من يوفر الحماية لنوال بنعيسى خليفة ناصر الزفزافي؟..

ورغم أن الجميع تَوَقَع لَهــا أن تخلف الزفزافي في موقع القيادة، لكنها ظلت وفية لتكتيك مغاير، يعتمد على اختيار توقيت دقيق لتصدر المشهد، من خلال الدعوة إلى تنظيم شكل احتجاجي معين، وإعطاء بعض التصريحات الصحفية لمنابر ومواقع معروفة بخدمة أجندة معادية لمصالح المغرب، وبعدها تختفي عن الأنظار بشكل مفاجئ ومن دون مقدمات، وكأنها تركت الجمل بما حمل مفضلة الانصراف لتربية أطفالها، لكنها سرعان ما تعود إلى الواجهة من جديد. و كان آخر ظهور لها بمدينة إمزورن قبل يومين، حيث قامت بتعبئة بضع أطفال لتنظيم مظاهرة محاولة منها إحياء جذوة الشغب من جديد، لكن مسعاها مني بالفشل الذريع، حتى أنها لم تمتلك الجرأة لإظهار المشاركين في هاته “المسيرة” عندما كانت على “اللايف”.

المثير في قصة هاته السيدة التي ظلت لغزا عصيا عن الفهم، خاصة وأنها الوحيدة التي ظلت بعيدة عن الاعتقال، وحتى عندما تم الاستماع إلى من طرف الشرطة القضائية بالحسيمة، تم إطلاقها فورا وكأنها تحضى بحصانة من طرف جهات ما.

ما يعزز من شرعية هذا التساؤل، هو أن جميع المصنفين ضمن قادة الاحتجاجات كان مصيرهم الاعتقال ثم المحاكمة، ومنهم من صدرت في حقهم أحكام ثقيلة بالسجن، ومنهم من لازال ينتظر قرار المحكمة، حتى سيليا التي لم تتورط في قيادة الاحتجاجات، وكان يطلق عليها بفنانة الحراك، ذاقت مرارة الاعتقال، ولم تغادر السجن إلا بعفو ملكي، لكن نوال بنعيسى ظلت تصر على التعبئة للاحتجاجات وإعطاء التصريحات النارية، ومع ذلك بقيت محصنة من الاعتقال و خارج المساءلة القضائية!..

لكن ما ظَلَّ عَصيــًا عن الفهم طيلة الأسابيع المنصرمة، سرعان ما بدأت خيوطه في الانكشاف، عندما لم تعد نوال بنعيسى تتورع عن التباهي أمام مقربيها بكونها تحضى بدعم جهات نافذة في الدولة تمنح لها الحماية، وتجعلها في منأى عن أي متابعة أو تضييق.