اختتام فعاليات “دمى طنجة” و”الملتقى العربي لفنون العرائس والأدائيات”
جريدة طنجة – أحمد فرج الروماني ( فعاليات “دمى طنجة” )
الأربعاء 15 نوفمبر 2017 – 11:13:02
أسدل الستار على فعاليات الدورة الثانية لمهرجان دُمى طنجة لفنون العرائس والأدائيات، والدورة الرابعة للملتقى العربي لفنون العرائس والفرجة الشعبية. فعاليات حظيت باهتمام كبير من لدن ساكنة مدينة طنجة، وبشكل خاص الأطفال الذي وجدوا في المهرجان فرجات ترفيهية، عمومية، لم يتعودوا عليها في هذه المدينة.
ولأن الدورة الأولى من فعاليات هذا المهرجان كانت قد تركت الأثر الحسن لدى الأمهات والأباء الذين لم يترددوا في إبداء رضاهم الكبير وانتظار مزيد الفرجات..، فإن الجهة المنظمة، راهنت على هذا الرضا، فحرصت على أن تفتح أبواب طنجة/ إفريقيا أمام محترفي مسرح الدمى والفرجات الشعبية؛ فكان أول من لبى دعوة “جمعية طنجة بوابة إفريقيا”، “الهيئة العربية للمسرح” التي حملت مهرجانها الكبير “الملتقى العربي لفنون العرائس والفرجات الشعبية” وحطت الرحال بدورته الرابعة في طنجة، فكانت هذه الدورة، والدورة الثانية من مهرجان “دمى طنجة لفنون العرائس” مهرجانا واحدا بروح واحدة، تلاقحت فيه الخبرات، وتنساجت خلاله الفرجات، وتحاورت فيه التجارب والتصورات..، وبقدر ما كان المُستضيف (جمعية “طنجة بوابة إفريقيا”) متفانيا في تقديم ما هو أفضل خلال هذه الدورة، كان الضيف في المقابل، متفانيا في تقديم يد العون تنظيما وتأطيرا وتدبيرا…
تشبيك فنون العرائس وأسئلة التجديد
فعاليات المهرجان، تضمنت جلسات علمية، ناقشت بشكل مستفيض محاور متعددة، من قبيل: “فنون العرائس : من النمطية إلى التجديد”، “تجديد الحكايات الشعبية في عروض فنون العرائس”، “الثرات الشعبي وبناء جماليات فنون العرائس”، “فنون العرائس: المصطلح والتعريف”، ومحاور أخرى قدمها باحثون من المغرب، الجزائر، تونس، الأردن، سوريا، مصر، سلطنة عمان، وطبعا من الإمارات العربية المتحدة….
وقد خلص المتدخلون في هذه الجلسات العلمية (خمس جلسات) إلى أن فنون العرائس والفرجات الشعبية أخذت تتفاعل بشكل عميق الظواهر المجتمعية الكونية، من الطقوسية الدينية، والاحتفال، وفرجات الاحتجاج… كما أجمع المتدخلون إلى أن هذه الفرجات، رغم المحاولات التي يقوم بها بعض المسرحيين في سبيل ضخ دماء جديدة في هذا الشكل المسرحي، تعرف تراجعا ملحوظا في غياب مبادرات مؤسساتية تتكفل بمهمة التجديد…
في ظل غياب نصوص إبداعية جديدة يمكن أن تحرك التصورات الجامدة على مستوى التلقي، وأن تدفع بمسح العرائس في المنطقة المغاربية والعربية بخاصة، نحو مزيد من التفاعلات المنتجة مع مختلف الفنون من داخل اشتغال واعٍ، يقرأ تراثه الغني ويُحسن استلهامه على ضوء أسئلة جديدة.

مارغو ملاتجليان وعزيز الفاضلي في عرس الاختتام
حفل اختتام هذا المهرجان، عرف تكريم شخصيتين مرموقتين، أسهما معا –كل من جانبه- في إغناء خزانة مسرح الدمى خلال مرحلة الثمانينيات، ويتعلق الأمر بالفنان عزيز الفاضلي من المغرب، كأحد أبرز الوجوه الفنية بالمغرب، له إسهامات كثيرة في مسرح الدُمى، حيث قدم العديد من العروض الساخرة، إلى جانب أفلام تلفزية وسينمائية متنوعة… وقد أشار الأستاذ الدغمي أحد رواد مسرح الدمى بالمغرب، خلال شهادته في حق المحتفى به، إلى أن عزيز الفاضلي كان هو من علمه تحريك الدمى، وكل التقنيات الضرورية لتقديم عرض العرائس، مستحضرا في السياق ذاته أهم اللحظات التي تحتفظ به ذاكرته أثناء اشتغاله مع المحتفى به.

الشخصية الثانية التي حظيت بتكريم خلال حفل الاختتام، كانت الكاتبة والباحثة الأردنية مارغو ملاتجليان. فإضافة إلى ما لها من إسهامات كبيرة في مجال تنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية عند الطفل، كتابة وبحثا، فقد قدمت في مرحلة من الزمن عروضا لمسرح الدمى، وظفت فيها الشعر والقصة والموسيقى… ورغم ابتعادها عن خشبة المسرح، إلى أنها، وحسب تصريحها، لازالت تمارس شغفها بمسرح الدمى في إطار التربية والتعليم، مشيرا إلى أن هذا التكريم فتح لها شهية العودة من جديد إلى الخشبة…



















