من و ماذا وراء شائعة الشاب الذي استفاد من العفو الملكي و قتل قائدا؟ من يستهدف العفو الملكي؟؟؟؟
جريدة طنجة – لمياء السلاوي ( العفو الملكي)
الأربعاء 13 شتنبر 2017 – 11:24:28
الخبر بكامل أركانه، أي بالصيغة و الزمان والمكان والأشخاص وأداة القتل، ورد قبل سنة في مجموعة من الجرائد والمواقع الالكترونية، ويتعلق الأمر بشاب كان يُعَنّف والدته، التي اشتكت إلى قائد المقاطعة، التي قطن بنفوذها، وبعد تدخل عون السلطة، الذي دخل في شجار مع المعني بالأمر هوى عليه بعصا غليظة، غير أن الجاني وبعد أن استيقظ من شبه غيبـــوبــة استل سِكينــًا، وطعن مقدم السلطة.
الواقعة مَرَّ عليها حــوالي سنة كاملة، واستخرجها بعض الإعلاميين من الأرشيف، وقدموها للقارئ على أنها وقعت يوم العيد ومن قبل شخص استفاد من العفو الملكي، فما الغرض من ذلك؟ ومن يستهدف العفو الملكي كآلية من آليات ممارسة العدالة؟
يحاول هؤلاء تصوير العفو الملكي على أنه آلية غير صحيحة، لكنهم يدافعون عن العفو عن السلفية الجهادية، التي يرتبط بها ممولوهم ربما..، لكن بما أن العفو مرتبط بالملك لا بغيره من أولياء نعمتهم فإنهم يحاولون الإساءة إليه.
العفو آلية ولا يمكن الحكم عليها من خلال نموذج واحد حتى لو كان صحيحا، فما بالك فالنموذج قصة مفبركة تصلح لكي تتحول إلى مسرحية؟ فالأحكام أيضا تصدر باسم جلالة الملك، فهل نقول بأن آلية الأحكام غير سليمة لأن قاضيا مثلا حكم بغير الحق؟
الطريقة التي يعتمدها هؤلاء الصحفيين للأسف، هي الطريقة التي يتعلمها الصحفيون في مركز عزمي بشارة، المستشار الإعلامي للشيخ تميم أمير قطر، وهي طريقة تعتمد على شخصنة الأمور قصد إسقاط المؤسسات.
فاليوم يأتون بنموذج مفبرك للعفو الملكي، ليس بغرض وضع آليات أخرى لتفادي مثلا أي خطأ في هذا الموضوع، ولكن من أجل إسقاط مبدأ العفو الملكي كاملا. وهي الطريقة المعتمدة مع كل المؤسسات كي يتم إسقاطها.
للأسف الشديد هؤلاء، الذين يحاولون الإساءة للعفو الملكي، يتبعون دولا و جهات ليس فيها قضاء أصلا حتى يكون فيها العفو، وحتى لو صدّقنا فعلا الواقعة، وأن شخصا استفاد من العفو الملكي وقتل شخصا آخر، فهل هذا يعني أن العفو آلية خاطئة؟ فلو أن صحفيا ارتكب جناية فهل يعني هذا أن كل الجسم الصحفي من الجناة؟
العفو الملكي يعتمد مجموعة من المساطر والمعايير، منها ما يتعلق بمدة السجن، ومنها ما يتعلق بسلوك السجين داخل المؤسسة وليس طبيعة الجريمة التي من أجلها دخل السجن، ومنها ما له علاقة بوضعه الإجتماعي، فقد تنطبق كافة المعايير على سجين ما، ويستفيد من العفو لكن بعد خروجه قد يرتكب جريمة، فهل الخلل في الشخص أم في المعيار؟
هذه مجرد مناطحات منطقية مع صحفيين لا علاقة لهم بالمنطق، لأن كتاباتهم محسوبة وفق معايير الحسابات البنكية والسيولة وما يقع فيها، وبالتالي هناك استعداد للكذب ثم الكذب ثم الكذب إذا كان المردود كبيرا…