسيدة لم يتحقق من حالتها العائلية، تتراوح أعمار الضحايا بين 32 و 80 سنة…
رحمهن الله جميعا .
المؤلم في هذه الفاجعة، أن رئيس الحكومة، أطل علينا من نافذة حائطه الفيسبوكي، ليقدم العزاء للأسر المكلومة، ويخرج علينا بالدعوة إلى أن “نتحمل جميعنا المسؤولية” من أجل تجنب تكرار مثل هذه المأساة”…
المسؤولية مسؤوليتكم ياسيد..فلسنا نحن من أذن بتوزبع القفة، ولسنا نحن من أطر العملية ، ولسنا نحن من يجب عليه أن يتخذ التدابير اللازمة لتجنب تكرار هذه المآسي التي تدينكم كمسؤولين عن تدبير الشأن العام، وعن حماية سلامة وحياة المواطنين….
وعلى نفس الوتر، ضرب “الناطق” الخلفي، الذي اعتبر أن “دماء الشهيدات يسائلنا جميعا” ودعا إلى عدم التهرب من “مسؤولياتنا” التي هي مسؤولياتــ”كم” أنتم الذين تحكمون وتدبرون . أو ليس من حكمة الحكم استباق الأحداث لتفادي تبعاتها السلبية على البلاد والعباد،؟
بسيمة الحقاوي التي تعرضت لـ”هجوم” قاس بالبرلمان، صاحت بأنها “تبكي” ألما على ما حدث…وما حدث مسؤولية الجميع…
ياللاتي الوزيرة، نكرر لك ولكافة أعضاء الحكومة واحدا، واحدا، كل باسمه وصفاته واختصاصاته، ولونه السياسي وانتمائه الحزبي، أن مسؤولية ما حدث في سوق سيدي بولعلام، هي مسؤوليتكم جميعا، متضامنين متآزرين متداعمين في هذه “الضراء” إلى يوم يبعثون…..
والحمد لله رب العالمين. !..