حريات تتعلق بالكواكب والنجوم والنار والحيوان
جريدة طنجة – مصطفى بديع السوسي ( التعليم بين الحرية و الانفتاح والهوية )
الإثنين 02 أكتوبر 2017 – 11:22:38
ـ ينادي البعض بحذف آيات من الذكر لأنها لا تعجب بعض الفراعنة.
ـ ترنح المغرب بين العربية والفرنسية قبل أن تهب رياح الأمازيغية والانجليزية..
نتداول مصطلحات لم يعرفها العالم أجمع… عبثية، ونتداول ألفاظا نحن أنفسنا نجهل مدلولاتها… وقبلنا حقائق التاريخ فأصبح حضنة أخبار لا هرامات وصروح وقوم عاد وثمود…
يعجبنا في التاريخ ما نشاء فنحكي ونمحو… ونبني ونهدم حسب ما نشاء، وحسب ما يريد لنا بعض قومنا أن نتذكر… وأن نقرأ… وأن نروي… مرة ينادي البعض بحذف آيات من الذكر لأنها لا تعجب بعض الفراعنة… ومرة يقولون إن الإسلام منبع الإرهاب… ومرة يطالبون بالحرية وهي حريات… حرية جنسية لعلاقات مفتوحة حرة ولبهائم تسرح في الأرض وتختلط وتتمازج فتفرز عصارة حيوانية مشاكسة لا أصل لها ولا فصل.
حرية مثلية لفصيلة لا جنس لها، تضل في مستنقع آسن… وتحضر البهيمة… ونبحث عن الناصحين فينا… الذاكرين والقائمين والمفكرين فلا نكاد نجد لهم أثرا… فحتى مناهج الدراسة والتعليم الدنيا والعليا أحدثوا فيها البدع بدعوى الحداثة… ثم يكمل المسخ عندما نرى وزيرا مسؤولا لا يستطيع قول كلمة عربية صحيحة. أما الجملة فهي من سابع المستحيلات… وزيرا يستعين بمساعديه لقول كلمة… مجرد كلمة… فكيف نعلم جيلا المسؤول فيه لا يتقن أبجديات لغة االبلاد والوطن؟… ومنذ عهد الاستقلال… منذ البدايات الأولى لفترة ما بعد الاستقلال وإلى الآن… مرورا بفترة استقرار يوسف بلعباس، وحدو الشيكر وغيرهم لم يستطع التعليم عندنا أن يقف على رجليه، وأن يحبو ويدب على الأرض إلى جانب الأمم المستقلة… وترنح المغرب بين العربية والفرنسية قبل أن تهب رياح الإنجليزية… فإذا كانت تلك حالته مع العربية والفرنسية وهما يتصارعان بين أتباع هؤلاء وأتباع تلك فكيف سيكون الحال مع عواصف اللهجات واللغات الأخرى؟… وإذا كان تلميذ اليوم كالحمار يحمل أسفارا، ويحني قامته وهو يرزح تحت ثقل العربية والفرنسية والأمازيغية والانجليزية. فكم سيحمل غدا من ثقل وأعباء ولغات ومستلزمات تزداد؟…
وإذا كان الأباء ينفقون اليوم ما لا يطيقون ولا يستحملون. فكيف سينفقون مستقبلا ؟ ناهيك عن المؤسسات الخصوصية التي لا تخضع لأية رقابة. وتفعل ما تشاء. وتفرض من الرسوم ما تريد حتى غدت تعليما نخبويا بامتياز…
ومن حكومة إلى أخرى لا زلنا نحصد هشيم الرياح… نحصد ما حصدوا ونحصد وهي غلة هزيلة بئيسة يهرب مع هزالتها وضعفها أبناء الأكابر إلى خارج المغرب ليعودوا مغتربين ولكنهم يقفزون مباشرة لتولي المناصب فيتصرفون بعقلية بعيدة عن العقلية المغربية الوطنية العربية… هؤلاء هم من يسيرون شؤون البلاد… وهم كما في باقي بلاد المغرب العربي من يريدون محو الحكيم والخالد من ذكرنا وتراثنا وتاريخنا لأنه لا يناسب التاريخ الذي تعلموه وتلقنوه، ولا الثقافة التي رضعوا لبانها من ثدي الاستعمار… الذي يظل استعمارا حتى وهو يلبس قفازات من حرير…