منهم خَرجت الفتنة و إليهم تعـــود..!!
جريدة طنجة – مصطفى بديع السوسي ( ” قضية بورما -الروهانجيا-ميانمار” )
الخميس 21 شتنبر 2017 – 12:53:33
– يتساءل المُشـرّدونَ التـائهــون في الأرض عَمَّن يمثلهم..؟!
– الحق أحق أن يـُؤخذ ولا يُعطى.. والضعيف يموت بضُعفهِ…
آخر الأخبار من الأقلية المسلمة في بورما.. من طائفة الروهينكا الذين يلوذون بالآلاف بالدول المجاورة وبالأخص بنغلاديش فرارا بدينها وبنيها وعشيرتها التي تأويها، فأصبحت هي الباحثة عن المأوى بعد أن سحقتها آلة التقتيل والحرق والاغتصاب الوحشي من طرف جيش دولة نظامي.. وشرذمات من قطاع الطرق البوذيين… وفي كل مكان… وفي عز الأزمة يتساءل الضعفاء عن دور الأقوياء.. عن الذين يتصدرون الزعماء، وينادون بالحقوق وباقي الألفاظ المستعارة من قاموس النفاق السياسي.. ويغدقون الأموال لبشر أفكارهم، وبث مذاهبهم..
يتساءل المشردون التائهون في الأرض عمن يمثلهم، ويرفع عقيرته باسمهم… ويتساءلون وهم حائرون: أين منظمة العالم الإسلامي..؟ وأين علماء الأمة..؟ وأين المفكرون والمنظرون وزعماء الطوائف والجماعات والأحزاب..؟ فكأن البحر انشق وابتلعهم. وهكذا مع كل كارثة تحل يتوارى الزاعقون ومكتفين في أقصى الحالات ببيانات الشجب والاستنكار والإدانة.. وتنتهي مهمتهم عندما يلجؤون إلى مجلس الأمن وكأنهم أدوا ما في أعناقهم من أمانة تجاه ضعاف أمتهم.. وكأنهم استجابوا لوازع الدين والضمير.. وسيصدر عن مجلس الأمن قرار بالإدانة.. وينتهي كل شيء.. هكذا أضاعت فلسطين وسط سفسطة المسلمين، وتواطئ الغرب.. والاكتفاء بالألفاظ المستهلكة الهجينة التي لا تحرر أرضا، ولا ترد حقا، ولا تعتق شعبا من قيود العبودية.. وقد سبق لمسلمي منطقة الثبت بالصين أن تعرضوا للتصفية الجسدية ولم تتحرك العجلة الإسلامية إلا لاجترار الأشعار والعشريات الفارغة ثم إنشاد مواويل الاستعطاف والاستجداء..
والحق أحق أن يوخذ ولا يُعطى.. والضعيف يموت بضعفه، بينما القوي يحيا بقوته، ولن يدرأ الخطر عن المسلمين سوى قوتهم، اعتمادا على العلم والتكنولوجيا لا الجهل الذي ينتج مجتمعا متخلفا وعدوانيا..
أخيرا لا ندري كيف تنتهي مأساة الروهينكا؟ من يأخذ بأيديهم؟.. ومتى يعودون إلى الديار..؟ ومتى يتحرك المسلمون الأقوياء، الأثرياء، المتخمين للدفاع عن الأقلية الإسلامية في بورما؟
ومتى يتحرك ضمير الأمة وعلماؤها وفقهاؤها حتى لا ينطبق عليهم قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : «فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود». رواه الإمام علي بن أبي طالب. .
#ميانمار #الروهنجيا