اختتام مهرجان ” أوروبا – الشرق” للفيلم الوثائقي بطنجة الإعلان عن إنشاء معهد للسينما بطنجة وقناة وثائقية تليفزيونية
الأربعــاء 04 أكتوبر 2017 – 12:52:32
ويبدو أن مبادرة الجمعية المنظمة بخصوص مشروع المعهد العالي للسينما ومهن السمعي البصري، لقيت قبولا واسعا من طرف سلطات طنجة والجهة التي أبدت استعدادا لدعم المشروع والدعوة له وتيسير سبل تنفيذه.
الحقل الختامي تميز بالإعلان عن الأفلام الحاصلة على جوائز “ابن بطوطة” ومنها الجائزة الكبرى التي عادت للفيلم السويدي “الانتظار” لمخرجه الشاب إيميل لانغبال، الذي عالج مأساة فتاة من أفغانستان تبحث عن اللجوء السياسي بالسويد، بطرق قانونية، ولنها، وبعد ست سنوات، لا زالت تنتظر رد السويد عن طلبها.
أما جائزة الإخراج فقد فاز بها الفيلم العراقي “لا مكان للاختباء” لمخرجه أحمد زرادشت، الذي يعرض لمعاناة ممرض مع الأوضاع الخطيرة بوسط العراق خلال الاحتلال، وبعده مع نزاعات الميليشيات .
فيلم “اصطياد الأشباح” للمخرج الفلسطيني رائد أندوني، حصل على جائزة السيناريو الذي أعاد تركيب حصص التحقيق الإسرائيلي مع سجناء فلسطينيين سابقين في مركز تحقيق لم ينجح أي منهم في التعرف عليه لآنهم كانوا معصوبي العينين.
جائزة “التفرد” عادت لفيلم “زهور البيتومين” لمخرجتيه الفرنسيتين كارين موراليس وكارولين بيريكار، الذي عالج نضال فتيات تونس بين عهد دكتاتورية بن على وعهد الديمقراطية، من أجل حرية المرأة .
أما الفيلم المغربي، “دماء على نهر السين” لمخرجه المغربي المهدي بكار، فقد فاز بجائزة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة, الفيلم يحكي مجزرة باريس سنة 1961 التي ذهب ضحيتها مئات الجزائريين ويستعيد أحداثها مع أشخاص عايشوا هذه الكارثة الاستعمارية ضد مدنيين عزل.
الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وجهت أيضا تنويها خاصا للفيلم المصري محمد قناوي” عندما يلتقي الرومي بفرانسيس”.
حفل الاختتام شهد كذلك تكريم كل من المخرج المسرحي التونسي الحبيب بلهادي ومدير الإنتاج بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، الخلوفي العلمي والمخرج المغربي حكيم بلعباس.
كما كرم المهرجان أعضاء لجنتي التحكيم الذين تسلم كل منهم “درع ابن بطوطة” للذكرى والوفاء.
مهرجان “أوروبا ـ الشرق للفيلم الوثائقي” الذي انطلق يوم 19 شتنبر الجاري، في جو معرفي ثقافي جيد، شهد، إلى جانب أفلام المسابقة الرسمية، برسم “جائزة ابن بطوطة”، عروضا لأفلام تقدم بها أصحابها للمهرجان، وكذا تنظيم عدد من الندوات والورشات الإبداعية في موضوع الفيلم الوثائقي. ومنها الندوة الوطنية حول الفيلم الوثائقي من التراث الشفهي إلى الصورة الموثقة: التراث الصحراوي نموذجا”، هذه الندوة التي تندرج في إطار الدور الذي تضطلع به الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، في دعم الفيلم الوثائقي المغربي من منظور الشراكة مع مختلف الفاعلين في المشهد الإعلامي السمعي البصري الوطني والأكاديمي، حيث عالج المشاركون علاقة الصورة بالثقافة الشفاهية والشروط المعرفية والفنية والمنهجية الضرورية لذلك.
الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة احتفت أيضا ببعض قيدومي إذاعة طنجة، من بينهم زهور الغزاوي، وفاطمة عيسى ومصطفى البشاري والتقني عبد المجيد أوجنان، الذين استعرضوا، في مداخلاتهم، جوانب من تاريخ هذه الإذاعة التي كرست مفهوما جديدا للبرنامج الإذاعي الهادف إلى وضع الميكرفون، كليا، في خدمة الشعب، من أجل معالجة قضاياه العامة بأسلوب مباشر وعميق.
مدير المهرجان، صهيب الواساني اعتبر أن هذه الدورة من مهرجان “أوروبا – الشرق للفيلم الوثائقي” حققت نجاحا كبيرا بفضل جهود المنظمين ومهنيتهم وتفانيهم وأيضا للجودة التي طبعت الأعمال المقدمة ولقيمة الضيوف ، وشدد على ضرورة دعم هذا المجهود من جانب القطاعات الوصية والسلطات الجهوية حتى يستمر المهرجان ويتطور خدمة للسينما المغربية في مجال واعد يخدم بالذات صورة المغرب كبلد متحضر، منفتح، ومتسامح..