أما آن الأوان أن نفتح ملف مأساة باب سبتة المحتلة بجدية في أفق البحث عن حلول حقيقية
جريدة طنجة – لمياء السلاوي ( مأساة باب سبتة المحتلة )
الخميس 07 شتنبر 2017 – 17:29:02
الوضع ساء بسبب اقتراب حلول عيد الأضحى، ومع حلول نهاية فصل الصيف حيث يتم الحد من الوقت المخصص لإخراج السلع من مدينة سبتة بسبب فتح المعبر في وجه المهاجرين المغاربة الذين يحلون ببلدهم خلال فصل الصيف.
من جهته، وصف محمد بنعيسى رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان الحادث ب «المأساوي»، مشيرا إلى أن المرصد مافتئ يحث السلطات المغربية على إيجاد حلول جذرية لهؤلاء المشتغلين في مجال تهريب السلع.
و أضاف المتحدث أن هذا الحادث يعد الرابع منذ فتح معبر « طاراخال 2 » الذي بقي شبه مغلق مع حلول فصل الصيف و اقتراب حلول عيد الأضحى. .
وقال بنعيسى إن أوضاع النساء اللواتي يشتغلن في التهريب صعبة جدا، و أنهن يشتغلن لصالح شبكات تعمل في تهريب السلع، نحو ميناء الدار البيضاء وجهات عديدة، و أن انتقاء النساء على الخصوص ليس أمرا اعتباطيا، و إنما لأنهن يحظين بمعاملة خاصة من قبل الشرطة الإسبانية و المغربية، على حد سواء.
وأوضح المتحدث أن ما يفوق 15 ألف أسرة تعيش على هذا النشاط، مما يستوجب إيجاد حلول لتنمية المنطقة و خلق فرص للشغل.
وتأسف بنعيسى لكون هؤلاء النساء يعشن تحت رحمة تلك الشبكات و أنهن لا يجنين من وراء هذا العمل إلا بضعة دراهم من أجل لقمة العيش.
وأضاف رئيس المرصد أن المغرب يتكبد خسائر مادية مهمة تقدر بمليارات الدولارات سنويا بسبب التهريب، بالإضافة إلى خسائر اجتماعية كذلك، حيث تعد المنطقة (خاصة مدينة الفنيدق) مشتلا لتفريخ التطرف و الإنحراف و الجريمة.
ويجني المشتغلون في التهريب يوميا ما بين 60 و 100 يورو، عند كل خرجة من معبر باب سبتة، مما يخلق تسابقا محموما حول مضاعفة عدد الخرجات بالسلع المهربة المعفية من الرسوم الجمركية، ويخلق حالات من التدافع ينتج عنه حوادث مشابهة، خاصة وأن المعبر لا يفتح إلا ثلاث ساعات يوميا.
يوميا يعاني هؤلاء النسوة من انتهاكات من شتى الألوان والأنواع على يد الشرطة المغربية و الجمارك المغربية و على يد الحرس المدني الإسباني . وبالرغم كل هذه المعاناة لا نكاد نسمع أصوات إلا أصواتا مبحوحة تندد بما يجري لهؤلاء النسوة وكأنهن ليسوا من نساء المغرب . أين الأحزاب ؟ أين المجتمع المدني ؟ أين المنظمات النسائية ؟ اين هي حقوق المرأة المغربية.
كثير من المغاربة لا يعرفون شيئا عنهن وعن معاناتهن . ولقد آن الأوان أن نفتح ملف مأساة باب سبتة في أفق البحث عن الحلول، آن الأوان أن ندافع عن كرامتهن التي هي كرامة كل مغربي و نساهم في تفعيل الخطابات الملكية السامية. آن الأوان أن نجد لمشاكل معبر باب سبتة حلول اجتماعية واقتصادية و سياحية. وآن الأوان أن يفهم المغاربة أن الوضع الإنساني بباب سبتة أصبح لا يطاق ولن نقبل باستمراره..