رواتب عمال النظافة لا تتعدى زجاجة عطركم فلا تعاملوهم بقسوة والقوا التحية عليهم
جريدة طنجة – زهراء بن سليمان ( عمال النظافة )
الأربعاء 08 نوفمبر 2017 – 13:31:03
يعيش عامل النظافة في البلدان الأوروبية حياة كريمة وله أهمية كبيرة بمجتمعه بسبب تقدير هذا الأخير له ولمجهوده. فكثير من الشعوب التي تقدر عمالها وتميزهم دون تلك النظرات الدونية إليهم ولمهنتهم، وكل الأعمال متساوية لديهم سواء عامل نظافة أو مهندس أو طبيب… لكن نحن العرب رغم إدراكنا لأهمية عامل النظافة إلا أن المسؤولين لا يفكرون في تكريمهم وتقديرهم على جهودهم.
فعامل النظافة في اليابان من العيب مناداته عامل النظافة بل يسمونه ” مهندس الصحة والنظافة ” لأنهم ينظرون إليه باعتباره شخصا مسؤولا عن نظافة المدينة وصحة المواطنين . كما يخضع لعدة اختبارات تثبت قدرته البدنية والصحية… على العمل، بعدها يحصل على شهادة العمل، بحيث يتقاضى 8000 دولار أمريكي في الشهر، ويتوفر على منزل خاص وسيارة خاصة وحياة كريمة تضاهي حياة كبار الدولة.
بينما في المغرب لا يتجاوز عامل النظافة 2000 درهم في أجره، ومع ذلك يستيقظ في الخامسة صباحا ليباشر عمله في الشمس أو البرد القارص حتى منتصف الليل، ليبدأ بتنظيف الشوارع ويكنس بكل فخر وهو راضي عن عمله، ومع الأسف في هذا البلد الظالم والعنصري يسمونه ” مول الزبل ” ولهم نظرة دونية عليه، معتقدين أنه إذا ألقى التحية عليهم يكون غرضه إعطاءه المال، فمعظم عمال النظافة الذين يلقون التحية على الناس ليس هدفهم المال، بل هي فقط من باب الأدب والذوق ولأن الشركة علمتهم كيفية التعامل مع المواطنين بلباقة وإلقاء التحية، لذلك أيها المواطن عندما يأتي هذا العامل ويسلم عليك لا تعتقد أنه يريد المال، فقط هو إنسان ككل البشر يريد تبادل الاحترام والتقدير بينه وبينك فرفقا به.
وهنا يطرح السؤال نفسه، لماذا نسمي عامل النظافة مثل هذا الاسم ؟ من هم المسؤولون عن هذه الأزبال ؟ هل الأجرة التي يتلقاها هي أجرته الحقيقية ؟
نحن المسؤولون عن تلك الأزبال ونحن من يعرضه للخطر لأن قاذوراتنا يوجد بها وسائل حادة… حتى الشركات المسؤولة عن هؤلاء العمال العظماء ليس لها أدوات متقدمة حتى يتجاوز عامل النظافة الخطر، ففي الأغلب يتعرض للأذى لكن مع ذلك لا يكترث المواطنين لهذا الأمر ويعتقد الكثير بأن مهنة النظافة هي مهنة مخجلة ولا تمثل هيبة أو مكانة بالمجتمع، ويعتبر الكثير أنها مهينة. فهناك العديد من عمال النظافة الذين حققوا أهدافهم ووصلوا للقمة، ومثال ذلك ” رحمة المودن” التي بدأت مسيرتها منظفة في الشركة المسؤولة عن التنطيف بهولندا وتدرجت حتى تمكنت من تأسيس شركة لها، حيث استهلت مشروعها بموارد بشرية لا تتخطى 7 أفراد، وبعد سنتين أخذت جائزة “المرأة الأوروبية العاملة ” فكان ذلك مصعدا لنجاحها بحضور إعلامي واسع وكذا توافد عقود اشتغال إضافية، وتتصدر حاليا مجموعة تتوفر على ست شركات ناشطة في مجالات مختلفة بالتراب الهولندي، حيث تقدم خدمات التنظيف والإصلاحات الخفيفة، ثم تمكنت من توظيف 400 عامل، و قدمت خدماتها لأكثر من 200 زبون إذ وصل رأس مالها إلى ما يفوق 8 ملايين يورو.
يجب التطرق لهذه المواضيع ويجب على الشباب أن يقوموا باستغلال هذه المواقع الاجتماعية المجانية التي ستكون في يوم من الأيام بالنقود، لتوعية الناس حول التعامل مع عمال النظافة ومساعدتهم بعدم رمي الأزبال، كما يجب على الشركة المسؤولة أن تقوم بإحداث قمامات مخصصة بالزجاج وقمامات مخصصة بالأتربة و الركام و أخرى مخصصة بمخلفات ونفايات المنزل لسلامة عمال النظافة. !!!


















